CNN CNN

مطار القاهرة: الجيزاوي اجتاز التفتيش بمصر دون مشاكل

الخميس ، 26 نيسان/ابريل 2012، آخر تحديث 10:04 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولي إن المحامي المصري أحمد الجيزاوي، الذي أوقفته السعودية بتهمة محاولة إدخال الآلاف من الأقراص الممنوعة إلى أراضيها، غادر مع زوجته مطار القاهرة الدولي "دون مشاكل،" وشككت بالإشارة السعودية إلى الأقراص المخبأة بالحقائب والملابس قائلة إنها ذلك "يتنافى مع الإجراءات التفتيشية بمطار القاهرة."

ونقل التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط قولها إن مصادر أمنية في مطار القاهرة أشارت إلى أن الجيزاوي "غادر القاهرة بصحبة زوجته إلى الأراضي المقدسة عبر مطار القاهرة الدولي وأقلعت طائرتهما دون أي مشاكل في إنهاء الإجراءات مثل أي راكب آخر في الرحلة."

وأضافت: "وقالت المصادر أن حديث السلطات السعودية عن ضبط الجيزاوي بمطار جدة وبحوزته كمية كبيرة من الاقراص المخدرة بين طيات ملابسه وداخل حقائبه، يتنافى مع الإجراءات التفتيشية بمطار القاهرة التي تقوم بفحص كافة حقائب الركاب على جهاز كشف الحقائب الموجود على كل بوابات السفر بالمطار."

ولفتت المصادر المصرية إلى أنه "إذا كان قد تبين أن الجيزاوي يحمل أي أقراص مخدرة لتم اتخاذ الإجراءات القانونية معه وإلغاء سفره وإحالته إلى النيابة، وهو الإجراء المتبع في هذه الحالات،" مشددة على أن إجراءات التأمين بالمطار "تمكنت خلال الفترة الأخيرة من إحباط أكثر من محاولة تهريب أقراص مخدرة إلى مختلف الدول وليس السعودية فقط، وتم إحالة المهربين إلى النيابة."

ويتواصل الجدل حول قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي، الموقوف في السعودية، إذ نفت السلطات السعودية توقفيه لوجود قضية سابقة بحقه على خلفيات سياسية كما قالت عائلته، مشيرة إلى أن قيد الاحتجاز بتهمة إدخال آلاف الأقراص المحظورة، الأمر الذي رفضته زوجة الجيزاوي التي رأت أن القضية تخضع لاعتبارات سياسية، وإن كانت لم تنف إمكانية حيازة زوجها لبعض علب "الأدوية."

وكانت CNN قد تلقت رسالة توضيحية من الداخلية السعودية، تشير إلى أن جمارك مطار الملك عبدالعزيز ضبطت في أمتعة الجيزاوي، واسمه في جواز السفر أحمد محمد السيد، عند وصوله إلى جدة 21 ألفاً و380 قرص كزانكس المحظور تداولها أو تعاطيها إلا بوصفه طبية.

وأضافت الداخلية أن الكمية "مخفية في ثمان علب حليب وثلاث علب تستخدم لحفظ المصحف الكريم."

من جانبه، نقل موقع التلفزيون المصري "أخبار مصر" عن السفير السعودي الدائم أحمد عبدالعزيز قطان، المندوب الدائم بجامعة الدول العربية، أنه لم يصدر بالمملكة أي حكم بسجن أو جلد المواطن المصري أحمد الجيزاوي مشدداً على أن القصة مختلقة بالكامل."

وأشار قطان إلى أن قوانين المملكة "لا تجيز محاسبة شخص غير سعودي على أي أعمال ارتكبها خارج أراضيها، وكان بإمكان المملكة وضع اسمه بقوائم الممنوعين من الدخول لو كانت ترغب في الحيلولة دون دخوله إليها،" وذلك رداً على ما قالته أوساط الجيزاوي حول اعتقاله بسبب رفعه قضية في مصر ضد الرياض وحكومتها على خلفية توقيف مصريين بتهم مختلفة في السعودية.

من جهة ثانية، نقل التلفزيون المصري أيضاً أن المرشح الرئاسي، عمرو موسى، تلقى اتصالا هاتفيا الثلاثاء من الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي لتوضيح ملابسات قضية الجيزاوي.

غير أن هذا الخبر زاد التضارب في المعلومات، إذ جاء فيه أن الأمير سعود الفيصل أطلع موسى إلى أن التحقيقات "توصلت إلى إدانة الجيزاوي بأنه تم ضبط 180 ألف قرص مخدر داخل علب حليب مجفف بحوزته مما يعرضه للسجن والجلد،" وهو ما يتضارب لجهة كمية الأقراص ونوعها مع بيان الداخلية.

وبحسب الخبر نفسه ، فقد طالب موسى "بإنهاء القضية بأسرع ما يمكن وقد وعده الأمير سعود بحل الموضوع في القريب العاجل، وجرت مناقشات مطوله بين الأمير السعودي والمرشح الرئاسي الذي طالب بإيقاف العقوبة ووعد وزير الخارجية السعودي بمتابعة الموقف."

أما الخارجية المصرية، فقد قالت على لسان الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسمها، بأن السفارة المصرية في الرياض والقنصلية المصرية في جدة "تجريان اتصالات عاجلة ومكثفة مع السلطات السعودية المعنية بقضية المواطن المصري أحمد الجيزاوي المحتجز على ذمة اتهامه بجلب أقراص مخدرة إلى المملكة."

وأوضح المتحدث في بيان صحفي الأربعاء أن القنصل ماهر المهدي "توجه لمقابلة الجيزاوى والتعرف على أوضاعه واحتياجاته وتقديم الدعم القانوني له، وأكد أن بعثات مصر الدبلوماسية بالخارج ملزمة وملتزمة بتقديم المساعدة والدعم القانوني لأي مواطن مصري يواجه أي مشكلة قانونية خارج مصر، بغض النظر عن أية اعتبارات تحيط بقضيته."

من جانبها، قالت شاهندة جيزاوي، زوجة المحامي المصري الموقوف، والتي كانت برفقته عند وصوله لمطار جدة، إن السلطات السعودية اعتقلت زوجها دون التطلع لحقائبه، وبمجرد وصوله إلى مكاتب الجوازات والتعرف على هويته.

وقالت الجيزاوي، في اتصال مع CNN بالعربية من مكان وجودها الحالي بالسعودية: "لقد تم توقيف زوجي خارج منطقة الحقائب وبمجرد أن قدم جواز سفره عندما اتضح أن اسمه هو ضمن قوائم المطلوبين، أما ما جاء في البيانات الرسمية فهي محاولة لتشويه صورته وسمعته."

وقالت الجيزاوي إن الحقائب التي كانت تصطحبها مع زوجها "صغيرة جداً وأقل حتى من الوزن المسموح به ولا يعقل أن يكون فيها كل هذه الكميات من الحبوب،" وكشفت أن القنصل المصري اتصل بها ووعدها بترتيب زيارة لها لزوجها في السجن الخميس.

أما على المستوى القانوني، فقالت الجيزاوي إن السفارة مازالت بصدد "الإطلاع على أوراق القضية لمعرفة الموقف منها،" أما هي فتواصل التحرك برفقة فوج العمرة الذي كان يضمها مع زوجها، مع تأكيدات ذكرت أنها حصلت عليها من السفارة المصرية تفيد بإمكانية مغادرتها السعودية دون مشاكل بموعد عودة الفوج في بـ28 نيسان/أبريل الجاري.

ولدى سؤالها حول ما إذا كان زوجها يحمل معه أي دواء مخالف للقوانين السعودية قالت الجيزاوي: "أنا طبيبة وأعرف جيداً الفارق بين المخدرات والأدوية، الكزانكس مخصص لمعالجة القلق، وربما كان زوجي يحمل معه علبة أو علبتين من تلك الحبوب للاستخدام الطبي الخاص خلال فترة وجوده بالسعودية."

يشار إلى أن كما قضية الجيزاوي وجدت طريقها إلى البرلمان المصري، بعدما تقدم عدد من النواب ببيان عاجل، إلى لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس لشعب، للتدخل لمعرفة ملابسات الحادث، وحماية كرامة المصريين في الخارج. (التفاصيل.)