CNN CNN

الليبيون يبدون تفاؤلا حذرا تجاه الحكومة الجديدة

تقرير: حسن سلمان
الجمعة، 23 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)
 

طرابلس، ليبيا (CNN) -- لا يبدي الليبيون تفاؤلا كبيرا إزاء تشكيلة الحكومة الجديدة التي أعلنها الدكتور عبدالرحمن الكيب الثلاثاء الماضي، لتدير البلاد بشكل مؤقت لمدة ثمانية أشهر تمهيدا لانتخاب مجلس وطني سيضع دستورا جديدا ويساهم بإعادة إعمار "ليبيا بعد القذافي".

وتضم الحكومة الجديدة 24 حقيبة (منها حقيبتين للنساء)، ويلاحظ أن أغلب الشخصيات التي اختارها الكيب تبدو غير معروفة بشكل كبير، وهو ما دعا البعض للتساؤل حول كفاءة الحكومة الجديدة وقدرتها على قيادة البلاد في هذه المرحلة الدقيقة.

وكان الكيب حاول تبديد قلق الليبيين حول حكومته الجديدة بقوله "يمكنني أن اطمئن الجميع: كل ليبيا ممثلة في الحكومة،" فيما أعلنت الحكومة أنها ستسعى لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد ودعم جهود المجلس الوطني الانتقالي للتوصل إلى مصالحة وطنية.

ويقلل الصحفي الليبي أحمد الفيتوري، رئيس تحرير صحيفة ميادين، من أهمية الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنها "حكومة لتضييع الوقت ولإلهاء الناس، وليس لديها الوقت لفعل أي شيء".

ويضيف لـCNN  بالعربية "لا اعتقد أن لدى هذه الحكومة الجهوية بشكل فاضح الوقت كي تقنع احدا بها أولا لذلك انصح السيد الكيب أن يركز جهده من اجل الانتخابات لان حكومته مؤشر غير طيب لتقسيم البلاد".

وتضم الحكومة الجديدة عددا كبيرا من مسؤولي الثوار منهم القائد السابق لثوار الزنتان أسامة الجويلي (وزارة الدفاع)، فوزي عبد العال احد قادة ثوار مصراتة (وزارة الداخلية)، وعاشور بن خيال (وزارة الخارجية).

وكان عبدالله ناكر قائد ميليشيا طرابلس وأبرز الذين أطاحوا بمعمر القذافي حذر في وقت سابق من أن رجاله قد يطيحون بالحكومة الجديدة إذا لم تلب مطالب بتمثيلهم.

ويستغرب بعض المراقبين استبعاد الكيب لمسؤولين ودبلوماسيين محنكين واستبدالهم بشخصيات مغمورة نسبيا.

ويرى الكاتب الليبي محمد الأصفر أن الحكومة الجديد تحوي "نفسا إخوانيا (إسلاميا) واضحا، ولم تعتمد بصورة كافية على الكفاءة والمؤهل، فمحامي تم منحه حقيبة الرياضة، وأستاذ في الشريعة الإسلامية تم منحه حقيبة الثقافة التي يجب أن تكون حرة غير خاضعة إلا لتيار منفتح".

وينتقد الأصفر تصريحات الكيب حول تمثيل الحكومة لجميع الليبيين، مشيرا إلى أن الشروط غير الموضوعية التي رافقت تشكيل الحكومة الجديدة "المفترض أن يتم اختيار الكفء بغض النظر عن مدينته أو قبيلته".

وكان الباحث د. الهادي شلوف حذر من وجود صراع على السلطة في ليبيا بين الإسلاميين وبقايا نظام العقيد معمر القذافي.
 
وأشار في حوار سابق مع CNN بالعربية إلى محاولة من أسماهم بـ "أزلام القذافي"، العودة إلى حكم ليبيا وتبديد جميع المكتسبات التي حققتها الثورة.

فيما شكا بعض الإسلاميين من عدهم حصولهم على مراكز رئيسية في الحكومة الجديدة، على اعتبار أن أغلبها ذهب لقادة الثوار.

ويقول الأصفر "الإسلاميون يعملون وفق القاعدة التجارية 'اطلب الكثير تنل القليل'، لكنهم يرى أنهم سيشكلون الأغلبية في الانتخابات القادمة مثلما فعلوا في تونس "فالإسلاميين في ليبيا أغلبية ومشاركتهم في الثورة فعالة جدا وعلاقاتهم الخارجية مع الغرب ودول الخليج جيدة".

ويضيف "في ليبيا لا أحد ضد الإسلام المعتدل الحضاري القريب من التجربة التركية، نريد أن نتقدم لكن لن يكون التخلي عن الإسلام هو الثمن، وساسة ليبيا قادرون على الموازنة بين الحضارة والإسلام والحرية".

ويبدي البعض تفاؤلا حذرا تجاه الانفتاح النسبي لحكومة الكيب، وخاصة فيما يتعلق بمشاركة المرأة بالحكومة للمرأة الأولى في تاريخ ليبيا، حيث تشغل الدكتورة فاطمة الحمروش حقيبة الصحة، فيما تشغل المحامية مبروكة الشريف جبريل حقيبة الشؤون الاجتماعية.

لكن الأصفر يعتبر مشاركة المرأة الليبية في الحكومة "رمزية" وغير كافية "من الممكن أن تكون في الحكومة 6 وزيرات على الأقل".

ويضيف "لدينا نساء مؤهلات، لكن الآن هناك تهميش لهن، لكن مستقبلا مع التقدم في التجربة الديمقراطية وعبر مشاركة النساء في الانتخابات وانتظام الأحزاب ستكون هناك أكثر من وزيرة، وقد تصل - إن طبقنا الديمقراطية جيدا- إحدى النساء لرئاسة الجمهورية وهذا يسعدنا جدا ونحن كمثقفين ندعم هذا الأمر بقوة".