CNN CNN

سوريا: 100 قتيل واتهام الغرب وأنقرة والرياض والدوحة بدعم الإرهاب

الخميس ، 30 آب/اغسطس 2012، آخر تحديث 18:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال ناشطون سوريون إن عدد قتلى الخميس ارتفع إلى مائة، جراء العمليات العسكرية التي تشتد في أكثر من منطقة بالعاصمة دمشق والمدينة الثانية، حلب، بينما أشارت دمشق إلى "ملاحقة إرهابيين" في أكثر من منطقة، واتهمت عبر رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة تركيا بإرسال "إرهابيين" يحصلون على الدعم من واشنطن وباريس ولندن والدوحة والرياض.

وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم برصد وتنسيق الأحداث الميدانية، إن حي جوبر في دمشق شهد سقوط عدد كبير من القتلى وعشرات الجرحى، وتحولت بعض الجثث إلى أشلاء جراء القصف بالمروحيات على الحي.

كما أشارت اللجان إلى سقوط عدة قتلى بمخيم اليرموك جراء القصف العنيف، بينما حلق الطيران فوق حي صلاح الدين بحلب، في محاولة لإجبار الأهالي على النزوح، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي المدعوم بالدبابات والمدرعات في حي القدم بدمشق، وجرت محاولة لاقتحام حي مخيم اليرموك بالعاصمة.

وأفاد اللجان أن عدد القتلى في سوريا ارتفع إلى مائة، بينهم أربع سيدات وخمسة أطفال، وتوزع القتلى بواقع 32 قتيلاً في دمشق وريفها، و24 قتيلا في درعا و15 قتيلا في حمص و12 في حماه وسبعة قتلى في حلب وخمسة في كل من إدلب ودير الزور.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية إن الجهات المختصة "طاردت مجموعة إرهابية مسلحة قرب قرية القناطر التابعة لناحية الأتارب بريف حلب وأوقعت عناصرها بين قتيل وجريح،" كما أشارت إلى مقتل "العشرات من الإرهابيين بعضهم من جنسيات عربية" في بلدة الحاجب التابعة لمنطقة السفيرة بريف حلب.

وأشارت الوكالة أيضاً إلى أن قوات الأمن لاحقت مجموعات مسلحة في منطقتي جديدة عرطوز وعرطوز بريف دمشق وقامت "بقتل عدد من المسلحين،" في إشارة إلى المنطقة التي قالت المعارضة الأربعاء إنها شهدت "مجزرة" راح ضحيتها العشرات من السكان المدنيين.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

سياسياً، أرسلت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن، حول الدعم الذي قالت إن بعض الدول "تقدمه للعمليات الإرهابية المسلحة على الأراضي السورية" واعتبرت أنه "يتناقض مع قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب ويعبر عن ازدواجية معايير ستنعكس سلبا على الدول التي تتبناها وعلى دول العالم."

وأوضحت الوزارة أن سوريا "تطالب مجلس الأمن مجددا بالضغط على الدول المعروفة التي تقدم الدعم والتمويل للإرهاب في سوريا من أجل وقفه بموجب قرارات المجلس ذات الصلة كما تؤكد على احترامها لخطة كوفي عنان وترحيبها بنتائج اجتماع جنيف."

واعتبرت الوزارة أن "الحملات والضغوط" التي تمارس على دمشق من قبل حكومات معينة يأتي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وتركيا "تساهم في جلاء الصورة والأهداف المبيتة ضد سوريا وانجازات شعبها، كما أن ما تقوم به السعودية وقطر اللتان جعلتا من نفسيهما ممولا ومنفذا لمخططات تلك الدول وغيرها تظهر زيف الادعاءات والشعارات التي تكمن خلف الحرب على سوريا،" على حد تعبيرها.

وقالت الوزارة إن من وصفتهم بأنهم "يتباكون الآن على ما يجري من أحداث في مدينة حلب ويطالبون بعقد اجتماعات لمجلس الأمن هم أنفسهم الذين يقفون خلف الكارثة من خلال دعمهم للإرهاب."

وأشارت دمشق في هذا الإطار إلى ما اعتبرت أنه "دور أساسي تقوم به الحكومة التركية التي فتحت أبواب مطاراتها وحدودها على مصراعيها لاستقبال الإرهابيين من عناصر القاعدة والسلفيين الجهاديين وقدمت كل التسهيلات لهم من خلال إرسالهم عبر حدودها إلى سوريا."

كما اتهمت سوريا أنقرة باستضافة مكاتب لمن وصفتها بـ"المجموعات الإرهابية" بما في ذلك الجيش السوري الحر، إلى جانب تمويل وتسليح وإيواء المقاتلين ومعالجتهم في المستشفيات، واعتبرت أن مخيمات النازحين "أصبحت في أغلبيتها مراكز عسكرية وتجميع للإرهابيين."

وختمت الوزارة رسالتها بمطالبة مجلس الأمن بالضغط على هذه الدول "لوقف دعم المجموعات الإرهابية ووقف تسليحها وتمويلها" وأكدت مجددا احترامها لخطة كوفي عنان المبعوث الخاص وكذلك ترحيبها بنتائج اجتماع جنيف.

وكان مقاتلو المعارضة السورية قد هاجموا الخميس، مطارا حربياً شمالي مدينة حلب، التي تحتدم فيها مواجهات عنيفة بين "الثوار" والقوات الموالية للنظام منذ قرابة أسبوعين، في حين يستمع مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق من اليوم، إلى تقرير بعثة مراقبيه إلى سوريا.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض، إن مطار "منّغ"، العسكري يتعرض إلى قصف بواسطة دبابات استولى عليها الثوار خلال عمليات سابقة بالمدينة.

وأفاد ناشطون بأنه تم قطع الاتصالات الأرضية والخلوية وشبكة الانترنت بشكل كامل عن مدينة حلب.

وقتل 17 شخصاً، الأربعاء، لينضموا إلى 180 سقطوا بأنحاء مختلفة في سوريا، بحسب "لجان التنسيق المحلية في سوريا."

وقال أحدهم، ولكنه رفض الكشف هويته لدواع أمنية: "هناك أحياء كاملة في المدينة لا ندري ما الذي يدور فيها."

وتحدثت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى قوات النظام التي تحاصر المدينة، بينها عربات نقل جنود مدرعة ودبابات ومدرعات.

وعلى صعيد مواز، قال "الثوار" إن التطورات العسكرية بالمدينة تجرى لصالحهم، حيث أوضح العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش السوري الحر، إن قواته تفرض إستراتيجية سيطرة على الطرقات السريعة، ما يحول دون دخول قوات الأسد البرية أو دباباته إلى مناطق معينة.

ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة أرقام الضحايا أو تقارير العنف الواردة من سوريا، لقيود يفرضها النظام على دخول الشبكة.

ومن جانبها، أشارت بعثة الأمم المتحدة للمراقبة إلى تصاعد القتال واستخدام الأسلحة الثقيلة في مدينة حلب خلال الأيام القليلة الماضية.

وقالت المتحدثة باسم البعثة، سوسن غوشة: "أفاد المراقبون بحدوث تبادل لإطلاق النار وقصف وتفجيرات، بالإضافة إلى استخدام المروحيات والدبابات والأسلحة الرشاشة والقصف المدفعي."

كما أضافت بأنهم شاهدوا إطلاق نار من طائرات مقاتلة الثلاثاء.

وأضافت غوشة: "وذّكرت الأمم المتحدة الأطراف المعنية بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين. ونحن ندعو الطرفين إلى ضبط النفس والتحول من التشبث بهذه المواجهات إلى الحوار."

وسبق وأن أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه البالغ إزاء استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف على المدنيين في سوريا، خاصة في حلب، حيث أدى العنف إلى نزوح أكثر من 200 ألف شخص خلال يومين.