CNN CNN

مصر: مائة جريح بمواجهات العباسية

الاثنين، 08 آب/اغسطس 2011، آخر تحديث 22:00 (GMT+0400)
تزايد التوتر بين المجلس العسكري وجماعات معارضة
تزايد التوتر بين المجلس العسكري وجماعات معارضة

القاهرة، مصر (CNN) -- شهدت شوارع منطقة العباسية في العاصمة المصرية القاهرة صدامات عنيفة مساء السبت، أوقعت عشرات الجرحى، خلال محاولة تقدم مسيرة لمحتجين تحركوا من ميدان التحرير باتجاه مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ونفى الجيش أن يكون قد استخدم القوة لفض المسيرة، بينما تحدثت مصادر أخرى عن صدامات مع سكان الحي، أدت لسقوط أكثر من مائة جريح، في وقت وصف معارضون ما جرى بأنه "موقعة الجمل" الثانية.

الناشطون ينتقدون الجيش

وجاءت المسيرة التي نظمتها حركة "شباب 6 أبريل" وبعض القوى السياسية، من ميدان التحرير إلى وزارة الدفاع احتجاجا على اتهام المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد في الفترة الانتقالية، للحركة بالسعي للوقيعة وزرع الفتنة بين الجيش والشعب، وحصول بعض أعضائها على تمويل أجنبي.

ووصف ناشطون سياسيون لـCNN بالعربية، يتواجدون حاليا بمنطقة العباسية، ما يحدث بـ"موقعة الجمل الثانية" حيث  تعرضوا لـ"الضرب، والاعتداء والهجوم عليهم بالعصي والحجارة و زجاجات الملوتوف،" من قبل من وصفوهم بالبلطجية، وذلك أمام الجيش الذي اكتفى بوضع الأسلاك الشائكة، لمنع المسيرة من الاتجاه إلى وزارة الدفاع علي حد تعبيرهم.

 وقال الناشطون، إن على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تقديم ما لديه من مستندات ضد "حركة 6 أبريل" إلى القضاء، بدلا من الإعلان عنها في البيانات والتليفزيون والفيسبوك بحسب تعبيرهم.

وقالت بثينة كامل، المرشحة الرئاسية بمصر، والمتواجدة بمنطقة العباسية: "موقعة الجمل تعاد مرة أخرى بالعباسية."

ووصفت كامل ما يحدث في العباسية بـ"الفضيحة،" بعد الاعتداء على  المتظاهرين "الذين خرجوا في مسيرة سلمية، وعدم تدخل الجيش لحمايتهم،" مشيرة إلى أنها كمرشحة لرئاسة الجمهورية، "تعرضت للضرب أمام الجيش ولم يتحرك الضباط والجنود لحمايتها."

وقالت كامل إن بيان الجيش الذي اتهم فيه "حركة 6 أبريل" بالسعي للوقيعة وزرع الفتنة بين الجيش والشعب كان سببه - من وجهة نظرها - تواجد شباب الحركة بجميع الاعتصامات والاحتجاجات المنتشرة في أنحاء البلاد، وإصدارها أيضا  للائحة تتضمن أسماء الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين، ما أزعج السلطات وأقلقها حيال احتمال امتلاك الحركة لمستندات أخرى.

من جانبها قالت إسراء عبد الفتاح، الناشطة "بحركة 6 أبريل،" إن مظاهرات العباسية هي "رد  فعل للاتهامات التي وجهها المجلس العسكري للحركة في بيانه رقم 69،" لافتة إلى أن الأخير كان عليه التوجه إلى القضاء وإعطائه المستندات اللازمة التي تدين الحركة وليس الإعلان عنها في البيانات والتليفزيون.

الجيش: ضبطنا أنفسنا

ونقل التلفزيون المصري عن "مصدر عسكري مسؤول" أن عناصر القوات المسلحة من الشرطة العسكرية "تعاملت مع المتظاهرين بمنطقة العباسية بأقصى درجات ضبط النفس،" رغم قيامهم برشق رجال القوات المسلحة بالزجاجات والحجارة.

وقال المصدر الذي لم يسمه التلفزيون، إنه أثناء تقدم المعتصمين في طريقهم إلى مسجد النور، "قام أفراد من اللجان الشعبية بمنطقة العباسية بعمل حاجز ما بين المعتصمين وقوات الجيش، فقام المعتصمون بإلقاء الحجارة والزجاجات على أفراد اللجان الشعبية ورجال القوات المسلحة، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات، قامت سيارات الإسعاف بنقلهم إلى المستشفيات."

وأضاف المصدر أن المعتصمين "قاموا أثناء ذلك، في مشهد يثير التساؤل، بالدخول إلى الشوارع الجانبية بمنطقة العباسية أمام مسجد النور ومهاجمة المواطنين من أفراد اللجان الشعبية."
 
وجدد المصدر تأكيده على أن "عناصر القوات المسلحة لم تتعامل مع المعتصمين بالقوة، ولم تخرج طلقة واحدة تجاه المواطنين."

من جهته، قال عادل عدوي، مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية، إن إجمالي المصابين في الاشتباكات التي وقعت بالعباسية بلغ 55 مصابا، جرى إسعاف 49 من بينهم في موقع الحادث وتم تحويل 6 حالات إلى 3 مستشفيات.

وكانت العلاقة بين مجموعة من القوى السياسية المصرية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة قد توترت بشكل واضح مؤخراً، مع عودة الاحتجاجات إلى ميدان التحرير وتحولها إلى المطالبة بكف يد الجيش عن إدارة البلاد، ما دفع المجلس إلى التنديد ببعض تلك القوى، وخاصة حركة "السادس من أبريل."

ورد ممثلو 28 من القوى السياسية والمجموعات والحركات الشبابية المعتصمة في ميدان التحرير بإعلان الرفض التام لما وصفوه بـ"نبرة التخوين الناجم عن عدم تقبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة للنقد والاختلاف السياسي في طريقة إدارته السياسية للبلاد، ومحاولات إحداث انقسام بين القوى الثورية والشعبية."

وأوضحت القوى في بيان لها، السبت، أن حركة شباب 6 أبريل "هي جزء من نسيج الحركة الوطنية المصرية وأن الدعوة لمسيرة سلمية أمام المجلس العسكري مجمع عليها من كافة القوى والحركات الشبابية والأحزاب السياسية بمختلف المحافظات."