CNN CNN

موجة إضرابات تعم تونس وسط انطلاق الحوار الوطني

الأربعاء، 17 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 09:55 (GMT+0400)
 صورة أرشيفية لمواجهات بين قوات الأمن التونسية ومحتجين

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شهدت أنحاء مختلفة من تونس سلسلة إضرابات الثلاثاء، أصابت مناطق واسعة في ولايات قفصة وقابس بـ"الشلل"، فيما تم إحراق أحد المزارات الدينية في "منوبة"، في الوقت الذي انطلقت فيه أعمال مؤتمر "الحوار الوطني" بالعاصمة تونس.

وذكرت وكالة تونس أفريقيا للأنباء "وات" أن إضراباً عاماً شل معتمدية "القصر" في ولاية قفصة، وأشارت إلى أن الإضراب دعا له الاتحاد المحلي للشغل، ومكونات من المجتمع المدني.

ونقلت عن الكاتب العام المحلي للمنظمة الشغلية بمعتمدية القصر، نوفل حمادي، أن الإضراب يأتي "بعد عدم استجابة السلطات المحلية والجهوية والمركزية، للمطالب التي سبق للاتحاد المحلي للشغل أن أعلنها في لائحة له يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري."

وفي ولاية قابس، نفذ أهالي "وذرف" من معتمدية "المطوية"، إضراباً عاماً الثلاثاء، تسبب في تعطل كافة مظاهر النشاط بهذه المنطقة، باستثناء المؤسسات الصحية، وأشارت "وات" إلى أن الإضراب جاء "للتعبير عن رفض متساكني مدينة وذرف، لتركيز مصب الفوسفوجيبس بسبخة المخشرمة"، الموجودة بنفس المنطقة.

كما أشارت الوكالة الرسمية إلى تعرض "مقام السيدة المنوبية"، في منوبة إلى الحرق فجر الثلاثاء، حيث أتت النيران على جميع محتوياته، بما فيها التابوت.

وأضافت "وات"، في نبأ آخر، أن كاتب عام الفرع الجامعي "النقابي" للصحة بولاية صفاقس، عادل الزواغي، لوح بتنظيم إضراب لأعوان القطاعين العام والخاص عن العمل، يومي 22 و23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

واعتبر الزواغي، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، مساء الاثنين، أن قرار الإضراب سيكون نافذا،ً إذا لم يتم الاتفاق حول المطالب الأساسية، خلال الجلسة الصلحية، المقرر عقدها الثلاثاء، بمقر الولاية.

من جانب آخر، شدد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، على أن مبادرة الاتحاد بالدعوة إلى حوار وطني "لا تعوض بأي شكل من الأشكال، السلطة الدستورية القائمة، التي تبقى وحدها صاحبة القرار، ومصدر الشرعية الوحيد في المرحلة الانتقالية."

وقال العباسي، كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الحوار الوطني، التي انطلقت صباح الثلاثاء بقصر المؤتمرات بالعاصمة تونس، تحت شعار "المؤتمر الوطني للحوار دعامة للوحدة الوطنية"، إن هذه المبادرة تعود حسب تقديره إلى  "ما لوحظ من تراجع مخيف للتوافق بين الأطراف السياسية، ومكونات والمجتمع المدني، وطبيعة المرحلة الانتقالية، وآليات الانتقال الديمقراطي."

وأبرز المسؤول التونسي أن "التأسيس لثقافة جديدة للحوار الوطني، يستوجب الاهتداء إلى آليات تضمن استمراريتها، في ظل أطر يحدد هذا المؤتمر تركيبتها، ودورية اجتماعاتها"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.

وأضاف قوله: "ما أحوجنا الآن إلى أن نجلس على طاولة الحوار، ومصلحة البلاد نصب أعيننا، ليعترف كل طرف منا بأهمية الآخر، في ترتيب البيت التونسي، حتى يتسنى لكل التونسيين أن ينعموا بحد أدنى من الأمن والحرية والكرامة والعيش الكريم."

إلا أن العباسي أعرب عن  "أسفه" لغياب حزبي "النهضة" و"المؤتمر من أجل الجمهورية" عن المؤتمر الوطني.

من جهته، اعتبر رئيس الجمهورية "المؤقت"، محمد المنصف المرزوقي، أن "ما يثلج الصدر، أن ملامح الوفاق السياسي بدأت تلوح  في الأفق بكل وضوح، سواء في ما يتعلق بالنظام السياسي المقبل، أو الاستحقاقات الانتخابية، أو الهيئات الوطنية"، على حد تعبيره.