CNN CNN

حكم مباراة المصري والأهلي الدامية: المذبحة مدبرة

الجمعة، 16 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN) -- أكد فهيم عمر، حكم لقاء فريقي المصري والأهلي الذي انتهى بمقتل العشرات من جماهير الأهلي، أن ما حدث في إستاد بورسعيد، كان "مذبحة مدبرة".

وقال عمر في مقابلة مع CNN بالعربية، إن قوات الأمن تتحمل مسؤولية ما حدث في ملعب بورسعيد، بعد تخاذلها في حماية الجماهير، والاكتفاء فقط بحماية طاقم التحكيم، لافتا إلى أنه لم يتصور للحظة أن يحدث ما حدث.

 ونفى عمر، أن يكون هناك ما كان يستدعي إلغاء المباراة، بدليل أن مدير الكرة بالنادي الأهلي سيد عبد الحفيظ، لم يطلب منه إلغاءها، ولكنه طالبه بحماية الجماهير.

وتاليا نص المقابلة:

هل تشعر بالندم بعد مقتل جماهير الأهلي؟

ضميري مستريح لأقصى درجة، ولو كان الأمر بيدي لتوفيت مع الجماهير التي قتلت، ولو كنت أملك حق الخروج من حجرة خلع الملابس للدفاع عن جماهير الأهلي لفعلت ذلك بدون تفكير، ولكن الأمن حبسني في غرفتي ساعتين ومنع خروجي منها، وذهلت عندما علمت بوفاة أحد المشجعين في البداية، ثم بعد خروجي من الإستاد علمت أن عدد الوفيات ارتفع لأكثر من 20 مشجعا وهو ما لم أصدقه في البداية.

ما رأيك في اتهام البعض لك بالمشاركة في مقتل الجماهير؟

هذا اتهام ظالم، وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من اتهمني بهذا الاتهام الباطل، ولست خائفا من أحد لكي أقول هذا الكلام، فقد عشت أسوء يومين في حياتي، يوم وفاة ابنتي، ويوم مذبحة بورسعيد، فكيف أشارك في قتل جماهير الأهلي أو غيرهم؟ فالناس لا يقولون الحقيقة، ودم من ماتوا ليس في رقبتي، فأنا حكم فقط ولست مدير أمن.

البعض يرى أنه كان عليك إلغاء المباراة؟

لم يحدث خلال المباراة ما يدفعني للإلغاء، فقد لعبت 90 دقيقة، دون أن أرتكب خطأ واحدا، ولم يحدث فيها ما يستحق أن ألغي اللقاء، ومدير الكرة بالنادي الأهلي سيد عبد الحفيظ، طلب مني تأمين الجماهير في آخر 5 دقائق، ولعبت بعدها 12 دقيقة لأمنح الأمن فرصة تأمين الجماهير، إلا أنه - أي الأمن - لم يؤمن الجماهير، فماذا أفعل؟

ألا ترى أن إطلاق الشماريخ بكثافة في الملعب خلال المباراة يستدعي إلغاءها؟

إطلاق الشماريخ يحدث في كل المباريات، وتعودنا علي ذلك منذ سنوات، كما أن واقعة إلقاء حجارةعلى مساعد الحكم الثاني، تعاملت معها في حدود اللوائح، وطلبت من مسؤولي النادي المصري منع تكرار ذلك، كما نبهت على عدم نزول الجماهير لأرض الملعب، وإلا ألغيت المباراة.

لماذا لم تتعامل في واقعة نزول الجماهير لأرض الملعب في فترة ما بين شوطي المباراة؟

لم أشاهد الواقعة لأني كنت في غرفة خلع الملابس، وعلمت بذلك من البعض بعد نزولي لأرض الملعب لبدأ الشوط الثاني، وعندما نزلت لأرض الملعب لم أجد شخصا واحدا داخل الملعب، كما لاحظت تأخر نزول الفريقين لبدأ الشوط الثاني.

ألم يلفت نظرك العدد الكبير من الأشخاص المتواجدين داخل الملعب قبل المباراة؟

بالفعل لفت نظري ذلك، واستدعيت مسؤولي الأمن لأطلب منهم إخراجهم، ولكنهم قالوا لي إنهم رجال المباحث بالملابس المدنية لتأمين الملعب.

ماذا فعلت بعد نزول الجماهير لأرض الملعب بكثافة بعد هدفي المصري الأول والثاني؟

طبيعي أن يحدث ذلك في مثل هذه اللقاءات رغم أنه خطأ، وحذرت في كل مرة، كما أن نزول الجماهير كان للفرحة وليس للعدوان، وذكاء الحكم في مثل هذه المواقف أن يسرع بإعادة المباراة لطبيعتها، ولا أتحمل مسؤولية الأمن المقصر في عمله.

متى شعرت بالخطر خلال اللقاء؟

بعد الهدف الثالث للمصري، شعرت أن الأمر خطير، ولو أوقفت المباراة لزاد الشغب، ولكن لم أتوقع ما حدث بعد اللقاء، لأنه يفوق العقل والتصور.

صف لنا ما حدث لك منذ وصولك لبورسعيد؟

عندما وصلت إلى جمرك بورسعيد تركت سيارتي، وركبت سيارة الأمن، وهو أمر يحدث في كل مباريات النادي المصري للتأمين، ولم يستوقفني أي شيء غير عادي، وعندما وصلت إلى الإستاد دخلت غرفة خلع الملابس، وكانت مدرجات النادي المصري شبه مكتملة، ولكن لم يحدث الاجتماع الفني بحضور الفريقين والمراقب ومسؤولي الأمن كما هي العادة، نظرا لصعوبة الموقف واللقاء.

ألم تفكر في إلغاء المباراة؟

كما قلت لم يحدث خلال اللقاء ما يستدعي إلغاءه، كما لم يتوقع أحد المذبحة التي حدثت بعده، ولا يوجد شخص عاقل واحد كان يتوقع ذلك، إلا من دبرها، ولا يوصف ما حدث إلا بالمؤامرة، ولا يمكن أن يخرج لاعبو الأهلي من الملعب لو ألغيت المباراة.

ألم يطلب منك أحد من مسؤولي الأهلي إلغاء المباراة؟

لم يحدث ذلك، كما لم يهدد مدير الكرة بالنادي الأهلي سيد عبد الحفيظ، بالانسحاب من المباراة، حتى بعد واقعة طرد قائد الفريق حسام غالي، الذي طردته طبقا للقانون، وكل ما طلبه مني حماية الجماهير واللاعبين فقط، وقد فعلت ذلك في حدود مسؤولياتي.

ماذا فعلت بعد أن أطلقت صافرة نهاية المباراة؟

ذهبت لمنتصف الملعب انتظارا لمساعدي الحكم، والاطمئنان على لاعبي الفريقين، ولم أخش شيئا، وخلال 15 ثانية كنت داخل غرفة الملابس بمساعدة رجال الأمن، الذين لم يهمهم سوى تأمين طاقم التحكيم وتركوا الجماهير فريسة للبلطجية، كما تركوا لاعبي الأهلي.

ماذا شاهدت أثناء خروجك من الملعب؟

شاهدت شخصا يقف بجوار لاعب الأهلي أحمد فتحي، وسألت عنه مستفسراً عن هويته، فقالوا لي إنه مدير أمن بورسعيد، ولابد أن يحاكم هذا المدير، لأنه لا يصلح لأن يكون مديرا لأمن شارع جامعة الدول العربية.

البعض اتهم المدير الفني لفريق الأهلي مانويل جوزيه، بأنه من أثار جماهير المصري في الشوط الثاني؟

مانويل جوزيه، إنسان أتمنى أن يكون هناك مثله في الشعب المصري، لأن لديه رحمة وإحساساً مرهفاً، وأحبه على المستوى الشخصي، ولو كان الأمر بيدي لمنحته الجنسية المصرية، وهو ما يثير جماهير المصري كما يردد البعض، ولكنه انفعل بسبب الشماريخ الكثيرة التي أطلقت في الملعب، وهو رجل ينفعل ويعترض في بعض الأوقات على التحكيم، ولكنه لا يتجاوز حدوده.

لم يحدث شيء أثار غضب جماهير المصري، ففريقهم فاز باللقاء، ولكن من دبر المؤامرة كان سيفعلها بصرف النظر عن النتيجة، لأنه لأول مرة يحدث أن يغضب جمهور وفريقه فائز، المفروض أن تفرح جماهير الفريق المنتصر، ولو تخيلت للحظة ما حدث لوقفت بصدري، والكارثة التي وقعت في إستاد بورسعيد لا يصح فيها سوى القصاص، لأن كل ولد مات هو ابني.

ماذا فعلت منذ عودتك من بورسعيد؟

لم أنم منذ المباراة الكارثية، ولم أر أولادي لمدة 5 أيام متتالية، ولم أخرج من بيت شقيقي، لأن كل شيء ينسى إلا فقدان الابن ومشهد الموت صعب وأليم.

ماذا كتبت في تقرير المباراة؟

كتبت تقريري طبقا للقانون، وغير مصرح لي بأن أكشف ما كتبته في تقريري الذي سيصل للمسؤولين.