CNN CNN

مبلط وكهربائي وابن الملك فاروق مرشحون لرئاسة مصر

الاثنين، 09 نيسان/ابريل 2012، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN)-- لم تمض أكثر من ثلاثة أيام على فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر، حتى تجاوزت أعداد المتقدمين لسحب ملفات التقدم 350 "مرشحاً محتملاً"، وفي ظل غياب معظم المرشحين البارزين، حتى الساعة، طفت على السطح شخصيات شعبية عادية، قررت الاستفادة من التجربة الديمقراطية الجديدة، أو ربما لإضفاء بعض الطرافة عليها.

فقد لوحظ أن معظم من تقدموا لسحب استمارة الترشيح خلال الأيام الأولى، هم من عامة طبقات الشعب، منهم المتوسط ودون المتوسط، وحتى من لا يجيد التحدث باللغة العربية في حدها الأدنى.

فهؤلاء منهم الفلاح والعامل وإمام المسجد، ومستويات اجتماعية أعلى وأدنى من ذلك، حيث أن أحد المرشحين يدعي أنه "الابن الشرعي للملك فاروق الأول"، وأن دعوى قضائية ستنظر في  إثبات نسبه من الملك الراحل، الذي أطاحت به ثورة عام 1952، منتصف الشهر المقبل، وأنه سيعود بمصر إلى عهد الملكية.

كما حضرت الإعلامية بثينة كامل لمقر اللجنة مرتدية عباءة، بينما وصل مرشح آخر وهو يرتدي الخف، الذي يطلق عليه باللهجة العامية "شبشب"، فضلاً عن بعض المحامين المغمورين، إلى جانب كهربائي، ومبلط، حتى أصبحوا مجالاً للسخرية والتهكم بين معظم أفراد الشعب المصري.

وفى كاريكاتير للرسام الساخر، مصطفى حسين، بجريدة الأخبار حول هذا الأمر، ظهر شخص يجلس بمنزله ويقرأ شروط الترشح للرئاسة بضرورة حصول المرشح على 30 ألف توقيع، قائلاً: "أدى توقيع سنية مراتي، وتوقيعين للولاد أشرف وهالة، وتوقيع أخويا حسن وولاده ومراته، وأختي بدرية وجوزها وولادهم، واخوات سنية وولادهم، وابن عمي محسن ومراته وعياله، وولاد خالتي كلهم، وعبد العال البواب ومراته وابنه، وسمير المكوجى والواد إلي عنده.. دول قول أربعين توقيع، يا نهار أسوخ (أسود) طب وباقي 30 ألف توقيع؟"

وعلق  المحلل بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، محمد عز العرب، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس غريباً أن يظهر هذا الكم من المرشحين في الأيام الأولى لسحب أوراق الترشيح، لأن الترشح بات حقاً دستورياً لكل مواطن بعد الثورة"، ولكنه أوضح بأن مشكلة كبيرة ستظهر فيما يتعلق بنوعية المرشحين.

وأضاف عز العرب، في تصريح لـCNN بالعربية، أن تقدم عدد من المدرسين أو العمال أو المحامين المتواضعين لانتخابات الرئاسة، سيفسر بأنه "رحلة للبحث عن الشهرة"، حيث يريد البعض الحصول على لقب "مرشح رئاسي سابق."

وأضاف: "الزخم حول معركة الرئاسة يدور حول أسماء بعينها فقط، على رأسها عمرو موسى، وعبد المنعم أبوالفتوح، وأحمد شفيق، ومحمد سليم العوا، وحمدين صباحي، ومنصور حسن، وبثينة كامل"، لافتاً إلى أنه حتى الآن "لم يظهر المرشح المفاجأة."

ويضع الإعلان الدستوري الصادر في مارس/ آذار الماضي عدة شروط أمام المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية، منها ضرورة حصول المرشح على 30 توقيعاً من مجلسي الشعب والشورى، أو 30 ألف توقيع بتوكيل رسمي للمواطنين في 15 محافظة، على ألا يقل عدد الموقعين في كل محافظة عن ألف موكل.

ويكلف كل توكيل في حدود 35 جنيهاً، ما يعني أن 30 ألف مؤيد سيكلفون تقريباً ما يزيد عن مليون جنيه، فضلاً عن مصروفات الدعاية الانتخابية، والتي حددتها اللجنة المشرفة على الانتخابات في حدها الأقصى عشرة ملايين جنيه، وهذا الرقم خارج حدود السواد الأعظم من المرشحين.

وكان الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء السابق، هو أول من سحب أوراق ترشحه من بين الشخصيات المؤثرة التي قد تترشح، وتبعه عمرو موسى، وبثينة كامل، فيما قام ممثل عن عبد المنعم أبوالفتوح بسحب أوراق ترشحه.