CNN CNN

الجزائر: إسلاميون يدافعون عن موقف أردوغان حيال فرنسا

الثلاثاء، 31 كانون الثاني/يناير 2012، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

الجزائر (CNN) -- ردت حركة "مجتمع السلم" الجزائرية المقربة من تيار الإخوان المسلمين على تصريحات رئيس وزراء البلاد، أحمد أويحيى، الذي دعا تركيا إلى عدم المتاجرة بدماء الجزائريين، بعد اتهامها فرنسا بارتكاب "إبادة جماعية" في الجزائر، فقالت إنها تشكر كل من يقف إلى جانب المطالب الشعبية بتجريم الاستعمار.

وقال رئيس الحركة، الشيخ أبو جرة سلطاني، الذي كان قد أعلن قبل أيام فك الارتباط مع أحزاب الحكومة دون سحب وزرائه منها إن قضية "تجريم الاستعمار" ليست قضية الحركة وحدها بل هي مطلب الشعب الجزائري لأنها صارت رأيا عاما، وفقاً لتصريحاته التي نقلها الموقع الرسمي للحركة.

ورأى سلطاني أن كل من يقف إلى جانب الجزائر لدعمها في هذا المطلب "نقول له شكرا لأننا نعتقد أن العالم اليوم بحاجة إلى أن يتعاون من أجل غلق الطريق على كل من مازال يفكر بعقلية الاستعمار أو له عقدة من الاستفادة بالتجارب الناجحة في العالم."

وكان رئيس الوزراء الجزائري قد قال السبت إنه يرفض "استغلال تركيا للاستعمار الفرنسي في الجزائر لأغراض سياسية خاصة في الجدل الذي أثاره قانون البرلمان الفرنسي حول قضية "الإبادة الأرمنية."

وقال أويحيى: "نقول لأصدقائنا (الأتراك) أن يكفوا عن المتاجرة باستعمار الجزائر.. لا يحق لأحد المتاجرة بدم الجزائريين،" وفقاً لوكالة الأنباء الجزائرية.

وهاجم أويحيى تركيا بالقول إنها صوت ضد القضية الجزائرية في المحافل الدولية ما بين 1954 و 1962، وأضاف أنها كانت عضوا في حلف الشمال الأطلسي خلال حرب الجزائر و لا تزال كذلك، وقد شاركت في تزويد فرنسا بالعتاد العسكري.

ووصف أويحيى المطالبة اليوم بقانون يجرم الاستعمار الفرنسي في الجزائر "بالورقة السياسية لا أكثر،" واعتبر أن مثل هذا الطلب "يمكن اعتباره إنكارا للقادة الجزائريين منذ 1962 لسبب بسيط هو أنهم لم يعدوا قانونا حول تجريم الاستعمار في الجزائر."

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد اتهم فرنسا في ديسمبر/كانون الأول الماضي بارتكاب "إبادة جماعية" في القرن الماضي خلال الحرب في الجزائر، في تصعيد للتوتر بين البلدين بعد تشريع فرنسي مثير للجدل من شأنه تجريم إنكار إبادة الأرمن في تركيا العثمانية.

وقال إردوغان خلال مؤتمر عقد في اسطنبول يوم الجمعة "في الجزائر، تعرض نحو 15 في المائة من السكان لمجزرة فرنسية اعتبارا من عام 1945، وهذه هي الإبادة الجماعية."

ومضى يقول "أحرقت (فرنسا) جزائريين بشكل جماعي في أفران.. استشهدوا بلا رحمة، وإذا كان الرئيس الفرنسي السيد (نيكولا) ساركوزي لا يعرف عن هذه الإبادة الجماعية، فإنه يجب ان نسأل والده بول ساركوزي الذي خدم كجندي في الفيلق الفرنسي في الجزائر."

يشار إلى أن قضية "تجريم الاستعمار" كانت مثار جدل كبير في البلاد منذ زمن، وترفض الحكومة مطالب داخلية باتخاذ خطوة على هذا الصعيد، الأمر الذي تفسره القوى الداعمة للخطوة بأنه ناتج عن الرغبة بعدم تصعيد الموقف مع باريس.