القدس (CNN)-- تنظر المحكمة العليا في إسرائيل الاثنين، عدداً من الطعون ضد سجناء فلسطينيين، تعتزم الحكومة الإسرائيلية الإفراج عنهم، ضمن صفقة التبادل، التي تم التوصل إليها مؤخراً، مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مقابل قيام الحركة الفلسطينية بإطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، المحتجز لديها منذ خمس سنوات.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن هيئة قضائية تضم ثلاثة قضاة، برئاسة القاضية دوريت بينش، رئيسة المحكمة العليا، ستنظر الاثنين في أربعة التماسات، قدمها عدد من معارضي الصفقة، ادعوا في التماساتهم بأن "إخلاء سبيل المخربين في إطار الصفقة، غير متناسب، وقد يعرض أمن العديد من المواطنين الإسرائيليين للخطر."

وأعلنت الحكومة  الإسرائيلية الأحد، قائمة بأسماء 477 سجيناً فلسطينياً، من المتوقع أن يتم إطلاق سراحهم في غضون أيام، ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، وضمت القائمة 450 رجلاً و27 امرأة، على أن يتم تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، في وقت لاحق من العام الجاري.

وتلقت المحكمة العليا أربعة التماسات من معارضي الإفراج عن السجناء الفلسطينيين، من بينهم منظمة "الماغور"، التي تمثل من تصفهم بـ"المتضررين من الإرهاب الفلسطيني"، بالإضافة إلى أسرة إسرائيلية فقدت خمسة من أبنائها في هجوم بالقدس، في الوقت الذي حذرت فيه أسرة الجندي شاليط من تأخير الصفقة.

وقالت مير شيجفشوردر، التي فقدت والديها وثلاثة من إخوتها في هجوم بمطعم "سبارو" بالقدس، عام 2001، إن "الهدف من الالتماس هو وقف هذا الجنون، نحن خائفون جداً من أن يعم الإرهاب الشوارع مرة أخرى، ومن أن يقتلونا ثانيةً في المطاعم والمقاهي، وأثناء نومنا بالليل، وفي رياض الأطفال والمدارس."

كما قدمت عائلتان أخريان، فقدتا عدداً من ذويهما في تفجير استهدف حافلة ركاب مدنية في حيفا، عام 2003، التماسين إلى المحكمة العليا، لرفض الإفراج عن سجناء فلسطينيين وردت أسماؤهم في القائمة.

وتتضمن الصفقة، التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية مساء الثلاثاء، الإفراج عن 1027 سجيناً فلسطينياً، من بينهم المئات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، لإدانتهم بمهاجمة إسرائيليين، على مرحلتين، مقابل إطلاق سراح الجندي شاليط، بموجب صفقة بين إسرائيل وحماس، تم التوصل إليها بوساطة مصرية.

وأكد متحدث باسم مكتب الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أن الأخير تلقى بالفعل مساء السبت، ملفات السجناء الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم، مرفقة بتوصية من وزير العدل، يعقوب نئمان، بمنحهم عفوا رئاسيا، مشيراً إلى أن القسم القضائي في مقر الرئاسة يعكف حالياً على إعداد قرارات العفو.

وقالت المتحدثة الإسرائيلية، آيليت فريش لـCNN، إن بيريز قد يعبر عن عدم ارتياحه لإطلاق سراح سجناء مدانون بجرائم قتل، ولكنه على الأرجح لن يعترض على أي من طلبات العفو، وذكرت أن أي تغيير في القائمة التي تم التوصل إليها من خلال التفاوض مع حماس، قد يهدد الصفقة برمتها