CNN CNN

مصر: "رمضان" من غير مبارك.. والحرية لا يقابلها "يميش" رمضان

خاص بموقع CNN بالعربية
السبت، 10 أيلول/سبتمبر 2011، آخر تحديث 18:01 (GMT+0400)
 
جانب من الأجواء الرمضانية في القاهرة
جانب من الأجواء الرمضانية في القاهرة

(شاهد الصور)

القاهرة، مصر (CNN)-- رغم حالة الركود التي تشهدها مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، وتأثيرها على شهر رمضان ما بعد الثورة، لأسباب تتعلق بعدم استقرار الوضع الاقتصادي، والانخفاض الحاد بقطاع السياحة، وبعض الأجواء المضطربة سياسيا، فإن المصريين يضحون بذلك ويقولون:" رمضان مبارك من غير مبارك"، وثمن الحرية لا يقابله "يميش" رمضان.

 ويؤكدون أن رمضان بالقاهرة يختلف في بهجته وروحانياته عن أي دولة أخرى، إذ أن مصر لها خصوصية فيما يتعلق بالشعائر الرمضانية والطقوس المصاحبة للمصريين عبر الأجيال، خاصة فيما يتعلق بالاحتفاء به منذ الدولة الفاطمية، باختلاف مستوياتهم الثقافية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية.(شاهد أجواء رمضان في القاهرة بالصور)

أيمن حلمي، مهندس بشركة بترول، قال "إن روحانيات رمضان هي ذاتها كما هو الحال في السنوات السابقة، فالثورة ليس لها تأثير على أجوائه، وحلول الشهر الكريم ومحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، أضفى نوعا من الهدوء بمشاعر المواطنين، خاصة الثوار منهم."

وأضاف حلمي، أن الاهتمامات المعيشية اليومية لم تكن عامل ضغط في ظل فرحة المصريين بقيام ثورة 25 يناير، رغم ضبابية الموقف، إذ أنهم يشعرون بالأمل في المستقبل، لاسيما وأن ثمن الحرية لا يقابله يميش رمضان، وهي الفاكهة المجففة والمكسرات التي تزدهر في أجواء رمضان بمصر.

شريف شكري إبراهيم، الذي يعمل بإحدى "بزارات" ( مكان تحميص البذور) في حي الحسين بوسط القاهرة، يرى أنه ورغم الركود وانخفاض حركة السياحة والبيع والشراء، مقارنه بالأعوام السابقة، فإن "المستقبل أفضل، حيث كانت تشهد منطقة الحسين بعض المضايقات الأمنية قبل سقوط النظام، مثل القبض على الشباب من قبل دوريات الشرطة، وهو الأمر الذي لم يتكرر بعد قيام الثورة."

ووسط أغاني التراث بقهوة الفيشاوي الشهيرة بمنطقة الحسين، قالت إحدى الزبائن، وتدعى داليا كمال، "إن رمضان الحالي أفضل مما سبقه، خاصة بحي الحسين، بسبب وجود الشيشة والتي تم منعها العام الماضي."

وأكدت على أن "جو رمضان بالقاهرة آمن رغم مخاوف البعض من البلطجة"، وأنها لا تخشى السهر لأوقات متأخرة، كما هو سائد لدى الكثير من المصريين في الأعوام السابقة.

وأضافت أن أجواء الثورة لم تثنيها عن القيام بالشعائر والطقوس الرمضانية كما هو معتاد لها، حيث يختلف رمضان بمصر في بهجته وروحانياته عن أي دولة أخرى.

ويبدو أن هذه النظرة الايجابية لبعض المواطنين، يختلف معها البعض الآخر بسبب انخفاض حجم الإنفاق والانشغال بما يدور بالبلاد من أحداث الثورة ومحاكمة مبارك.

أبو شادي  الشهير بـ"أرنب"، والذي يعمل بقهوة البورصة بقصر النيل، والتي يسميها البعض "معقل القوى الوطنية المعارضة"، قال:" إن رمضان ليس له طعم، ولن يأتي مثل الأعوام السابقة."

وأشار أبو شادي بتعبيرات مصرية شعبية إلى أن الحالة أصبحت "مريّحة على الآخر"، ( أي في حالة جمود وركود) ، وتابع : "لدرجة أن المواطنين ليس لديهم نقود كافية للخروج والتنزه بعد الإفطار."

وأضاف أرنب: "أن مكسب القهوة اليومي برمضان يصل إلى حوالي ألف جنيه، بعدما كان 3 ألاف، إضافة إلى أن الزبائن يدفعون حق المشاريب بالعافية، كما أنهم لا يتركون بقشيش ( الإكرامية)."

أما نجاح كامل رجب، صاحبة محل خاص بالحلوى، فقالت إن خسائرها وصلت إلى 90 في المائة، "بسبب عدم إقبال المواطنين على شراء الحلويات الرمضانية مثل الكنافة والقطايف، إضافة إلى أن الكثيرين يأتون للفرجة على يميش رمضان، دون الشراء، بسبب حالة الركود التي تمر بها البلاد."

وأضافت نجاح، أنها كانت تعتقد بأن حال البلد سيتحسن إلى الأفضل بعد الثورة، وهو الأمر الذي لم يتحقق، بسبب عدم وجود دليل على أن شيئا ما قد تغير.

من جانبه، قال محمود سلطان، موظف متقاعد من التلفزيون المصري، "إن مشاكل البلد وأحداث الثورة لم تجعل المواطنين يشعرون بجو رمضان كشهر العبادة والتسامح، الذي تتميز به مصر عن غيرها من الدول، بسبب الانشغال بما يدور بالبلد فيما بعد الثورة، ومحاكمة رموز النظام السابق، وعلى رأسهم حسني مبارك، إضافة إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الإنتاج والدخل وضرب السياحة."

وهكذا، ورغم كل ما قيل، يبقى رمضان يتمتع بأجواء وروحانيات تختلف من مكان إلى آخر، ولكنها خاصة سواء أكانت داخل أو خارج المنزل.. وكما أصبح البعض بمصر يفضل القول: "رمضان كريم" ... بدلا من "رمضان مبارك"‍!