/الشرق الأوسط
 
الخميس ، 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، آخر تحديث 20:00 (GMT+0400)

ورقة المصالحة المصرية: حماس تتهم "فتح" بالتلاعب بالقاهرة

المتحدث باسم حركة حماس

المتحدث باسم حركة حماس

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تفاعلت قضية "وثيقة المصالحة الفلسطينية"، وبلغت حد التوتر بين مصر وحركة حماس، التي قالت إن الوثيقة المقدمة لها ليست الأصلية، بل معدلة بما يتوافق مع حركة فتح، وفي الوقت ذاته أكدت مصر أنها ستواصل جهودها لتحقيق المصالحة.

القاهرة تشكك باستقلالية قرار حماس

ففي القاهرة، فقد أكد سليمان عواد‏، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، في تصريحات نقلتها صحف مصرية الاثنين، أن بلاده لن توقف جهودها من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية برغم عمق الانقسامات بين الفصائل والمراوغات والمماطلات‏.

وأضاف "أن مصر لم تفقد الأمل بالنسبة لمسألة المصالحة، وأنها مستمرة في جهودها أيضا مع كل الفصائل من أجل تنقية الأجواء بينها وتوفير المناخ المواتي للتوصل إلى مصالحة حقيقية تتجاوز مرحلة توقيع الورقة المقدمة للفصائل دون المزيد من التحفظات‏،‏ وبما يؤدي إلى التنفيذ الأمين لما جاء بالورقة المصرية، وبما يمكن أن يحقق المصالحة المرجوة'."

وقال: "إن الرئيس محمد حسني مبارك حرص خلال جولته لعدد من الدول الأوروبية الأخيرة على أن ينقل للدول الأوروبية صورة أمينة لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، حتى لا تكون متلقية لصورة الأوضاع في المنطقة من الجانب الإسرائيلي وحده‏"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أنه اتضح لمصر التي تبذل جهداً كبيراً انطلاقاً من حسها القومي‏، وتعمل بلا أجندات خارجية أن جهودها تدور في حلقة مفرغة نظرا للخلافات بين الفصائل الفلسطينية‏،‏ وعمق الانقسامات بينها وبين السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلي الضغوط التي تمارسها أطراف خارجية علي هذه الفصائل‏.‏

حماس: فتح تتلاعب بالقاهرة

من جانبها اعتبرت حركة حماس أن هناك من يعطل جهود القاهرة المتعلقة بالمصالحة ويتلاعب بها، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية وحركة فتح، مشيرة إلى أن الورقة المصرية "معدلة" وأنها جاءت مستجيبة لشروط "فتح"، بينما تتجاهل ملاحظات الفصائل.

وقال المركز الفلسطيني للإعلام، الذراع الإعلامي لحماس في بيان نشر على الإنترنت، "مرة أخرى دخلت جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية دوامة المجهول بعد أن نجحت حركة 'فتح' في نيل مرادها بإدخال تعديلات على الورقة المصرية للمصالحة، ومحاولة تسويقها على أنها نسخة نهائية غير قابلة للنقاش ولا التعديل."

وأضاف البيان أن مختلف الفصائل الفلسطينية سجلت تحفظاتها على الورقة المصرية "التي جرى تعديلها لتوافق تحفظات حركة فتح" بعد التوافق عليها من أغلب الفصائل؛ بما فيها حركة حماس."
 
وقال المتحدث الرسمي باسم حماس، سامي أبو زهري في تصريح خاصّ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"؛ إن ملاحظات الحركة التي سيتم رفعها إلى القاهرة مرتبطةٌ بالورقة المصرية "المعدَّلة" التي تسلَّمتها الحركة مؤخرا، لافتا إلى أن هذه الورقة تضمنت نقاطا لم يجر التباحث بشأنها في أي وقت سابق، كما أن هناك نقاطًا جرى الاتفاق عليها وتم حذفها من هذه الورقة.

وأضاف: "أما الورقة التي عُرضت علينا سابقًا وأعلنَّا موافقتنا عليها فنحن ملتزمون بها، ولا يوجد أي تغيير في الموقف إزاء ذلك، وملاحظاتنا فقط هي على تعديلات لم يجرِ بحثها على مضمون الورقة التي تم التوافق عليها مع المسؤولين المصريين."

وقال أبو زهري إن حركة حماس لم تضع أية ملاحظات على الورقة المصرية التي عُرضت سابقًا، مشيراُ إلى أن فتح هي التي وضعت ملاحظات على تلك الورقة.

تأجيل زيارة وفد حماس للقاهرة

وعلى الصعيد ذاته، وبعد أن قررت حماس إرسال وفد برئاسة موسى أبو مرزوق للقاهرة للتباحث بشأن الورقة المصرية والتوقيع عليها، بعد أن طلبت تأجيلها، أعلنت حماس لاحقاً أنه لا يوجد الآن أي مواعيد محددة لزيارة القاهرة.

جاء ذلك في تصريح أدلى به أسامة حمدان، ممثل حماس في لبنان، في تصريح للجزيرة نشره المركز الفلسطيني للإعلام.

وفي تصريحه، أكد حمدان أن الورقة المصرية الجديدة تضمنت مسائل لم يتفق عليها ولم تبحث بشكل مناسب، معتبرا أن إدراج هذه المسائل في الورقة ليس من روح المصالحة في شيء.

advertisement

وقال حمدان إن هناك اتصالات مع الجانب المصري لتحديد الآلية التي سيتم بها مناقشة هذه البنود والحوار حولها وإعطاء رأي الحركة وموقفها.

وكانت "حماس" قد أعلنت في وقت سابق أنه تم إرجاء زيارة وفد الحركة إلى القاهرة، الذي كان مقررا الأحد؛ بسبب سفر الوزير عمر سليمان خارج مصر.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.