CNN CNN

اليونيسف: قتال مصراتة انطبع في ذاكرة الأطفال

الخميس ، 23 حزيران/يونيو 2011، آخر تحديث 08:00 (GMT+0400)
القتال في مصراته انطبع في ذاكرة الأطفال
القتال في مصراته انطبع في ذاكرة الأطفال

مصراته، ليبيا (CNN)-- بعد مرور أكثر من 12 أسبوعاً من المعارك المتواصلة بين الثوار وكتائب الزعيم الليبي معمر القذافي، تحولت شوارع مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة إلى أطلال.

فقد ترك القتال الذي انتقل من منزل إلى منزل، ورصاص القناصة، والقصف العشوائي، بصمات قوية على أجساد وعقول المقيمين في المدينة، إذ لا يزال عدد الضحايا غير معلوم حتى الآن.

وفي مستشفى الحكمة، ترقد الطفلة ملاك الشامسي، البالغة من العمر 5 سنوات، تحاول أن تتذكر صور إخوتها، محمد ورويدا، اللذين لقيا مصرعهما قبل ثلاثة أسابيع، إثر اختراق صاروخ من نوع "غراد" سقف منزلهم، ما أدى إلى مقتلهما، وقطع ساقها.

هجرب عبد الشهيد، عمة ملاك، وصفت حالة الطفلة المحزن، فقالت: "تعاني ملاك من اضطرابات في النوم وكوابيس، وتحلم أحيانا بأشقائها، وأحياناً أخرى تقول إنها كانت تتمنى أن تكون خارج المنزل وقت وقوع الحادث."

من جانبها، أرسلت منظمة اليونيسيف، التابعة للأمم المتحدة، بعثة لتقصي الحقائق، لتقييم تأثيرات الحرب على الأطفال في مصراته، وتحديد الشركاء المحليين الذين يمكن العمل معهم، ولتقديم الأمصال الطبية هناك.

فقد تم إبلاغ اليونيسيف عن وجود نقص حاد في الأدوية والأمصال، ما دفع البعثة لتقديم شحنة تضم 41500 نوع مختلف من اللقاحات، منها 15 ألف جرعة من مصل شلل الأطفال.

وهناك زار فريق البعثة الطبية مدرسة تقيم فيها 25 أسرة ليبية منذ عدة أسابيع، بعدما دمر القتال منازلهم. وفي إحدى فصول المدرسة قام التلاميذ بعمل مجسمات تصور فظائع القتال، وتظهر الدبابات، والقناصة، وجثث الضحايا ملقاة على طرقات المدينة.

سعيد عوض الله، ممثل بعثة اليونيسيف في مصراته، قال: بصورة أو بأخرى أدت عمليات القنص المختلفة إلى تأثيرات سلبية عميقة في حياة الأطفال هنا. فالكثير منهم يعانون من نوبات صراخ، بعدما رأوا أفراد من أسرهم يقتلون أو يصابون."

وأضاف:" من واقع ما شاهدته أعتقد أن العنف الذي تعرض له أطفال مصراتة يفوق بكثير العنف الذي تعرض له أطفال بنغازي. ولهذا سنعمل مع شركائنا المحليين على توفير الخدمات والأدوات الترفيهية، وكل ما يتطلبه الأمر للتخفيف عنهم ومساعدتهم."

هذا، وفي الوقت الذي يرغب فيه أطفال مصراتة اللعب خارج منازلهم، نجد الآباء يمنعونهم لخوفهم من القنابل العنقودية والألغام الأرضية غير المتفجرة، والمدفونة تحت الركام والحطام.

ولهذا قامت اليونيسيف بتسليم محطات التلفزيون مواد تعليمية تستهدف رفع وعي الأطفال بمخاطر التقاط هذه الأجسام المميتة.

كما تعهدت اليونيسف على وضع عملية تطهير وإزالة الألغام في مقدمة أولوياتها، لعل ذلك يؤدي إلى إعادة بعض الأمل إلى سكان المدينة.

وأما بالنسبة إلى الأطفال والصبية من ضحايا القتال، فقد يكون من الصعب أن تعود الحياة إلى طبيعتها ثانية.