CNN CNN

فيلم "حلبجة: الأطفال المفقودون": أمل يعود بعد 23 عاما

تقرير: سامية عايش
الثلاثاء، 10 كانون الثاني/يناير 2012، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  لن ينسى التاريخ هجوم الجيش العراقي على مدينة حلبجة الكردية بالغازات السامة، التي قتلت العشرات من المدنيين، معظمهم كان من النساء والأطفال، فالمدينة الواقعة شمال العراق، لا زالت حتى اليوم تستذكر ضحايا هذا الهجوم، عبر متحف أقيم خصيصا لصور الضحايا، ومجسمات تمثل أمهات حملن أطفالهن في اللحظات الأخيرة قبل أن يفارقوا الحياة متأثرين بالغاز السام.

واليوم، وبعد مرور نحو 23 عاما على هذا الهجوم، لم تنسى السينما أحداث حلبجة، ولكن بدلا من إلقاء الضوء على الماضي الأليم والذكريات البائسة، فضل المخرج أكرم حيدو تسليط الضوء على قصة أمل وسط كل هذا اليأس، حول الشاب علي، الذي فقد خلال أحداث حلبجة وعاد بعد أكثر من عشرين سنة ليجد أهله بانتظاره في المدينة الكردية، التي لا زالت بانتظار مئات الأطفال ممن فقدوا في تلك الأحداث.

يقدم فيلم "حلبجة: الأطفال المفقودون" واقعا مأساويا للعائلات الكردية التي فقدت أبناءها خلال الهجوم الكيماوي، إما اختناقا بسبب الغاز، أو بسبب إرسالهم إلى إيران للعلاج وبقائهم هناك لسنوات طوال.

فعلي هو أول طفل يمحى اسمه من الشاهد في مقبرة الضحايا، وأول اسم يضاء داخل متحف ما يسمى بـ"شهداء أحداث حلبجة".

ويتابع المخرج حيدو حياة علي بعد عودته من إيران، واستقبال الناس له، وفرحتهم برجوعه، وذكرياته في إيران، إذ أنه عاش مع عائلة أحسنت تربيته وتعليمه، ولطالما ذكرته بأن مدينته الأصلية هي حلبجة، وهو أمر ساهم في عودته إلى أمه وأبيه، وفق ما ذكر المخرج، فالكثير من الأطفال لم يعودوا حتى اليوم لأنهم لا يعرفون أن حلبجة هي المدينة التي ينتمون إليها.

وحتى يتم التعرف إلى علي وعائلته الحقيقية، تم إجراء فحص الحمض النووي له وللعائلات الخمس التي كان من المحتمل أن يكون ابنها، ولعل أكثر المشاهد درامية كان المشهد الذي يجلس فيه علي باكيا بانتظار النتيجة، وعند الإعلان عن اسم العائلة البيولوجية يقفز علي من مكانه نحو والدتها يقبل يدها ورأسها، وتعلو أصوات البكاء والزغاريد في القاعة، مؤذنة بعودة ابن حلبجة إليها، كما أطلق على علي.

واستعان المخرج حيدو ببضع المشاهد التي تعود إلى عام 1988، والتي تبعت الهجوم الكيماوي، والمشاعر التي سيطرت على الأكراد بعد دخول حلبجة، ورؤيتهم ما حل بالمدينة وأهلها.

ويقدم المخرج عددا من القصص لأشخاص لا يزالون يعيشون على أمل لقاء أحبائهم، كسيدة طاعنة في السن عاشت وحيدة بعد أحداث حلبجة، التي مات فيها جميع أفراد عائلتها.

غير أن الفيلم في بعض أجزائه أطال في عرض طابع المدينة الشعبي، كما بدت المقابلات ذات طابع إخباري بحت، شابه الملل في بعض اللحظات.

وقد عرض فيلم "حلبجة: الأطفال المفقودون" ضمن برنامج الأفلام الوثائقية في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثامنة.