CNN CNN

معارض سوري: لا تنسيق أمريكي بشأن المجلس الجديد

تقرير: هديل غبون
السبت، 03 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، آخر تحديث 18:33 (GMT+0400)

عمان، اﻷردن (CNN) -- رهنت قيادات من المعارضة السورية نجاح الإعلان عن تشكيل مجلس تمثيلي جديد بدلا من المجلس الوطني السوري للعمل على إسقاط النظام، بحجم دعم الداخل السوري، ودولة قطر  للمبادرة، فيما رفضت قيادات بارزة الحديث عن أي تنسيق أمريكي في الاجتماعات التي احتضنتها العاصمة الأردنية عمان خلال اليومين الماضيين.

وكشفت قيادات التقتها CNN بالعربية على هامش الاجتماعات التي جرت في أحد فنادق العاصمة، عن الملامح الأولية لمشروع المجلس الجديد المقترح أن يتكون من 50 عضوا، والمحاولات القائمة لاستقطاب جميع الأطياف السياسية بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين واﻷكراد وممثلين عن المجلس الوطني الحالي.

ورفضت القيادات، الحديث عن أي تدخل أمريكي في الاجتماعات أو التنسيق بشأنها، فيما رأت بأن ثمة عقبات تواجه المشروع من بينها بعض الاحتجاجات من القوى السياسية الإسلامية السورية وتحفظات من بعض الشخصيات المعارضة التي تمثلت في المجلس الحالي.

ورجحت القيادات في حال التوافق على مشروع المجلس ودعمه من الداخل السوري، الإعلان عن حكومة انتقالية جديدة في غضون شهرين، معتبرة أن الأوضاع المتردية في سوريا لا تحتمل الانتظار، وأن العمل على إسقاط النظام السوري سيكون ضمن أولويات المجلس الانتقالي الجديد حال تشكله.

واعتبر النائب السابق في مجلس الشعب السوري وصاحب مبادرة المشروع رياض سيف في تصريح مقتضب لـCNN بالعربية أن "الحديث عن نتائج الاجتماعات ما يزال مبكرا،" لافتا إلى أن "اجتماعات عمان هي مقدمة لاجتماعات من المتوقع عقدها في عدة بلدان، من بينها مؤتمر مرتقب في قطر الأسبوع المقبل، وآخر في المغرب لم تتم توجيه دعواتهما بعد."

وحضر الاجتماعات التي رصدتها CNN بالعربية خلال اليومين الماضيين رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، وسهير الأتاسي، وعماد الدين رشيد، ووليد البني، وريما فليحان والدكتور كمال اللبواني، وعلي صدر الدين البيانوني ممثلا عن جماعة الإخوان المسلمين السورية في الخارج وميشيل كيلو وآخرين.

ورفض كيلو الحديث عن وجود أي تنسيق أمريكي مع أطياف المعارضة التي تجري حوارات واجتماعات بشأن مشروع المجلس  الجديد، فيما رأى بأن الشرعية ﻷي إطار جديد لا بد أن تستند إلى الداخل السوري.

واعتبر كيلو أن "المشروع الجديد ما يزال قيد البحث والدراسة بين أطياف المعارضة المختلفة، وأن ثمة عقبات يمكن تجاوزها ما تزال تقف أمام المشروع."
 
ورأى أن معايير اختيار أعضاء المجلس المقبل الخمسين، مرهونة بحجم التوافق بين ممثلي أطياف المعارضة السورية، مشيرا إلى تحفظه بشأن منح المجلس الوطني السوري 15 مقعدا ضمن المشروع، لكنه يعتقد أن ذلك قد يكون مخرجا مؤقتا إلى حين العودة إلى سوريا والبدء بمشروع الديمقراطية فيها، خاصة أن المجلس سيقوم بدور انتقالي إلى حين إجراء انتخابات.

وقال كيلو، العضو في "المنبر الديمقراطي السوري" المعارض: "يرتبط نجاح المشروع بحجم التدخلات الخارجية ووعي المعارضة وبحجم المناخ الذي تجتمع فيه أطياف المعارضة ورضا الداخل السوري.. نعم هناك أوساط في المجلس الحالي من الممكن أن تعترض على مشروعنا الجديد معتقدة أنه يسيء لتمثيلها اعتقادا منه أنه يمثل  الشعب السوري وهذا قد يغير المعادلات."

وزاد: "لا يزال هناك نقط ضعف في المشروع وأنا لا أتفق  مع منح المجلس الوطني 3 مقاعد.. توزيع بعض المقاعد غير مقبول وهناك مسائل إجرائية وفنية وتقنية تواجهنا.. لكن إن كان خرجنا برأي وطني جامع بأن نقبل بالمجلس ريثما نعود إلى سوريا ونعيد تكوين الحياة السياسية وننتخب مجالسنا فلن تكون هناك مشكلة مع أن المجلس الحالي لا يستحق."

وأشار كيلو إلى أهمية الدعم الخليجي الاغاثي وضرورة استمراريته، قائلا إن هناك أربعة ملايين سوري في أوضاع صعبة وبحاجة إلى مساعدة، لكنه اعتبر أن أي مساعدات أو دعم ستكون مستقبلا "مرتبطة بشروط على سوريا أو أخذ سوريا إلى شكل سياسي معين فإنه لن يقبل بها،" على حد تعبيره.

وحتى أيام قليلة خرجت تسريبات إعلامية تشير إلى وجود تنسيق أمريكي بشأن أي هيئة جديدة مقبلة بدلا من المجلس الوطني الحالي، وهو ما نفاه كيلو جملة وتفصيلا في حديثه، معتبرا أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى "إلى تدمير سوريا."

وقال: "الحديث عن تنسيق مع الولايات المتحدة اﻷمركية ليس صحيحا.. نحن في المنبر الديمقراطي السوري لا نحب الأمريكيين وأمريكا هي وراء تدمير سوريا.. نحن لا نحب أن نتعاون مع أمريكا ولا نريد أن نتعاون معها."

إلى ذلك، كشفت قيادات المعارضة عن سعيها للاتفاق على تشكيل المجلس المقبل، بعضوية 50 من ممثلي أطياف المعارضة، عبر منح 22 مقعدا للقوى الوطنية والسياسية المختلفة و15 للمجلس الوطني السوري و3 مقاعد للأكراد، عدا عن توزيع بقية المقاعد على اﻷطياف المختلفة.

وأوضح المعارض المشارك في الاجتماعات كمال اللبواني، أن اجتماعات عمّان هي تمهيد لعرض مشروع المجلس بشكل معلن في مؤتمر المعارضة المرتقب في الدوحة في السابع من الشهر المقبل، مشيرا إلى أن الموقف القطري تجاه المبادرة سيكون حاسما بشأنها.

وقال اللبواني الذي اعتبر أن حديثه ليس باسم الاجتماعات رسميا، إن قيادات المعارضة توافقت بشكل أولي على ضرورة اعتماد معيار النضال التاريخي لأعضاء المجلس المقبل، فيما وضعت أسسا مبدئية لتمثيل المعارضة في الداخل السوري، عبر مندوبي المحافظات لضمان التمثيل الجغرافي الأوسع.

ولم يخف اللبواني مخاوفه من فشل المشروع أو نجاحه، مشيرا إلى أن ذلك يتوقف على دعم قطر له، قائلا "إن المجلس الوطني السور الحالي هو صنيعة قطرية ولم يعد فاعلا ونأمل أن يلقى قبولا لدى القطريين ﻷن دورهم حاسم في ذلك."



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.