CNN CNN

معاناة محبين فلسطينيين جراء سياسة الفصل الإسرائيلية

الخميس ، 15 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يقال إن الحب لا يعرف عمرا أو حتى حدودا، ومن الصعب أن يقف أمامه أي حاجز، ولعل هذا هو ما أكدته مجموعة من القصص جمعت بين المحبين رغم الحواجز والصعوبات التي واجهتهم.

فيوم 14 فبراير/ شباط، الذي يحتفل العالم فيه بعيد الحب، برز مشروع تحت عنوان "الحب تحت الفصل العنصري"، وهو موقع إلكتروني يعرض قصصا لفلسطينيين من مناطق مختلفة، أدت سياسة الفصل الإسرائيلية التي اعتمدتها بين مختلف الأراضي الفلسطينية عائقا حال دون الجمع بينهم على نفس الرقعة من الأرض.

وفكرة المشروع برزت لدى تانيا كيلاني، بعد محادثة خاصة مع إحدى صديقاتها المقربات، التي تحمل الهوية الإسرائيلية، وتدعى سيرين، حول علاقتها مع خطيبها أحمد الذي يسكن في غزة ويحمل الهوية الفلسطينية، وكلاهما لا يستطيع الوصول إلى الآخر، وإن تحقق واجتمعا لمرة واحدة في دولة أخرى، لن تستطيع عائلتيهما الاجتماع للتعرف إلى بعضهم البعض.

وتضمنت رواية سيرين لصديقتها تانيا تفاصيل كثيرة عن الصعوبات التي تواجهها للحفاظ على علاقتها بخطيبها أحمد، ومخاوف الاثنين من المستقبل.

ويتضمن الموقع العديد من التقارير المصورة التي عرض فيها أشخاص تجاربهم والصعوبات التي عاشوها أو لا زالوا يعيشونها.

فكما توجد قصص نجاح في الحب، يوجد الفشل أيضا، مهما اختلفت الشخصيات وتعددت الروايات، لأن أسباب عدم اللقاء بين المحبين واحدة في الأراضي الفلسطينية.

ومن بين القصص، ما رواه عامر، وهو شاب يسكن في غزة، وتعرف إلى فتاة من الضفة الغربية عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، فتحولت المعرفة إلى حب حقيقي ومن ثم إلى طلب للزواج.

إلا أن عامر لم يكن مدركا وقتها بأن هذا الحب سيواجه حقيقة واقعية حاليا رسمتها  رسمتها إسرائيل على أراض تجمع بين شعب واحد.

حاول عامر الذهاب إلى الضفة الغربية بعد موافقة أهل الفتاة على طلبه، غير أن جهوده باءت بالفشل، إذ لم يتمكن من الحصول على تصريح للمرور بمعبر "إيرز" وهو حاجز إسرائيلي يفصل بين غزة والضفة الغربية.

فكان الخيار الثاني، وهو اللقاء في الأردن، والخروج من غزة عبر معبر رفح الحدودي إلى مصر، والذي سيكلفه حوالي 3000 دولار، الأمر الذي يصعب تحقيقه لعدم توافر المال بحوزته.

وتأتي الفرصة الأخيرة باللقاء في شمال إفريقيا، حيث سافرت الفتاة للمشاركة في مشروع دراسي، وانتظرته شهرين على أمل حصوله على تأشيرة السفر، فما كان أمامها إلا العودة إلى الضفة الغربية حزينة، لأن الفيزا لم تصدر، جراء إغلاق معبر رفح.

وبعد مرور عامين على العلاقة، لم يستطع عامر الخروج من غزة، ولم يقبل أهل الفتاة بالسفر إليها ليتم اللقاء، فما كان أمامهما إلا الإنفصال.