CNN CNN

الطيبي: نتنياهو بات "ملكاً" وسنحجب عنه الثقة

الجمعة، 25 أيار/مايو 2012، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)

القدس (CNN) -- علق النائب العربي في الكنيست، أحمد الطيبي، على خبر التحالف الحكومي الجديد في إسرائيل بالقول إنه سيجعل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو "ملكاً" على البلاد، واعتبر أن حزب كاديما قبل الصفقة بسبب نتائجه المخيبة باستطلاعات الرأي، وأكد رفض النواب العرب منح الثقة للحكومة الجديدة التي بدا متشائماً من انعكاسات عملها الممكنة على الوسط العربي وتعميمها الخدمة العسكرية.

وقال الطيبي، الذي يرأس الحركة العربية للتغيير، في اتصال مع CNN بالعربية: "هذه الصفقة بين نتنياهو ورئيس حزب كاديما، شاؤول موفاز هي قمة السخرية السياسية وعدم المصداقية والتلون، وهو أمر بات صفة أساسية للسياسة الإسرائيلية، فموفاز الذي كال الشتائم لنتنياهو زحف نحو الانضمام إلى حكومته بسبب النتائج الكارثية التي أظهرها حزبه في استطلاعات الرأي."

ولدى سؤاله عن إمكانية استفادة العرب في إسرائيل من وجود حزب كاديما المحسوب على التيار الوسطي قال الطيبي: "كاديما ليس قوة وسطية ولن تستفيد الشرائح العربية منه في البرلمان، فعندما كان هذا الحزب في المعارضة لم يرفض أي طروحات متشددة قدمتها الحكومة، وعندما كان هو في الحكم شن الحروب في غزة ولبنان."

وتابع الطيبي: "هذا التحالف يسوق نتنياهو كي يصبح ملكاً على إسرائيل بدعم من 94 نائباً، وهم سيعملون على تمرير ميزانية كارثية وستكون لها تداعيات سلبية على الفئات الفقيرة وعلى العرب في الداخل، كما سيعتمدون قانون تعميم الخدمة العسكرية ودفع العرب إلى الخدمة المدنية."

وحول سبب التحالف بين الجانبين قال الطيبي: "موفاز يدرك بأن استطلاعات الرأي تظهر بأن حصة حزبه ستتراجع من 28 نائباً إلى عشرة نواب فقط، ما جعله يرتعب من فرضية الذهاب نحو انتخابات مبكرة، أما نتيناهو، فقد أراد توجيه ضربة لحليفة أفيغدور ليبرمان لإظهار أنه هو المبادر في قضية قانون الخدمة الإلزامية."

وحول سبب التحالف بين الجانبين قال الطيبي: "موفاز يدرك بأن استطلاعات الرأي تظهر بأن حصة حزبه ستتراجع من 28 نائباً إلى عشر نواب فقط، ما جعله يرتعب من فرضية الذهاب نحو انتخابات مبكرة، أما نتيناهو، فقد أراد توجيه ضربة لحليفة أفيغدور ليبرمان لإظهار أنه هو المبادر في قضية قانون الخدمة الإلزامية."

وعن انعكاسات تشكيل الحكومة الجديدة على ملف التعامل مع إيران قال الطيبي: "بالنسبة لإيران فالموضوع سيحتل بالتأكيد مرتبة متقدمة على طاولة البحث بين نتنياهو وموفاز، ولا أعرف ما إذا كان هذا التحالف سيدفع باتجاه التصعيد أم التروي لأن موفاز كانت له مواقف مغايرة لنتنياهو بهذا الملف."

وأكد الطيبي أن الكتل العربية الثلاث الموجودة في الكنسيت، والتي تضم 11 نائباً، اتفقت جميعها على التصويت بعدم منح الثقة للحكومة الجديدة.

وكانت الساحة السياسية الإسرائيلية قد شهدت تطورات مفاجئة ومتسارعة خلال الساعات الماضية، فبعد الحديث عن توجه نتنياهو، نحو الدعوة لانتخابات جديدة جرى الإعلان فجراً عن التوصل إلى اتفاق يقضي بتوسيع الحكومة الحالية، من خلال ضم حزب "كاديما" المعارض.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن نتانياهو توصل مع رئيس حزب كاديما، شاؤول موفاز، إلى الاتفاق بهذا الشأن خلال اتصالات سرية جرت بينهما في الأيام الأخيرة بعيداً عن وسائل الإعلام، مشيرة إلى أنه قد جرى طرح الاتفاق على جدول أعمال الكنيست (البرلمان) صباح الثلاثاء تمهيداً لاعتماده خلال 48 ساعة.

وسيتم تعيين موفاز نائباً أول لرئيس الوزراء ووزيراً بدون حقيبة إلى جانب انضمامه إلى جميع اللجان الوزارية المهمة، كما سيتولى نواب كاديما رئاسة لجنتي الخارجية والأمن والاقتصاد البرلمانيتين.

وينص الاتفاق بين الكتلتيْن أيضاً على استبدال (قانون تال) الذي يعفي الشبان اليهود المتشددين دينياً (الحريديم) من الخدمة العسكرية بقانون جديد بالإضافة إلى ضمان تشريع قانون الميزانية العامة للسنة القادمة وطرح مشروع قانون بتعديل النظام الانتخابي حتى أواخر العام الجاري ما يعني أن الانتخابات المقبلة المزمعة بعد حوالي عام ونصف ستجرَى بناء على النظام الجديد.

وبحسب الإذاعة، فقد تعهد حزب كاديما بموجب الاتفاق بعدم الانسحاب من الائتلاف حتى انتهاء ولاية الكنيست الحالي. كما جرى الاتفاق على السعي لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بالإضافة إلى تفاهمات ثنائية في قضايا اقتصادية واجتماعية مختلفة.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أن أحزاب المعارضة انتقدت بشدة الاتفاق بين الليكود وكاديما. إذ قالت رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش، إن الاتفاق يشكل "التواء سياسياً يثير السخرية بصورة غير مسبوقة في تاريخ الدولة." بينما وصفه النائب العمالي يتسحاق هرتسوغ بـ"تحالف الجبناء" متعهداً بالعمل من أجل إسقاطه.

ويرى محللون أن الاتفاق الحالي سيؤمن لنتنياهو غالبية مريحة في البرلمان، كما سيرفع عنه عبء المطالب المتعددة للأحزاب اليمينية الصغيرة التي كان يتحالف معها.

كما يتوقع أن ينعكس التحالف الجديد على الموقع مع إيران، فرغم قلق موفاز من ملف طهران النووي، إلا أنه ليس من المتحمسين لاستهدافها بضربة عسكرية منفردة.