CNN CNN

باكستان: إعادة تقييم علاقاتنا مع واشنطن والناتو بعد هجوم

الثلاثاء، 27 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)
 

إسلام أباد، باكستان (CNN) -- قالت باكستان إنها سوف تعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة والناتو" وقوات المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" التابعة للحلف الأطلسي على خلفية مقتل وإصابة 37 جندياً باكستانيا في قصف نفذته مروحيات تابعة للناتو داخل الأراضي الباكستانية، فيما قد يعتبر أسوأ نكسة للعلاقات بين واشنطن وحليفها الأبرز في مكافحة الإرهاب.

وقال مكتب رئيس الحكومة، إن رئيس الوزراء، يوسف رضا جيلاني، سيناقش في البرلمان طائفة من التدابير بشأن القضايا المرتبطة بمستقبل التعاون بين باكستان مع الولايات المتحدة والناتو وإيساف."

وكان جيلاني قد دعا قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى اجتماع عاجل مساء السبت، لبحث سبل الرد الرسمي على الحادث.

وعبر جيلاني في بيان له حول الحادث عن "إدانته الشديدة لهجوم قوات الناتو على الموقع الباكستاني،" على حد تعيبره."

وذكر مكتب رئيس الحكومة الباكستانية إن اللجنة الدفاعية بمجلس الوزراء قررت مطالبة الولايات المتحدة إخلاء قاعدة "شامسي" الجوية خلال أسبوعين، وهي قاعدة عسكرية تستخدم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لشن هجمات جوية بطائرات دون طيار، وفق وكالة الأنباء الباكستانية.

وكانت باكستان قد أشارت إلى أن الحادث وقع في منطقة مهمند الباكستانية، إحدى سبع مناطق قبلية في المنطقة المضطربة المتاخمة لأفغانستان.

وأسفر الهجوم الجوي لإيساف على نقطتي تفتيش عسكريتين بالمنطقة عن مقتل 24 جندياً وإصابة 13 آخرين، معظمهم في حالة حرجة، وفق مصدر عسكري رفض كشف هويته.

وحول الحادث، قال الناطق باسم إيساف، الجنرال كارستن جاكوبسن، إن تطورات تقنية أثناء عملية شنها الناتو وقوات أفغانية قرب الحدود الشرقية لباكستان،"غير متضحة المعالم أحيانا" كانت السبب وراء الهجوم.

وأضاف جاكوبسن في مقابلة مع CNN: تطورات على أرض المعركة فرضت إستدعاء دعم جوي، وهو على الأرجح ما تسبب في مقتل جنود  على الجانب الباكستاني."

ورفض المسؤول العسكري تحديد حصيلة الضحايا بقوله: إنها تأتي في هذه اللحظة من جانب باكستان."

 وفي رد سريع على الهجوم، قالت الحكومة الباكستانية إنها ستوقف تدفق امدادات حلف شمال الأطلسي في منطقة خيبر على الحدود مع أفغانستان، وفقا لما أكده جميل خان، المسؤول الحكومي في منطقة خيبر.

ودان الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال أطهر عباس، الحادث بقوله: "ليس هنا ما يبرر هذا الحادث، وما من مجال للالتباس حول مواقع نقاط التفتيش هذه التي تقع داخل الحدود، وهي معلمة بوضوح في خرائط الناتو."

وفند عباس، خلال حديثه للشبكة، مزاعم الناتو بملاحقة عناصر مسلحة داخل المنطقة قائلاً" ليس لهم ملاذ آمن في مهمند، لقد نظفنا المنطقة منهم ولم يعد لهم ملجأ للاختباء به."

وهذه ليست المرة الأولى التي يقصف فيها حلف شمال الأطلسي مواقعا داخل الحدود الباكستانية، إذ تتكرر حوادث من هذا النوع، يصفها "الناتو،" بأنها تقع عن طريق الخطأ.

وأضاف المتحدث باسم الجيش الباكستاني بأن مثل هذه الحوادث ولدت "مشاعر عداء قوية" ضد قوات الناتو."

وفي الأثناء، قالت وزارتا الخارجية والدفاع بالولايات المتحدة أنهما يراقبان الوضع، وأبديا، في بيان مشترك، دعمها لخطة الناتو لإجراء تحقيق حول الحادث.