CNN CNN

Shutter Island: سكورسيزي يزج بدي كابريو في متاهات الجنون

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:24 (GMT+0400)
لقطة من الفيلم
لقطة من الفيلم

الرباط، المغرب (CNN) -- يقترح فيلم Shutter Island الذي خرج إلى القاعات السينمائية في 2010 غوصا فنيا في متاهات المرض النفسي ومراياه الخادعة التي تتلاعب بالحقيقة وتصنع واقعا ذهنيا بديلا للواقع الموضوعي.

يجمع المخرج الأمريكي المخضرم مارتن سكورسيزي بين عناصر التشويق السردي والرعب الداخلي والفانتازيا، ليقدم في النهاية واحدا من أبرز أعماله على مدى السنوات الأخيرة، ممارسا هوايته في توريط عشاق السينما داخل تجاوب ذهني وانفعالي بالغ التوتر مع مجريات الدراما التي تتخذ مسرحا لها مستشفى للأمراض العقلية المصحوبة بجرائم قتل بجزيرة عرض سواحل بوسطن.

الفيلم مقتبس عن رواية صدرت عام 2003 للكاتب دينيس ليهان، الذي سبق أن حظي بترجمة سينمائية لأعماله من خلال فيلم Mystic River، الذي أخرجه كلينت إيستوود. وتدور وقائعه عام 1954 مع إيفاد المحققين "تيدي دانييلز" (ليوناردو دي كابريو) و "شوك أول" (مارك روفالو)، لفك لغز اختفاء مريضة من المستشفى رغم الحراسة الأمنية المشددة.

منذ البداية، سيفطن المارشال تيدي إلى أن التحقيق  لن يكون رحلة استجمام، فالطاقم الطبي الذي يقوده د. كاولي (بين كينغسلي) أبدى سلوكا مريبا كما أن الألغاز بدأت تتوالى انطلاقا من اكتشاف ورقة مهملة في غرفة المريضة الهاربة "ريتشيل سولاندو" متضمنة أرقاما وجملا مبهمة.

في رحلة بحثه عن الحقيقة (الظاهرة) يسقط تيدي ضحية كوابيس تحضر فيها زوجته القتيلة التي تحضه على الحذر من وجود قاتلها أندرو ليديس بالمستشفى، يلتقط الإشارة لتصبح مهمته الانتقام من السفاح. في غياب مسالك مفتوحة لفك لغز المريضة الهاربة أو القبض على قاتل زوجته الذي بات يشعر أنه قريب منه، سيتكشف الانقلاب الأكبر في وقائع الفيلم: تيدي هو نفسه أندرو ليديس الذي أقدم على قتل زوجته بعد أن اكتشف قتلها لأبنائهما الثلاثة.

لقد اتضح أن الرحلة إلى المستشفى كانت رحلة علاجية مدبرة من قبل السلطات المعنية، هيأت تيدي لتقبل حقيقة نفسه كأول خطوة للعلاج والتحرر من ثقل الماضي.

يرفع سكورسيزي سقف التحدي عاليا، مثبتا قدرته على اللعب فنيا في الهوامش المطلة على تجربة الجنون، بعد أن توطدت شهرته في صناعة أفلام العنف الحضري الأمريكي، مستبدلا الحركة المادية التي طبعت أعماله بحيوية التوتر النفسي والعقلي التي تسائل الطبيعة الغائرة للإنسان.

وحتى الآن يبدو "المايسترو" ناجحا في جمعه بين الإشادة النقدية الواسعة والنجاح التجاري المشهود. فالفيلم، فضلا عن نجاحاته بأمريكا، يتصدر حاليا شباك التذاكر، في فرنسا ويتوقع أن يتجاوز سقف مليوني ونصف مليون تذكرة التي حققتها رائعته السينمائية تاكسي درايفر.

الفيلم هو رابع عمل مشترك لدي كابريو مع سكورسيزي، ليصبح بذلك النجم المفضل للعملاق الهوليودي إلى جانب الفنان روبيرت دي نيرو. وليس غريبا أن النجمين ألقيا كلمتي التكريم في حق سكورسيزي خلال دورة الغولدن غلوب الأخيرة.

سكورسيز حول دي كابريو من نجم رأسماله الجاذبية الجسدية إلى ممثل حقيقي جاهز ليغير جلده مع كل دور، وقد جعله يشاهد مجموعة من كلاسكيات أفلام الرعب السيكولوجي في سياق تجهيزه لبطولة الفيلم.

الثنائي لم يقل كل شيء، إذ ينتظر أن يلتقي دي كابريو من جديد مع معلمه مارتن سكورسيزي في فيلم عن حياة المغني فرانك سيناترا. يقول دي كابريو "لقد كبرت وأنا أشاهد أفلام مارتن وأعد نفسي محظوظا بالعمل مع رجل اعتبره أكبر صانع سينما في عصرنا."



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.