CNN CNN

ملحد بارز: لا علاقة للدين بالأخلاق والحلّ ربما بعلامة (+18)

الثلاثاء، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2013، آخر تحديث 15:01 (GMT+0400)

(CNN)-- التقى المنتج جيسون مايكس أحد أبرز الملحدين ليجيب عن أسئلة القراء حول الدين، ودوره في المجتمع وحول ما إذا كان الأطفال متدينين "بالقوة أم بالوجود." ويتعلق الأمر بكلينتون ريتشارد دوكينز وهو عالم بيولوجيا تطورية وإيثولوجيا بريطاني وفيلسوف في الأديان وكاتب أدبيات علمية. يقدم نفسه على أنه ملحد مسيحي الثقافة. من أبرز أعماله التأكيد على الدور الرئيسي للجينات كقوة دافعة للتطور. مؤلف كتاب "الجين الأناني" و"وهم الإله."

س: لاحظ عدد من قرائنا تشاؤمك حيال دور الدين في المجتمع، وهم يتساءلون حول ما إذا كان أي غياب للدين سيغيّب معه أي بوصلة للأخلاق؟

ج: هذه الفكرة البدائية التي تقول بكوننا نحصل على بوصلتنا الأخلاقية من الدين هي فكرة فظيعة ومروعة. ليس فقط لأنه لا يتعين علينا أن نستلهم بوصلة الأخلاق من الدين، ولكن ببساطة لأن الأمر غير صحيح. لا يتعين علينا ذلك لأنك عندما تنظر في الكتب الدينية المقدسة وتستلهم منها بوصلتك الأخلاقية، فسيكون الأمر مروعا مثل الرجم الذي تشدد عليه ديانات.

والآن نحن لا نقوم بذلك ونرفضه والسبب في قطعنا مع ذلك هو أننا نختار مثلا من الإنجيل الآيات التي تعجبنا ونرفض تطبيق الآيات التي لا تعجبنا. فما هو المعيار الذي نعتمده في تفريق الملائم لنا من تلك التي لا تلائمنا. إن المعيار في ذلك ليس دينيا وهو المعيار الذي يقود الشخص الحديث في بوصلته الأخلاقية ولا علاقة له البتة بأمور الدين.

لذلك فإنّ بوصلة الأخلاق لأي شخص هي بكل تأكيد جزء من القرن بل والعقد الذي يعيش فيه بغض الطرف عن الدين. ولذلك فإننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وبوصلة الأخلاق في هذا القرن تختلف عما كانت عليه قبل 100 أو 200 عام. نحن الأقل أقل عنصرية مما كان عليه أسلافنا وأقل "تمييزا جنسيا." بل إننا "ألطف" مما كنا عليه. هذا يعني أن أمرا تغير وبالتأكيد لا علاقة له بالدين.

س: سافرت كثيرا بين بريطانيا والولايات المتحدة على مدى سنوات متباعدة فهل لاحظت تغييرا في مكانة الدين في البلدين؟

ج: معلوم أنّ الولايات المتحدة هي أكثر دولة "متدينة" في الغرب المتقدم. وهذا أمر مثير للغرابة بعض الشيء. في بريطانيا، المسيحية في حالة احتظار. أما الإسلام فللأسف لا. وفي أوروبا الغربية بصفة عامة، تحتضر المسيحية. وحتى في الولايات المتحدة تظهر الأرقام أنّ الالتزام الديني بصدد التراجع بنسق واضح. والأشخاص الذين يسجلون أنفسهم الآن على أنهم غير متدينين هو في حدود 20 بالمائة. والكثير من الناس لا يعرفون معنى الأرقام والنسب العالية ومن ضمنهم السياسيون الذين يشعرون بأن عليهم أن يحصلوا على جماعات الضغط الدينية، وربما يتعين عليهم الآن أن ينظروا في هذه الإحصاءات وأن يقتنعوا بأنّه ليس جميع الأشخاص في هذه البلاد متدين.

س: لقد قلت إنه أمر غامض أن تكون الولايات المتحدة أكثر تدينا من بقية الأمم المتقدمة. هل لديك تفسيرات لذلك؟ وهذا له علاقة بسؤال ردده عدد من القراء حول ما إذا كان للتدين استعداد جيني؟

ج: من المحتمل ذلك. ولكنني لا أعتقد أنه يفسّر اختلاف الولايات المتحدة عن بريطانيا. وأفضل التفسيرات غير القابلة للتصديق والتي استمعت إليها هي التي تقترح أنّ لدى بريطانيا والدول الاسكندنافية كنيسة لها ضوابط مؤسساتية واضحة وهذا من شأنه أن يجعل من الدين أمرا مثيرا للملل. أما في الولايات المتحدة فهناك موانع دستورية تجعل من نفس الأمر ممكنا. وهذا سبب من الأسباب التي أدت بالكنيسة في الولايات المتحدة إلى أن تكون أكثر شعبية حتى أنها أصبحت تجارة كبيرة بل وشركة حرة بما يجعل من الكنائس تتنافس فيما بينها للحصول على الدعم الخالي من الضرائب.

س: لقد تحدثت عن الشعور بالامتعاض فيما يتعلق بتأثير الدين على الأطفال. وبالفعل فإنّ قارئا سأل عن ما إذا كنت تفضل عدم رؤية من تقل أعمارهم عن 18 سنة داخل دور العبادة. هل من تعليق؟

ج: بكل تأكيد أنني لا أرغب في منع الآباء من التأثير في أطفالهم. ولكن فيما عدا ذلك فإنّ إطلاق صفة كاثوليكي على صبي فقط لأن آباءه كاثوليك، يبدو في تقديري نوعا من الاعتداء على الأطفال. فالطفل مازال صغيرا جدا ليعرف. ويمكنك أن تعرف مدى العبثية في هذه النقطة عندما تتحدث عن طفل كاثوليكي في الرابعة فذلك كما لو كان هناك طفل في الرابعة ولكنه وجودي أو طفل في الرابعة يعتمد علم المنطق الوضعي. بكلمات أخرى، لا نقبل أن نطلق على طفل صفة ما اعتمادا على قناعات والديه فلماذا نقبل بذلك عندما يتعلق الأمر بالدين؟ لماذا يتمتع الدين بحرية المرور والنفاذ عندما يتعلق الأمر بإطلاق الصفات على الأولاد في حين لا يكون ذلك ممكنا في بقية مناحي الحياة مثل السياسة أو غيرها؟

اقرأ أيضا..أول كنيسة للملحدين في العالم

الملحدون قد لا يدخلون الجنة بنهاية المطاف

قصص عائدين من الموت...رأينا الجنة إنها فعلا موجودة  



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.