CNN CNN

مصر: لا أبعاد سياسية وراء منع أمريكيين من السفر

الخميس ، 01 آذار/مارس 2012، آخر تحديث 01:00 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN)-- نفى السفير المصري لدى الولايات المتحدة الأمريكية، سامح شكري، وجود "أبعاد سياسية" وراء قرار منع عدد من الأمريكيين في منظمات المجتمع المدني من مغادرة مصر، في الوقت الذي نفت فيه الخارجية الأمريكية أن يكون لجوء ثلاثة أمريكيين إلى سفارة بلدهم بالقاهرة، محاولة للالتفاف على القوانين المصرية.

وقال السفير المصري إن القضاء المصري ينظر في نشاط بعض المنظمات الأمريكية العاملة في مصر، وأكد أن "القضاء المصري مشهود له بالنزاهة والحرفية والاستقلالية"، وأوضح أن عدم السماح لعدد من الأمريكيين العاملين في هذه المنظمات بمغادرة مصر، يرتبط بسير التحقيقات التي لم يفرغ منها القضاء بعد.

ولفت شكري إلى أنه على اتصال دائم مع كبار مسئولي الإدارة الأمريكية، للرد على استفساراتهم ولإيضاح الموقف المصري بالتأكيد على أن إجراءات عدم السماح بمغادرة هؤلاء الأمريكيين هو "إجراء قضائي بحت، يفرضه مسار التحقيقات الحالية، وبغض النظر عما إذا كان المواطن مصرياً أو أمريكياً أو حامل أي جنسية أخرى."

وقال السفير المصري، في تصريحات أوردها موقع "أخبار مصر" التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه لا يمكن إغفال حقيقة أن إحدى ثمار ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، إنما "ترتبط بإعلاء كلمة القانون وقدسيته، واستقلالية القضاء، فضلاً عن الفصل بين السلطات التنفيذية والقضائية."

وفيما يتعلق بمدير "المعهد الجمهوري" في مصر، سام لحود، نجل وزير النقل الأمريكي، راي لحود" الممنوع من مغادرة مصر، قال شكري إنه تلقى أكثر من اتصال من الوزير للاطمئنان على نجله، واستيضاح وضعه الحالي في القاهرة على ضوء هذه التطورات.

وأضاف السفير المصري أن الوزير لحود قد تحدث بشكل إيجابي مع وسائل الإعلام الأمريكية، مؤكداً أنه لا يستشعر أي نوع من الخطر أو الضيق أو التحامل ضد نجله في مصر، وأنه "يثق في أن الأمر ستتم معالجته في نطاقه الصحيح."

من جانبها، أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إلى "بعض الصعوبات" التي تواجه عدداً من الأمريكيين العاملين في المنظمات غير الحكومية في مصر، وقالت إن عدداً قليلاً من هؤلاء الذين لم يتمكنوا من مغادرة مصر، اختاروا البقاء في مجمع السفارة الأمريكية بالقاهرة، بانتظار السماح لهم بالسفر.

وقالت نولاند، في الموجز اليومي للخارجية الأمريكية الثلاثاء، إن هؤلاء الأمريكيين "ليسوا عرضة لخطر مادي، ولكن لديهم بعض القلق، ولذلك فقد دعتهم السفارة للإقامة بها"، إلا أنها شددت على قولها إنه "في هذه الحالة ليس من المتوقع من جانب أي من هؤلاء الأفراد، السعي إلى تجنب أي نوع من أنواع العمليات القضائية."

وأضافت أن "منظمات العمل المدني سعت إلى التعاون مع القضاء، وقد حضروا عندما تم طلبهم للاستجواب، والحكومة المصرية لديها جميع المعلومات الخاصة بهم، ولا يوجد أي جهد للالتفاف حول أي قوانين في مصر، وكل ما في الأمر أن هذه المجموعة ممنوعة من السفر، وقد تم اتخاذ قرار بقائهم في السفارة بناءً على ذلك."

ونقلت وسائل إعلام مصرية رسمية عن المتحدثة الأمريكية قولها: "نواصل العمل على حل هذه المسألة في أسرع وقت ممكن.. ولكننا بصراحة نعتقد أنه ينبغي السماح لهؤلاء الأفراد بمغادرة البلاد، وما كان لهذا الموقف أن يحدث لو أنه كان قد تم السماح لهم بمغادرة البلاد."

وكان الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، قد ذكر في وقت سابق أن ثلاثة أمريكيين، بينهم سام لحود، يتواجدون حالياً في سفارة بلادهم بالقاهرة، بعدما طلبوا اللجوء إليها لـ"شعورهم بالقلق على سلامتهم الشخصية"، إلا أنه تابع قائلاً: "نحن لسنا على علم بوجود خطر يتهددهم."

وكان لحود قد أشار، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إلى أن لا يشعر بالقلق على سلامته الجسدية، ولكنه أعرب عن مخاوفه حيال مستقبل العملية القضائية التي يخضع لها، مشيراً إلى أنه يواجه خيار السجن أو المحاكمة.

وتشير التقارير الصحفية المصرية إلى أن التحقيقات في قضية "الجمعيات الأهلية" قد اقتربت من نهايتها، وأن التوجه العام يميل إلى محاكمة الناشطين المشاركين فيها.