CNN CNN

قلق بواشنطن من توسع نفوذ طهران بعد مغادرة العراق

الأحد، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تباينت المواقف في الولايات المتحدة حول خطاب الرئيس باراك أوباما الذي أكد فيه سحب كافة الجنود من العراق في الموعد المقرر نهاية 2011، فمع أن الجمهوريين والديمقراطيين رحبوا بالخطوة، إلا أن ذلك لم يساعد على إنهاء الجدل القائم حول مستقبل الدور الأمريكي في ذلك البلد بمواجهة النفوذ المتزايد لطهران.

وقال جيمس غيلفن، استاذ التاريخ في جانعة كاليفورنيا والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن الانسحاب من العراق قد يترك بغداد ضعيفة في مواجهة إيران التي ستزداد قوة، لكنه أضاف أن هذا الوضع قد لا يستمر إذا سعت أطراف شيعية عراقية، مثل رجل الدين مقتدى الصدر، إلى بناء قواها الذاتية بشكل يبعدها عن طهران مع الوقت.

وأضاف غيلفن: "إيران ستستفيد في جميع الظروف، فهي ستكون أمام عراق ضعيف أو عراق يخضع بالكامل لسيطرتها،" مضيفاً أنه مع تراجع النفوذ الأمريكي بالشرق الأوسط ستزداد أهمية إيران وتركيا، وقد تندفع الأطراف الأخرى نحو عقد الصفقات معهما لترتيب أوضاعها.

وقال السيناتور جون ماكين، إن خطوة الانسحاب "فشل كبير" للبيت الأبيض الذي اتهمه بـ"عدم التركيز على الحكومة العراقية وتحقيق النجاح في العراق."

وأضاف ماكين: "هذا الحدث يمثل انتكاسة محزنة ومؤذية للولايات المتحدة في العالم، وسينظر إليه على أنه انتصار استراتيجي لأعدائنا في الشرق الأوسط، وخاصة النظام الإيراني، الذي كان يعمل مؤخراً لضمان خروج كافة القوات الأمريكية من العراق."

لكن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، دينيس ماكدونيه، رفض ما جاء في تصريحات ماكين، قائلاً إن إيران تعيش في عزلة متزايدة حالياً بسبب "نشاطات غير متصلة بالوضع في العراق قامت بها الولايات المتحدة" والدول المتحالفة معها.

وأضاف ماكدونيه: "لا نحتاج لاستخدام نفوذنا في هذا القضايا من البوابة العراقية. من المؤكد أننا نشعر بالقلق حيال نية إيران الوفاء بالتزاماتها، ولكننا واثقون من قدرتنا على التأكد من قيام العراق بممارسة سيادته بالشكل الذي يريده."

من جانبه، أقر مسؤول أمريكي طلب من CNN عدم كشف اسمه بوجود اهتمام إيراني كبير ببسط النفوذ على العراق، ولكنه قال إن هذا التأثير "له حدود،" مستبعداً أن تخضع بغداد لطهران بشكل كامل، خاصة وأن ذكرى الحرب الطويلة معها ليست ببعيدة.

أما الناطق باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، فقد قال إن قرار الانسحاب الكامل نهاية العام "يفتح فصلاً جديداً" من العلاقات بين البلدين، مضيفاً أن القدرات الأمنية العراقية تطورت بشكل كبير في الفترة الماضية.

غير أن التحديات تبقى ماثلة أمام الجميع، خاصة لجهة تأمين سلامة أكثر من 1700 أمريكي يعملون في الشؤون الدبلوماسية والاقتصادية والزراعية بالعراق، وبعضهم سيواصل العمل لأشهر عديدة مقبلة، علاوة على 9500 متعاقد في مجال الأمن يتولون وظائف على صلة بحماية البعثات الأمريكية أو توفير الأمن للخدمات الطبية والغذائية.