/منوعات
 
الأحد، 17 كانون الثاني/يناير 2010، آخر تحديث 10:23 (GMT+0400)

"زنديق".. ليلة واحدة تكشف تفاصيل حياة الفلسطينيين

عرض: سامية عايش

محمد بكري في لقطة من الفيلم

محمد بكري في لقطة من الفيلم

 

دبي، الإمارات العربية (CNN) -- أعمال سينمائية مثل "الذاكرة الخصبة"، و"حكاية الجواهر الثلاث"، لن تغيب من ذاكرة المشاهد العربي على الإطلاق. فقد جسدت هذه الأعمال للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي حقبة ذهبية للسينما العربية، ناقشت فيها قضايا المواطن العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص.

والعمل الأخير لخليفي، الذي يحمل اسم "زنديق"، يختلف قلبا وقالبا عن كل ما نفذه خليفي سابقا، إذ أن هذا الفيلم يدور في إطار قصصي خيالي حول مخرج فلسطيني يدعى "م"، يسافر إلى الناصرة ليسجل ذكريات من واكبوا نكبة 1984.

وخلال هذه الرحلة النفسية، يكتشف "م" تفاصيل الوطن والعائلة، والنفس، والحبيبة، وليخرج خلال ليلة واحدة، وهي زمن أحداث الفيلم، شخصا جديدا، يسعى من أجل فكر جديد، ومستقبل أفضل.

الفيلم، يقوم ببطولته النجم المبدع محمد بكري، والذي قضى قرابة ستة أسابيع في تصوير هذا الفيلم، الذي تجري معظم أحداثه ليلا.

وبدت علاقة "م" مهزوزة نوعا ما بكل شيء، فهو في لحظات لا تجمعه علاقة جيدة بالأقارب، خصوصا مع ارتكاب أحد أقاربه جريمة بحق آخر.

أما بالنسبة للحبيبة، فالرجل هائم بين العشيقات، وبين الحبيبة الوحيدة الحقيقية، فهو يهرب منها ليفرغ همه في أحضان عشيقاته، وهو ما يعكس حالة من التخبط المستمر ليس فقط في العشق، بل في كل شيء.

وكما عودنا خليفي دوما، فقد استعمل الكثير من الرموز للدلالة على حياة الفلسطينيين، فالمشهد الذي يصاب "م" باليأس جراء عدم عثوره على غرفة ينام فيها ليلا، ومن ثم يبدأ بمشاهدة ما قام بتصويره صباحا، ويبدأ حينها بالتقاط مشاهد ليلية، ليتداخل الصباح والمساء، أو بعبارة أخرى، الماضي والحاضر.

هذا المشهد كان من أجمل مشاهد الفيلم، إذ أنه عكس الحالة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون، فالمخرج يمحو عامل الزمان، ليبدو الماضي والحاضر شيئا واحدا.

وتصوير "م" للفلاحين الفلسطينيين الذين هجروا من منازلهم، ومن ثم بقاء "م" في سيارته لعجزه عن إيجاد مكان للنوم، إنما هو دلالة على اختفاء عامل المكان كذلك، إذ أن حالهم واحد، فالطرفان عاجزان عن استكمال الحياة بشكل طبيعي بسبب عدم وجود المكان.

ومع قرب نهاية الفيلم، يبدأ "م" بتخيل والدته وهم في البيت عن الأسباب التي جعلتهم يبقون هنا بدلا من الهجرة كما فعل الكثيرون، وفي المقابل تجيبه أمه بأسئلة تقول فيها: "ماذا تريد أن تأكل يا بني؟ هل وجدت شيئا في الثلاجة أعجبك؟" وغيرها من الأسئلة المشابهة.

advertisement

هدف خليفي من مثل هذا الحوار هو تقديم فكرة أن الفلسطيني هو كأي شخص آخر، قبل أن تهمه الأرض والوطن، يهمه أيضا المأكل والمشرب والمسكن، فمن أجل الوطن والأرض، هو يبحث عن هذه الأساسيات في حياته.

العمل الأخير لميشيل خليفي يحمل قراءات متعددة، ويعتمد الأمر على وجهات النظر المختلفة التي يحملها المشاهدون، غير أنها جميعها في النهاية صحيحة. 

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.