CNN CNN

الربيع العربي: صورة.. وأربعة رجال بأربعة مصائر مختلفة

الخميس ، 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الزمن العربي يتغير بسرعة.. فقبل أقل من عام، كان الرجال الأربعة في الصورة أعلاه بعض أكثر الزعماء قوةً ونفوذاً في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أما اليوم فواحد مقتول، والثاني منفي، والثالث يحاكم، والرابع يتخبط على عرشه.

أول هؤلاء الرجال هو الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، وعلى يساره الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وثالثهم، أو مضيفهم خلال قمة سرت، معمر القذافي، وآخرهم في الصورة، الرئيس المصري المخلوع، قيد المحاكمة حالياً، حسني مبارك.

جلهم يبتسمون للكاميراً.. ربما بعد أن قال لهم المصور "اضحك علشان الصورة تطلع حلوة!"

جمعتهم الصورة.. والابتسامة في القمة العربية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التي استضافها الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، الذي قتل بأيدي شعبه بعد 8 شهور دامية.

ربما كان الربيع العربي موحلاً بالنسبة لهم بعد أن أشعل التونسي، محمد البوعزيزي، النار في نفسه، فامتدت شعتله لتصل إلى دول عربية مجاورة بطريقة أو بأخرى.

وبعد أن كان هؤلاء الزعماء مصدر خوف ورعب ورهبة لشعوبهم، باتوا هم اليوم من يخشى الشعوب وغضبها.

أول المخلوعين، كان زين العابدين بن علي، بعد أن أصبحت تونس أول الدول العربية التي انطلقت منها شرارة التغيير، ثم يتسلم الشعب المصري الصولجان ويقود ثورته التي انتهت بالإطاحة بمبارك، وجره إلى المحاكمة.

تونس هذه الأيام تعيش عرس الديمقراطية بأول انتخابات حرة وديمقراطية نزيهة، وينتظر أن تقوم مصر بالمثل قريباً.

بعد مصر وعندما أعلن مبارك تنحيه، استلم الليبيون المشعل، وقادوا ثورتهم التي حولها القذافي إلى حرب أهلية، وبعد أن اتهمهم بالجرذان وتهديدهم بمطاردتهم من "بيت بيت، زنقة زنقة"، طارده الليبيون بيتاً بيتاً وزنقة زنقة، إلى أن عثروا عليه في مصرف للمياه في سرت، فأخذوه وقتلوه.

اليمن، كانت قد تسلمت هي الأخرى شرارة الثورة من شمال أفريقيا، لتدخل في ثورة سلمية بحق، رغم تواجد السلاح بأيدي اليمنيين بكثرة، وقاوموا محاولات جرهم للسلاح، غير أن صالح مازال صامداً حتى الآن.

بن علي وصل إلى السلطة عن طريق انقلاب أبيض في عام 1987، وطار منفياً إلى السعودية في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي.

حسني مبارك تسلم حكم مصر بعد اغتيال الرئيس الأسبق، أنور السادات، في عام 1981، وطار إلى منفاه في شرم الشيخ في 11 فبراير/ شباط الماضي، قبل أن يعاد إلى القاهرة للمحاكمة.

القذافي، سبقهم بانقلاب ضد الحكم الملكي قبل نحو 42 عاماً، وكان أول قتيل من الزعماء العرب، في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

علي عبدالله صالح، وصل إلى السلطة في العام 1978، ونجا من محاولة اغتيال في يونيو/ حزيران الماضي، ومكث بالسعودية للعلاج، لكنه عاد أخيراً إلى اليمن.

وهناك صورة أخرى لزعيم خامس، ربما يأتي وقتها لاحقاً، وهي بالتأكيد للرئيس السوري بشار الأسد، الذي انتفض الشعب السوري ضده مطالباً بالحرية والكرامة، وبعد مقتل ما يزيد على 3000 شخص، وأكثر من 7 شهور من التظاهر، بات الشعب مصراً على رحيله وربما محاكمته.