القاهرة، مصر (CNN)-- أثارت زيارة مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، إلى مصر، انقساماً حاداً بين الدوائر السياسية الرسمية والشعبية في الشارع المصري، حيث يعتبر البعض أنها تمثل "تدخلاً" في الشأن الداخلي، فيما يرى آخرون عكس ذلك.

ووصف خبير العلاقات الدولية، سعيد اللاوندي، زيارة أشتون للقاهرة، والتي التقت خلالها عدداً من المسؤولين بالحكومة الانتقالية، إضافة إلى ممثلي التيارات الإسلامية الرافضة لما يُسمى بـ"الانقلاب"، الذي أطاح بالرئيس السابق، محمد مرسي، بأنها "زيارة أمريكية بثياب أوروبية بامتياز."

ما فرص نجاح أشتون في مهمتها "المستحيلة" بمصر؟

وقال اللاوندي، الباحث بمركز "الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية"، إن "خلو السفارة الأمريكية في القاهرة، حتى الآن، من السفير، يسبب فراغاً للإدارة الأمريكية، في عدم الاطلاع على آخر المستجدات على الساحة السياسية المصرية، وعدم الاتصال المباشر بالقوى السياسية المختلفة."

وأضاف أن "واشنطن دأبت على التدخل في الشؤون المصرية، تحت مسمى الاتصال بكل القوى السياسية"، كما أنها "تصر على استحضار جماعة الإخوان للمشهد السياسي.. رغم ثبوت تورط أعضائها وقياداتها في سفك الدماء المصرية، والتآمر مع جهات أجنبية، في تفريط صريح للسيادة المصرية."

الخارجية المصرية: أشتون لن تقابل مرسي

وأشار اللاوندي، في تصريحات للتلفزيون المصري الخميس، إلى أن "أشتون تحاول الاطلاع على آخر المستجدات، والضغط على القيادة المصرية لإعادة الإخوان، الذين نبذهم الشعب المصري لأخطائهم الفادحة"، ووصف الزيارة بأنها "غير مبررة"، مشيراً إلى أنها الثالثة للوزيرة الأوروبية خلال ثلاثة أشهر.

أما رئيس حزب "النصر" الصوفي، محمد صلاح زايد، فقد أكد، في بيان أصدره الخميس، بقوله: "لقد أصبحنا على يقين من أي وقت مضى، من أن أوروبا وأمريكا وحلفائها، لن ترضى عن ثورة 30 يونيو (حزيران)، وتحاول إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد."

أشتون تغادر القاهرة: المصريون أصحاب قرارهم

وأضاف زايد أن الزيارة، التي وصفها بـ"الخبيثة"، لكاثرين أشتون، جاءت "لمحاولة اختراق الحكومة الانتقالية ومؤسساتها، ولم شمل الإخوان، والنور، والتيارات المؤيدة، وشد أزرهم، وإبداء دعم الأوروبيين لهم"، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الحكومي.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية، على لسان المتحدث باسمها السفير بدر عبدالعاطي، أن "الاتحاد الاوروبي أكبر شريك تجاري لمصر"، ونفى أن تكون زيارة أشتون لمصر للنقاش حول حكم حظر جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً أن هناك استقلالية خاصة للقضاء المصري.

الإخوان: نؤكد اللقاء بآشتون ولن نقتحم قاعة المؤتمرات

وبينما أوضح المتحدث باسم الخارجية أن أشتون أكدت عدم تدخلها في الشأن الداخلي المصري، فقد أكد، في بيان أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن مصر "لا يمكن أن تسمح بحدوث ذلك"، لافتاً إلى أن الحديث مع المسؤولة الأوروبية "كان عن الحاضر والمستقبل."