CNN CNN

"ويكليكس" يوحد آراء المصريين حول السياسة الخارجية

الثلاثاء، 11 كانون الثاني/يناير 2011، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)
أثارت وثائق ويكيليكس أزمة ثقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها
أثارت وثائق ويكيليكس أزمة ثقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها

القاهرة، مصر (CNN) -- رغم ما سببه نشر آلاف الوثائق السرية لموقع "ويكليكس"، من إحراج وأزمة ثقة دبلوماسية بين الولايات المتحدة الأميركية وبعض حلفائها خصوصا العربية منها، بعد كشف خصوصية ما يجري وراء الكواليس بالنسبة لبعض الملفات الساخنة وطريقة التعاطي معها، إلا إن الوضع في مصر يبدو هادئا.

فقد اتفق مراقبون من مختلف التوجهات السياسية بأن الوثائق لم تحمل أي مفاجئات تتعلق بإدارة مصر للملفات السياسية وعلاقاتها ببعض الدول في منطقة الشرق الأوسط، خاصة إيران وسوريا وحماس وحزب الله والعراق.

ويقول الدكتور عمرو الشوبكي، الباحث في مركز الأهرام الاستراتيجي "لا يوجد اختلاف هائل أو مفاجئات فيما تضمنته وثائق موقع ويكليكس السرية، ومواقف مصر من بعض المنظمات والدول، خاصة إيران والعراق وحركة حماس، مستعرضا مدى اتفاق ما تضمنته الوثائق المنشورة ومواقف الدولة المعلنة.

وأوضح الشوبكي في تصريحات لـCNN العربية، "أن دعم مصر لحركة فتح ورئيسها محمود عباس وتضييقها على حماس، أمر معروف وطبيعي خاصة بعد أن حولت الأخيرة قطاع غزة إلى إمارة إسلامية، ما أثار قلق القيادة المصرية على الأمن القومي المصري."

وأشار الشوبكي إلى "أن موقف مصر الرافض للتدخل الإيراني في الدول العربية ودعمها لحركتي حماس وحزب الله، وعدم الكيل بمكيالين في التعامل مع البرنامج النووي الايراني وإغفال الترسانة الإسرائيلية من قبل الولايات المتحدة، هي أمور أعلنتها وثائق ويكليكس ولكنها لم تحمل مفاجئات." منوها إلى أن "دعم الدولة لحكومة نورى المالكي في العراق وعرضها إرسال قوات لتدريب العراقيين لا يعرضها للحرج لأنها تريد المحافظة على وحدة واستقرار العراق."

من جانبه، قال السفير عبد الله الأشعل أستاذ القانون الدولي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن وثائق ويكليكس لن تؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين مصر والدول التي ذكرتها الوثائق، لعدم وجود علاقات قوية وطبيعية بينهم، لاسيما وأن موقف الدولة المعتدل في القضايا الشائكة بمنطقة الشرق الأوسط، أوجد نوعا من استحالة تقاربها مع سوريا وإيران وحزب الله وحماس، مشددا على أن الوثائق لم تأت بجديد بالنسبة للموقف المصري إلا بتوثيق المعلومات."

ويتفق معه أحمد جبيلي رئيس حزب الشعب، الذي قال إن الكشف عن تسريبات ويكليكس بخصوص مصر وعلاقاتها ببعض الدول والمنظمات، لم يضف جديدا فعلاقات مصر بإيران وحماس وحزب الله في غاية السوء، خاصة أن دور إيران وتدخلاتها معروفة في المنطقة، ودعمها لحزب الله وحركة حماس، التي كانت تسعى لعمل إمارة على الحدود المصرية وهو الأمر الذي تسبب في غلق المعابر المصرية أكثر من مرة.

وأضاف أن "الوثائق المسربة أظهرت أكاذيب الرئيس الأمريكي بوش الابن في الوقيعة بين المصريين والعراقيين عندما زعم أن مصر وشت بالعراق بالنسبة لامتلاك أسلحة بيولوجية، حيث كشفت وثائق ويكليكس عكس ذلك، فضلا عن كشفها المخططات الإسرائيلية التي تحاول التخلص من الفلسطينيين وإلقاء تداعيات غزة على الإدارة المصرية إضافة لكشفها لسوء الإدارة الأمريكية وتعاملاتها مع الدول العربية.

من جانبه، قال أبو العز الحريري القيادي السابق في حزب التجمع، إن وثائق ويكليكس كشفت حقائق وتصرفات غير معلنه للحكومة المصرية، موضحا أن  الشفافية أمر طبيعي بحيث يكون هناك فريق معين له الحق في الاطلاع على المقابلات السرية للسلطة التنفيذية.

وشدد على أن إدراك السلطة بأن كل شيء محسوب عليهم يجعلهم يتصرفون تصرفات محسوبة ومنسقة مع مصلحة الوطن حيث يتم تسجيل ومراقبة مكالمات الحكومات والجهات التنفيذية في الخارج، ويتم الكشف عنها بقرار جمهوري أو من المجالس النيابية.

وكان موقع ويكليكس الالكتروني نشر آلاف الوثائق والبرقيات الدبلوماسية، تضمن بعضها وثائق تخص مصر والولايات المتحدة وبعض الدول بالمنطقة أبرزها، رفض مصر لتدخل إيران في شؤون الدول العربية، ودعمها لبعض الحكومات في البلدان التي يوجد بها اضطرابات سياسية مثل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وسعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية ونورى المالكي رئيس الحكومة العراقية في مواجهة حزب الله وحماس وإيران.

وصرح أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري الأسبوع الماضي، أن البرقيات الدبلوماسية الأمريكية المسربة عن مصر، تؤكد قوة موقف مصر الدبلوماسي حيث يتسق ما يقوله المسئولون المصريون في الاجتماعات المغلقة مع ما يقولونه في العلن.