CNN CNN

قتلى بإب وصالح يدعو الشعب والجيش لمواجهة التحدي

الأربعاء، 08 حزيران/يونيو 2011، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)
صالح يصّعد بمواجهة المعارضة
صالح يصّعد بمواجهة المعارضة

صنعاء، اليمن (CNN) -- أكد عاملون في القطاع الطبي اليمني وشهود عيان الجمعة مقتل أربعة أشخاص في مدينة إب الجنوبية، خلال إطلاق للنار من قبل قوات الأمن لتفريق حشود في طريقها لحضور جنازة لأحد ضحايا الأحداث في البلاد، نظمتها قوى المعارضة بالمدينة.

وقال مسعفون إن إطلاق النار أسفر أيضاً عن جرح 12 شخصاً، بينهم ثلاثة في وضع حرج للغاية، بينما قال أحد الذين كانوا يشاركون في المسيرة لـCNN: "كنا بطريقنا إلى المقبرة لدفن شاب سقط الأربعاء، أردنا المشاركة بجنازة فسقط المزيد من القتلى.. هذه هي إستراتيجية النظام الديكتاتوري."

من جانبها، أعلنت قطر انسحابها من مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن، معيدة ذلك إلى الأوضاع السائدة في اليمن وتأخر مساعي التسوية.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصدر لم تكشف اسمه قوله إن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اتصل بأمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزيانى، وأبلغه بهذا القرار.

وتابع المصدر بالقول إن دولة قطر "قد اتخذت هذا القرار مضطرة بسبب المماطلة والتأخير بالتوقيع على الاتفاق المقترح في المبادرة مع استمرار حالة التصعيد وحدة المواجهات وفقدان الحكمة مما يتنافى مع روح المبادرة الهادفة إلى حل الأزمة في اليمن في أسرع وقت بما يحقق طموحات الشعب اليمني الشقيق ويحفظ الأمن والاستقرار فيه."

وقد شن الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، هجوماً قاسياً على تجمع أحزاب المعارضة التي تعمل تحت غطاء "اللقاء المشترك،" واصفاً إياها بأنها "تخريبية" و"قاتلة،" بعد محاولة أفرادها السيطرة على مؤسسات رسمية، ضمن سعيها للضغط من أجل الإطاحة به، وقال إن الشعب والقوات المسلحة "لن يقفوا مكتوفي الأيدي" بمواجهة ذلك.

غير أن صالح، الذي تحدث أمام مئات الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا كعادتهم كل يوم جمعة بموازاة حشود مماثلة للمعارضة في الشارع، عاد ليدعو إلى الحوار مجدداً "في أي مكان" على حد تعبيره.

وقال صالح، في كلمة مقتضبة: "ندعو أبناء الوطن للاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات السياسية والتخريبية من أحزاب اللقاء المشترك."

وبعد أن اتهم صالح تلك الأحزاب بـ"قطع الطريق وقتل النفس المحرمة" توجه إليها بالقول: "كفاكم لعبا بالنار، سيكون شعبنا مضطرا - ومعه القوات المسلحة لعدم - الوقوف مكتوف الأيدي وأن يرد الرد الشافي."

ولفت صالح إلى محاولات أنصار المعارضة للسيطرة على عدد من المرافق الحكومية ضمن خطة لـ"الزحف" على القصر الجمهوري والإطاحة به عن سدة الحكم قائلاً: "اعتديتم على الإذاعة ومجلس الوزراء هذا عمل تخريبي، ما بنيناه خلال 22 سنة تخربونه في ثلاثة أشهر.. تريدون التربع على السلطة وقطع الرؤوس والألسن."

وأضاف: "الشعب سيحمي المؤسسات وسنرد على التحدي بالتحدي.. من يريد التحدي ليتجه لصناديق الاقتراع.. لا لقطع الطريق.. لا لقطع الغاز.. هذه أملاك الشعب وثروته.. الشعب يأكل منها ويشرب منها ويأخذ منها رواتبه."

وختم صالح بالقول: "ندعو (أحزاب اللقاء) المشترك من جديد للحوار البنّاء في أي مكان.. حكموا العقل والمنطق."

يشار إلى أنه بموازاة التصعيد السياسي الذي يشهده الوضع اليمني، فإن الملف الأمني لا يقل تصعيداً عنه، فقد تجددت المواجهات بين قوات الأمن اليمنية، مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل في مدينة "تعز"، فيما أفادت تقارير بإطلاق القوات الأمنية النار على آلاف من المتظاهرين، كانوا يتوجهون إلى مقر الحكومة بالعاصمة صنعاء.

وأكد شهود عيان لـCNN أن قوات الأمن اليمنية أطلقت الرصاص الحي باستخدام الأسلحة الثقيلة، لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بحسب الشهود، إلا أنه لم تتوافر على الفور أية تقديرات رسمية حول عدد الضحايا.

أما وكالة الأنباء اليمنية فقد نقلت عن مسؤول محلي قوله إن "مدينة تعز شهدت (الأربعاء) أحداثاً تخريبية وفوضوية مؤسفة، قامت بها عناصر مسلحة تابعة لأحزاب اللقاء المشترك، في تصعيد خطير مس معيشة وحياة المواطنين، متجاوزة الأزمة السياسية، ومهددة السلم الاجتماعي في المحافظة."

كما أشار المصدر نفسه إلى أن "تلك العناصر حاولت اقتحام شركة النفط، والاعتداء على موظفيها، وقامت بالاعتداء على قسم شرطة الجديري بالقنابل الحارقة"، مبيناً أن رجال الأمن المتواجدين في القسم اضطروا إلى التصدي لتلك العناصر، مما أدى إلى إصابة 9 من الجنود و3 من المهاجمين."

وتبدو الأزمة اليمنية مرشحة للاستمرار، بسبب وصول المبادرة الخليجية لإنهاء الصراع في البلاد بين قوى المعارضة المطالبة برحيل صالح، وبين القوى المؤيدة للرئيس، خاصة بعد أن انتهى اجتماع المجلس الوزاري الخليجي، إلى طريق مسدود.

وكانت أحزاب المعارضة، المتمثلة بأحزاب اللقاء المشترك، قد وافقت بصورة مبدئية على المبادرة الخليجية، التي تنص على تنحي صالح خلال 30 يوماً، على أن يعطى حصانة كاملة له ولأركان نظامه، غير أن جهود الحصول على تواقيع رسمية على الاتفاق انتهت دون جدوى.

وتشهد اليمن اعتصامات واحتجاجات شعبية ضخمة، منذ أكثر من شهرين، تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، بعدما أمضى نحو 34 عاماً في السلطة.