CNN CNN

موسكو لا تشترط بقاء الأسد بالسلطة والمعارضة تخشى الفيتو

الاثنين، 27 شباط/فبراير 2012، آخر تحديث 19:00 (GMT+0400)

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قالت أوساط المجلس الوطني السوري المعارض إن روسيا تهدد بشكل حقيقي باستخدام "الفيتو" ضد مشروع قرار بمجلس الأمن حول سوريا، بينما قال وزير خارجية موسكو، سيرغي لافروف، إن بلاده لا تشترط بقاء الرئيس بشار الأسد بالسلطة، ولكنها تريد حصول حل سوري للأزمة التي شخصتها الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، بالقول إن النظام يتكون من أقلية صغيرة تهاجم غالبية السوريين.

وكتب رضوان زيادة، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري على صفحة المجلس الرسمية قائلاً: "اليوم كانت لنا ضمن وفد المجلس الوطني لقاءات مكثفة مع مندوبي الدول الدائمين في مجلس الأمن حيث التقينا مع المندوب الروسي السفير (فيتالي) شوركين ثم السفيرة الأمريكية (سوزان) رايس بعدها مع السفيرين البريطاني والفرنسي في محاولة للضغط لإمرار مشروع القرار."

وتابع بالقول: "للأسف لا استطيع القول أنني متفائل كثيرا فهناك تهديد روسي حقيقي باستخدام الفيتو بالرغم مما يجري من مجازر يومية في ريف دمشق وخاصة رنكوس وحمص وحماة."

وأعرب زيادة عن أمله في أن تكون جلسة مجلس الأمن المرتقبة بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم،: "فرصة أخيرة للضغط على روسيا لتغيير موقفها."

وتوقع زيادة أن يجتمع سفراء الدول المشاركة في مجلس الأمن الأربعاء لإجراء المباحثات النهائية حول الملف، على أن يصار إلى التصويت الخميس أو الجمعة، وأضاف: "نريد التصويت هذا الأسبوع بكل الأشكال لأن روسيا تتعرض لأكبر ضغوط وبعدها إذا ما استمرت روسيا في موقفها في استخدام الفيتو لن يكون لنا إلا أن ننزع نظامنا المجرم بأيدينا ووحدنا."

من جهتها، نقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن بلاده لا تشترط بقاء الأسد لحل الأزمة في سوريا، وأوضح: "لم نقل في أي وقت وفي أي مكان إن بقاء الأسد في الحكم شرط لحل الأزمة، وإنما قلنا إن الحل يجب أن يكون سوريا وأن كافة الأطراف والمجموعات السورية يجب أن تجلس على طاولة المحادثات وتتوصل إلى اتفاق وتحدد مَن يرحل ومَن يأتي."

ونفى لافروف صحة ما يقال من أن روسيا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد دعما غير مشروط، ونقل مراسل الوكالة عن الوزير الروسي قوله "لسنا أصدقاء وحلفاء الرئيس الأسد."

وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إن مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن حول سوريا يشكل: "دعوى إلى الحكومة السورية للالتزام بتعهداتها ووقف العنف وسحب أسلحتها الثقيلة من المناطق السكنية والسماح بحرية الحركة للمراقبين وإطلاق المعتقلين السياسيين."

وأضافت نولاند: "هذا النظام مكون من أقلية صغيرة تقوم الآن بمهاجمة غالبية السوريين، إنه نظام يتحمل مسؤولية العنف."

وتتواصل المشاورات في مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار يدعو الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى التنحي عن السلطة، على خلفية حملة القمع التي تشنها القوات المولية له ضد المعارضة، في حين شنت دمشق حملة انتقادات ضد الولايات المتحدة والغرب، طالت أيضاً بعض الدول العربية، قالت إنها تنتهج سياسات "عدائية" ضد سوريا.

ومن المقرر أن يستمع المجلس التابع للأمم المتحدة الثلاثاء، إلى تقرير من الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، حول تطورات الوضع الراهن في سوريا، في ضوء ما كشفت عنه بعثة المراقبين التي أوفدتها الجامعة إلى الدول العربية، التي تشهد احتجاجات متواصلة ضد نظام الأسد، منذ أكثر من 10 شهور، تصاعدت مؤخراً بشكل ينذر بحدوث "حرب أهلية."

ويواصل أعضاء مجلس الأمن مشاوراتهم حول مشروع قرار تقدمت به المغرب، يستند إلى مبادرة طرحتها جامعة الدول العربية مؤخراً، لإنهاء الأزمة السورية، تتضمن دعوة الرئيس الأسد للتخلي عن السلطة، وتسليم صلاحيات لنائبه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال ثلاث شهور، وهي الدعوة التي قالت دمشق إنها تأتي ضمن "مؤامرة خارجية" ضد سوريا.

وأكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، دعم واشنطن "القوي" لمشروع القرار، وشددت على أهمية دعم مجلس الأمن لخطة الجامعة العربية، وأعربت عن تطلعها إلى انعقاد جلسة المجلس الثلاثاء بحضور الأمين العام للجامعة، ووزيري خارجية الولايات المتحدة، هيلاري كلينتون، وقطر الشيخ حمد بن جاسم، وعدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء.

وفي العاصمة السورية دمشق، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين بأن "عدائية التصريحات الأمريكية والغربية تتزايد بشكل فاضح ضد سوريا، والتي لا يمكن لأحد ربطها بعد الآن بالعملية الإصلاحية الجارية فيها، والتي لطالما ادعت أمريكا وأتباعها الحرص عليها"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا."

وتابع المصدر أن "هذه التصريحات المتصاعدة، تتوازى مع الضربات القاسية التي تتلقاها المجموعات الإرهابية المسلحة"، وهو الوصف الذي تطلقه الحكومة السورية على المناوئين لنظام الأسد، "كما تتزامن مع الجلسة المرتقبة لمجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء، والتي تعول عليها أمريكا وأتباعها لاستهداف سوريا، وخلق صورة مغايرة لواقع الأزمة السورية، وخصوصاً بعد حملة التشكيك والضخ الإعلامي السلبي، التي وجهها بعض العرب لعمل فريق المراقبين التابع للجامعة العربية."

وأضاف المصدر: "لا نستغرب من غياب الحكمة والعقلانية لهذه التصريحات، ونأسف أنها مازالت تصدر من دول اعتادت أن تجعل من الشرق الأوسط ساحة لحماقاتها وتجاربها الفاشلة، ونؤكد أن سوريا المتجددة، التي تدافع اليوم عن نفسها ضد الإرهاب وستستمر.. ستكون الاستثناء الذي أسقط في السابق، وسيسقط اليوم، سياسات الفوضى التي تعتمدها هذه الدول."