CNN CNN

رأي.. إلى أي حد يمثل "جهاديو الغرب" تهديدا؟

الأربعاء، 25 أيلول/سبتمبر 2013، آخر تحديث 16:12 (GMT+0400)

اتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أوقع هجوم حركة "الشباب" الصومالية على مركز تجاري في مدينة نيروبي أكثر من 60 قتيلاً من بينهم غربيون، في عملية رجحت تقارير مشاركة "جهاديين" غربيين فيها.

وإذا ما تحقق ذلك، فهل تعتبر ظاهرة قتل الغربي لمواطنه الغربي في كينيا انتصارا لتنظيم القاعدة؟ وهل العملية نموذج لما سيكون عليه شكل "الجهاد" العابر للقارات؟ وهل تحول المسلمين في الغرب للراديكالية يمثل تهديداً كبيراً للأمن العالمي؟ وما الذي يمكن القيام به لوقف ذلك؟

هذه تساؤلات طرحها جوناثان راسل المحلل السياسي بمعهد "كويليام" ومقره في لندن، ويجيب عنها في هذه المقالة التي كتبها خصيصا لـCNN ولا تعبر سوى عن رأيه.

لسنوات عملت القاعدة على إلهام المسلمين في الغرب للقيام بمثل هذه العمليات بالاستعانة بخطب ومواعظ رجل الدين الأمريكي، اليمني الأصل، أنور العولقي، بجانب مجلة "الإلهام" التي كانت تصدر باللغة الإنجليزية،  فهي كانت المحفز للشقيقن تسارناييف، المنفذين المزعومين في هجومي بوسطن، ومن الغربيين هناك من شارك في الجهاد في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي السابق وهو أصل بزوغ نجم القاعدة، كما هو الحال في نزاعات مسلحة أخرى كما في الشيشان والعراق وسوريا.

وفي الحقيقة، فإن عدد الغربيين المسلمين ممن هجروا نمط حياتهم في الغرب للالتحاق بحركة "الشباب" الصومالي قليل للغاية.. ولأجل تحليل هذه الظاهرة على أفضل نحو، نقسم هذه المجموعة إلى ثلاث فئات مختلفة: (1) اعتنقت الإسلام (2) مسلمين من أصول غربية، (3) الجالية الصومالية بالدول الغربية.

تعتبر الفئة الأولى والأكثر هشاشة للأيديولوجيات المتطرفة إذ يلجأون إلى الحركات الإرهابية مع إخفاق المجتمعات الإسلامية المعتدلة في احتضانهم لاختلافات قد تكون عرقية أو إقليمية، بجانب فشلها في الإجابة على تساؤلات سياسية أو لاهوتية يطرحها العديد من المسلمين الجدد، ما يقودهم للوقوع في براثن الجماعات المتشددة

وتحت جناح تلك الحركات، يتلقى المسلمون الجدد نسخ "مسيسة" عن الإسلام تتركز حول النزاعات المسلحة القائمة حول العالم مغلفة براويات مبالغ فيها عن أهمية ومزايا الجهاد العنيف، والحاجة للتحرك ضد الطغاة وانحطاط أخلاقيات الغرب ومجتمعاته.

كما تعتبر هذه الفئة "الغاية المنشودة" للقاعدة، فهم عادة خارج "رادار" الشبهات، كما لهم قدر أكبر في حرية الحركة والتحرك داخل بلادهم وعبر الحدود دون مخاطر تذكر، ويقيم حالياً في كينيا ما يقدر بنحو 40 الف غربي، بجانب عدد أكبر يأتي سنوياً كسياح، ويمثل الغربيون المنضوون تحت لواء "الشباب" الخطر الأكبر المحتمل على أمن البلاد.

ولا تعتبر الصومال وجهة جاذبة للجهاديين الغربيين، كما أن "الشباب" واحدة من أضعف الفصائل المنبثقة عن القاعدة، فهي في حالة اقتتال داخلي ويعرف عنها رفضها لـ"الأجانب"، ومن الأمثلة البارزة لذلك مقتل "أبو أسامة البريطاني" و"أبو منصور الأمريكي" في نزاعات مع قيادة الحركة، كما أنها تخوض صراعا قومياً تضفي عليه صبغة دينية، وستتواصل اخفاقاتهم في جذب أعداد كبيرة من الغربيين.

ويتعرض الصوماليون المقيمون في الغرب، وعددهم على النحو التالي: 100 ألف بالمملكة المتحدة، وحوالي 89 ألف بالولايات المتحدة الامريكية، وأكثر من 44 ألف في كندا و20 ألف في هولندا، لانتقادات نظرا لرفض الاندماج في المجتمعات الغربية، وتعتبر هذه الفئة الأكثر قبولا بين حركة الشباب لدى عودتهم للقتال في الوطن، وهو أمر يشكل هاجساً لأجهزة الأمن الغربية..

ويعرف عن الحركة المتشددة قدرتها الاستثنائية، على الصعيد العملياتي والعمل بسرية تامة، ورغم محدودية عملياتها خارج الصومال، إلا أنها بدأت الاستعداد للهجوم على "ويست غيت" منذ أشهر بإجراء عمليات مراقبة ورصد حتى تنفيذ العملية التي قالت إنها رد على التدخل العسكري الكيني في الصومال.

ويذكر أن توجه الغربيين نحو التشدد يشكل معضلة رئيسية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة التعامل معها، بجانب مساءلة "الجهاد السياحي" التي تخصص لها الأجهزة الأمنية موارد كافية للتصدي لها.

للمزيد:

هل انتهت اسطورة "الأرملة البيضاء" في "ويست غيت"؟

بعد هجوم "ويست غيت".. أمريكا تخسر بمواجهة القاعدة



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.