مدريد، إسبانيا(CNN)-- في الوقت الذي تكافح فيه دول من شح الموارد وإجراءات تقشف تثير احتجاجات شعبية وإطاحة أنظمة، أنفق ريال مدريد مرة أخرى مبلغا خرافيا تنعقد بسببه مجالس الوزراء، لضم لاعب توتنهام غاريث بيل.

والأكثر إثارة للدهشة أن ذلك يتم في إسبانيا، التي تنفرد بنسبة بطالة تبلغ أكثر من 26 بالمائة ويكافح فيها المواطن العادي لجمع اليورو مع أخيه. كل ذلك لم يمنع مرة أخرى رجل الأعمال رئيس النادي فلورنتينو بيريث من إنفاق مبلغ يناهز 132 مليون دولار لضم اللاعب الشاب.

حتى بيريث نفسه كان قد أبلغ وسائل الإعلام في فترة ما أنّ مبلغ 100 مليون يورو كان قد طلبها توتنهام أمر مبالغ فيه. وقال مدرب الغريم برشلونة، تاتا مارتينو إنّه رغم أن اللاعب جيد إلا أنّ إنفاق المبلغ سيكون علامة على عدم احترام البشر.

ورغم ذلك فإنّ الصورة العامة لدى جزء غير يسير من أنصار النادي أنّه مؤسسة خاصة وبإمكانه أن يفعل ما يريد بالمال الذي يملكه. لكن ذلك لم يمنعهم أيضا من التنبيه إلى أن المشكلة ليست في إنفاق النادي هذا المبلغ وإنما في المؤسسات السياسية والمالية للبلد فهي الحرية بأن تكون هدفا للانتقاد وليس ريال أو بيريث.

وأجمع عدد ممن حاورتهم CNN على أنّ الأمر غير الأخلاقي هو "السرقة التي يستمر رجال السياسة والبنوك" في اتباعها من جيوبنا. وقال عدد آخر إنّ الأمر في النهاية يتعلق بترفيه فكرة القدم "هي رياضة ولا يهمنا منها جوانبها المالية وأساليب الإنفاق فلا شيء بإمكانه أن يغيّر من هواياتك."

وقال أحد أنصار النادي "من الضروري أن نضع الأمور في إطارها وأن لا نخلط الأمور...وهما كان المبلغ كبيرا إلا أننا على ثقة في كون مسؤولو النادي سيعيدونه مضاعفا."

كن عددا من أنصار النادي الآخرين مازالوا يجدون صعوبة في غض الطرف عن ضخامة المبلغ لاسيما مع مشكل التمويل والذي جعل من الأندية الإسبانية مدينة للبنوك بأكثر من خمسة مليارات دولار ويتزعمها ريال مدريد نفسه الذي اقترض مبلغ 800 مليون دولار لوحده.

لكن المشكلة تكمن لدى البعض في الفوارق الكبيرة التي باتت تفصل ريال مدريد وبرشلونة عن بقية الأندية التي تكافح من أجل دفع مستحقات لاعبيها ومدربيها. بل إن بعضا من أنصار ريال المخضرمين باتوا يشجعون أندية أخرى ولاسيما الجار التقليدي أتليتيكو حيث يعتبرونه "أكثر تمثيلا لمبادئ الرياضة."

واعتبر أحدهم أنّ صفقة انتقال بيل تنطوي على بعض العار والإحراج لأن "مثل هذا المبلغ لا يساهم في نشر مبادئ الرياضة الحقيقية وإنما هو محض مال وأعمال لا علاقة لها بروح الألعاب." وأضاف أنّ "ريال مدريد بات يثير حنقي.. وهو يدفع هذه الأموال ليس من أجل الرياضة وإنما لأنه يعرف أنّه أمر يخص ببث المباريات وحقوقها وإعلانات الدعاية وعقود الرعاية."

ويأمل ريال أن تساهم الصفقة في قيادته إلى إحراز لقب دوري رابطة الأبطال للمرة العاشرة. وقال أحد الرافضين لدفع هذا المبلغ حول موقفه في حال ساهم غاريث بيل في تسجيل الأهداف وإيصال الفريق إلى تحقيق مبتغاه "سأحتفل وربما مضطرا. فعندما تدفع مالك ينبغي أن تستفيد من ذلك."