/الشرق الأوسط
 
الأحد، 25 تموز/يوليو 2010، آخر تحديث 17:00 (GMT+0400)

UN تستنكر التعرض لقواتها بلبنان بمنطقة نفوذ حزب الله

دورية لقوات يونيفل في جنوب لبنان

دورية لقوات يونيفل في جنوب لبنان

بيروت، لبنان (CNN) -- استنكرت الأمم المتحدة سلسلة اعتداءات وصدامات تعرضت لها القوات الدولية العاملة في جنوبي لبنان "يونيفل،" عند الحدود مع إسرائيل، من قبل عدد من سكان القرى، مشيرة إلى أن المواجهات التي تكررت كثيراً في المنطقة الخاضعة لنفوذ حزب الله دفعت الدول المشاركة في تلك القوات "للشعور بقلق بالغ."

وفي الوقت الذي تجنب حزب الله التعليق على هذا الملف، شنت أحزاب وشخصيات مقربة منه هجوماً عنيفاً على "يونيفل،" وصولاً إلى الحديث عن خطة دولية لدفعها إلى مواجهة مع حزب الله، تتزامن مع صدور قرار عن المحكمة الناظرة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، بينما حذر سياسيون من وجود نية لدى قوى محلية لطرد تلك القوات.

وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة للبنان، مايكل ويليامز، إن حرية حركة قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان "يجب احترامها بالكامل،" معربا عن قلقه إزاء الحوادث الأخيرة التي تضمنت احتجاجات واسعة ضد تلك القوات.

وقام عدد من سكان القرى بتنظيم تظاهرات ضد "يونيفل" بعد قيام البعثة بإجراء عملية مناورات ضخمة تقوم بها بشكل دوري لاختبار استعداد القوات على الأرض. وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه يتم اتخاذ كافة الترتيبات للحد من إزعاج السكان المحليين خلال العملية كما يتم إبلاغ الجيش اللبناني بالعملية وطبيعتها والغرض منها.

وقال ويليامز "تم انتهاك حرية حركة اليونيفل وقد أعربت الدول المساهمة بقوات عن قلقها البالغ،" وأضاف المسؤول الدولي، بعد لقاء جمعه مع رئيس البرلمان، نبيه بري "يجب أن نؤكد على ضمان واحترام حرية حركة اليونيفل، فقيام القوات بالتدريب في المنطقة هو جزء من عملياتها الطبيعية وفي نطاق عملها."

وقال المنسق الخاص إنه اتفق مع بري على ضرورة العمل الجاد لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى و"على جميع الأطراف المشاركة لنزع فتيل التوتر" بعد أن تعرضت عدة دوريات دولية للرشق بالحجارة والضرب ومحاولة سرقة أجهزتها ووثائقها.

كما ناقش الاثنان تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي أنهى النزاع بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.

من جهته، قالت النائب السابق، ناصر قنديل، أحد المقربين من حزب الله، إن القوات الدولية "تتحرش" بسكان المناطق الجنوبية التي تقطنها غالبية من الشيعة بهدف تغيير وظيفة القرار 1701.

وقال قنديل إن الأمر يتزامن مع "قرب صدور القرار الاتهامي للمحكمة الدولية،" الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، إذ تعتقد أوساط مقربة من حزب الله أن القرار قد يطال عناصر في الحزب أو أشخاص مقربين من سوريا.

وتحدث قنديل عن "خطة إسرائيلية تهدف إلى افتعال تفجير داخلي على إيقاع تقرير مزور يصدر عن المحكمة الدولية، وتحضير لعمليات انتحارية لمجموعات متطرفة، وانتشار وقائي لقوات يونيفل، وحملات مداهمات واعتقالات بحق رموز من المقاومة من أجل جرها إلى اشتباك مع القوات الدولية وإحراج الجيش اللبناني."

أما الحزب الديمقراطي الذي يقوده الوزير طلال ارسلان، أحد أبرز حلفاء حزب الله، فقد أصدر بياناً شكك فيه بما قال إنه "نشاط غير المسبوق للقوات الدولية في الجنوب من خلال التدريبات غير المنسقة مع الجيش."

ورأى الحزب أنه "من حق الأهالي أن يتسألوا عن ماهية هذه التدريبات، في وقت يخرق فيه كيان إسرائيل القرارات الدولية من طرف واحد على أعين القوات الدولية العاملة في الجنوب،" وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.

بالمقابل، نبه النائب عاطف مجدلاني، عضو كتلة "المستقبل" التي يقودها رئيس الوزراء سعد الحريري، إلى أن تكرار الإشكالات التي حصلت مع قوات يونيفل في جنوب لبنان وما رافقها من تداعيات "ربما يؤثر في المستقبل على القرار 1701 وعلى دور القوات في هذه المناطق."

وشدد في حديث إلى نقلته صحيفة المستقبل على ضرورة "أن يكون التنسيق فاعلا أكثر بين الجيش اللبناني ويونيفل: "كي لا نصل إلى يوم تقول فيه الأمم المتحدة لنا إن يونيفل لم تعد قادرة على القيام بدورها كاملا ونحن مضطرون إلى مغادرة لبنان."

advertisement

من جانبه، أعرب وزير العمل، بطرس حرب، وهو أحد قيادات قوى "14 آذار" عن تخوفه من "خطة تطفيش القوات الدولية وقيام إسرائيل بوضع لبنان أمام المواجهة،" معتبراً ان "التشنج بين علاقة "اليونيفيل" والجيش لا يخدم لبنان بل إسرائيل."

وأشار حرب إلى أن الجو الناتج عن المشاكل التي وقعت بين أهالي الجنوب وقوات يونيفل، "خطير" داعياً إلى وجوب "تحييد القوات الدولية وعدم النظر إليها كقوة معادية وبالتالي وضعها في جو عدائي."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.