CNN CNN

هدوء بالصحراء الغربية بعد اضطرابات عنيفة

خاص بموقع CNN بالعربية
الخميس ، 09 كانون الأول/ديسمبر 2010، آخر تحديث 20:00 (GMT+0400)
المخيم الذي اقتحمته قوات الأمن
المخيم الذي اقتحمته قوات الأمن

الرباط، المغرب (CNN) -- استعادت مدينة العيون، كبرى مدن إقليم الصحراء الغربية، هدوءها بعد يوم من الاضطرابات التي وصفت بأنها الأخطر من نوعها في المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو.

وألقت المواجهات التي عرفتها أحياء المدينة بظلالها على انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو بنيويورك، تحت إشراف الأمم المتحدة التي أعربت عن أسفها للأحداث.

واندلعت الاضطرابات التي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى في صفوف قوات الأمن وقتيل رابع من المدنيين وعشرات الجرحى، اثر تدخل السلطات الأمنية فجر الاثنين لتفكيك مخيم أقيم في ضاحية العيون احتجاجا على الأوضاع المعيشية بالمنطقة، قبل أن يواجهها صحراويون وصفوا بأنهم ذوو توجه انفصالي.

وأفاد مصدر إعلامي محلي لموقع CNN بالعربية بأن حركة السير استؤنفت صباح الثلاثاء، بعد أن تمكنت قوات الأمن من فرض النظام بمختلف أحياء المدينة، غير أن شواهد الاضطرابات مازالت واضحة من سيارات محترقة ومحال مخربة وواجهات مدمرة.

وأضاف المصدر أن "قوات الأمن المغربية قامت باعتقالات واسعة في صفوف مرتكبي أعمال الشغب التي جعلت المدينة تعيش "ليلة رعب غير مسبوقة في تاريخها."

وفي استعادة لتفاصيل الأحداث، قال نور الدين ظريف، الناشط الصحراوي وعضو المجلس القومي لشؤون الصحراء، إن المجموعات الانفصالية "كانت تنوي إشعال الفتنة بالمخيم من خلال الحيلولة دون تفعيل اتفاق تم التوصل إليه مع السلطات يقضي بتلبية مطالب المحتجين من سكن وتشغيل وغيرها."

وأضاف ظريف في تصريحات لـCNN بالعربية أن "تدخل قوات الأمن لتفكيك المخيم بعد فشل محاولات الحوار بفعل مناورات هذه العناصر جعل هذه الأخيرة تنتقل إلى وسط أحياء المدينة لإثارة الشغب والقيام بأعمال تخريبية خدمة لأجندة انفصاليي البوليساريو."

وقال الناشط الصحراوي إن الاضطرابات التي عرفتها العيون لن تحول دون المضي في معالجة الأوضاع الاجتماعية تلبية للمطالب المشروعة لسكان المنطقة الذين أقاموا المخيم منذ 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في إطار ما وصف بأنه "عملية احتجاج اجتماعية" لا تحمل طابعا سياسيا.

وكان بلاغ للسلطات المغربية قد ذكر أن "هذه العناصر تعمدت، بشكل ممنهج، حجب نتائج الحوار الذي باشرته السلطات منذ أسابيع بخصوص المطالب الاجتماعية المعبر عنها، وتحوير مضامينه، وممارسة التهديد والعنف المادي والنفسي تجاه المتواجدين بالمخيم، خاصة منهم الشيوخ والنساء والأطفال قصد منعهم من مغادرة المخيم."

وبررت وزارة الداخلية المغربية عملية اقتحام المخيم بضرورة "الحفاظ على الأمن والنظام العامين، وضمان سلامة المواطنين، بعدما استنفذت كل محاولاتها لإرساء مقومات الحوار الجاد والمسؤول، وبعدما تجاوزت الأفعال التي قام بها الموقوفون الحد المسموح وذلك في تحد سافر للقانون".

ويتواصل الصراع حول الصحراء الغربية منذ 1975، حين ضم المغرب الإقليم الذي كان واقعا تحت الاستعمار الأسباني. وتطالب جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي فيما تقدم المغرب مؤخرا بمقترح لمنح سكان الصحراء حكما ذاتيا واسعا تحت السيادة المغربية.