CNN CNN

تونس: تنديد بهجمات لمتشددين على محال بيع الخمور

الأحد، 10 حزيران/يونيو 2012، آخر تحديث 17:00 (GMT+0400)

تونس (CNN) -- ندد حزب التكتل الديمقراطي، أحد أحزاب التحالف الحاكم في تونس، بالأحداث التي تشهدها مناطق في البلاد بسبب الصدامات مع عناصر متشددة تحاول إغلاق الحانات ومحال بيع الخمور في البلاد، مطالباً بـ"التصدي" لتلك الفئات، وذلك بعد إعلان وزير العدل في الحكومة التي يقودها حزب النهضة الإسلامي، أن الفسحة التي كانت معطاة للتيار السلفي قد انتهت.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن حزب التكتل الذي يقوده مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي، قوله الثلاثاء إن يشعر بـ"قلق عميق،" بسبب الأحداث التي جرت بكل من سيدي بوزيد والقيروان وسوسة، معتبرا أن "مثل هذه الممارسات الخطيرة .. عمل معاد للثورة التي نادت بالحرية وبدولة القانون والكرامة."

ودعا حزب التكتل في البيان المجتمع المدني وكل الأطراف الفاعلة في البلاد إلى "ملازمة اليقظة والوقوف ضد هذه الانتهاكات المعادية للحريات الفردية والعامة والتي تهدد توازن المجتمع واستقرار البلاد."

كما طالب الدوائر المسؤولة والسلطات المحلية والعامة بـ"التصدي لهذه الفئات" التي وصفها البيان بأنها "لا تؤمن بمؤسسات الدولة ولا تعترف بالقوانين ولا بحقوق من يخالفهم الرأي ..  وأصبحت تدوس باستمرار كل مقومات التعايش المدني المتحضر،" على حد تعبيره.

وبحسب الوكالة التونسية، فإن مدينة سيدي بوزيد، التي شهدت اندلاع ما يعرف بـ"ثورة الياسمين" التي أطاحت بحكم الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، كانت شهدت مساء السبت صدامات بين عدد من الشبان المنتمين إلى التيار السلفي وبين باعة خمور تطورت إلى تبادل للعنف وأعمال تخريب.

ومن جانبها شهدت مدينة القيروان صباح الأحد تجمعا ضخما لأنصار السلفية الجهادية الذين توافدوا من مختلف جهات الجمهورية للتعبير عن مساندتهم لما وصفوه بـ"نصرة الشريعة الإسلامية،" بينما عاشت مدينة سوسة السبت الماضي اشتباكات بين تيارين متشددين، خلفت عددا من الجرحى.

وكانت إذاعة "اكسبرس أف أم" التونسية قد أجرت مقابلة مع وزير العدل في الحكومة التونسية، نور الدين البحيري، قال خلالها إن ما جرى في سيدي بوزيد يخضع للبحث حالياً، رافضاً وجود ما وصفها بـ"الدولة داخل الدولة،" واصفاً الهجمات على باعة الخمر بأنها "تجاوز للخطر الأحمر سيعاقب عليه بشدة."

وبحسب ما أوردته الإذاعة على موقعها الإلكتروني، فقد قال البحيري إن "الفسحة" التي كانت معطاة للتيار السلفي في البلاد "انتهت" على حد تعبيره.

يشار إلى أن تونس تشهد منذ أشهر تطورات على صلة بملف الحريات الذي بات مصدر قلق للبعض بسبب تمدد القوى الإسلامية في البلاد.

ويقود البلاد حالياً تحالف سياسي يضم أحزاب التكتل والنهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية، ويؤكد حزب النهضة على رفضه المس بالحريات في البلاد، وينأى بنفسه عن التيارات المتشددة، وقد سبق له أن امتنع عن تعديل الدستور بشكل يعتبر الإسلام المصدر الوحيد للتشريع، غير أن المعارضة العلمانية في البلاد تشكك بنواياه على هذا الصعيد.