CNN CNN

"أصدقاء سوريا" يعترفون بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 01:53 (GMT+0400)

دمشق، سوريا (CNN) -- اعترف المجتمع الدولي، في ختام اجتماع "أصدقاء سوريا" الذي عقد في إسطنبول، بالمجلس الوطني السوري المعارض باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري، لكنه لم يشر إلى فقدان حكومة الرئيس بشار الأسد للصلاحية.

وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، افتتح المؤتمر بخطاب قوي الأحد، اتهم فيه النظام السوري بالامتناع عن تطبيق المبادرات الدولية، كما انتقد المجتمع الدولي لفشله بوقف العنف، وحض على قبول "حق الدفاع عن النفس" بوجه النظام وتعهد برفض أي مبادرة لا تقبل ببقاء النظام، بينما طالبت قطر والمعارضة السورية بمناطق آمنة وبمساعدات عاجلة.

وقال أردوغان، في الكلمة التي ألقاها بحضور ممثلين عن أكثر من 60 دولية ومنظمة إن على المجتمع الدولي "وضع آليات صريحة لمساعدة الشعب السوري، كما رفض منح النظام السوري "إمكانية استثمار الوقت،" وحض المعارضة السورية على التعامل مع بعضها البعض بشكل متناسق.

واعتبر أردوغان أن وظيفة المجتمع الدولي أن يقول للنظام السوري "توقف يكفي،" وأضاف: "إذا فقد مجلس الأمن القدرة على قول هذه الكلمة فهذا يعني أننا خذلنا الشعب السوري."

وتابع قائلاً: "بكل ثقة أقول أن النظام السوري يقف بوجه السوريين ويدمر المدن ويستخدم قوة مفرطة ودون رحمة، ويجب على النظام الدولي أن يقول له قف، ولكن النظام الدولي يقف أمام هذا النظام عاجزاً عن قول ذلك."

ورفض أردوغان "النظر إلى التوازنات  الدولية والسياسية في سوريا،" متهماً النظام السوري بشن حرب على شعبه "يستخدم فيها أحدث الأجهزة والأسلحة الثقيلة،" وانتقد المجتمع الدولي الذي قال إنه "يفكر بالبترول والمكاسب المادية" ما سبب فشله في حماية الشعوب الأفريقية، في إشارة إلى التردد الدولي بالتدخل في سوريا بسبب غياب الثروات الطبيعية فيها.

وأكد رئيس الوزراء التركي رفضه عدم وقوف المجتمع الدولي بوجه النظام السوري، ودعا الدول المجتمعة إلى "توجيه رسالة واضحة للنظام السوري أن لا يمكن أن ندعم جهود تهدف لبقاء نظام يظلم، لدينا مسؤولية موحدة حيال شعب سوريا والمجلس الوطني وعلينا دعمه ونحن نؤمن أن بوسعه إنشاء حكومة انتقالية ديمقراطية في سوريا."

وأشاد أردوغان بوثيقة المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني، واعتبر أن الوثيقة الصادرة عنه مؤخراً: "قادرة على حماية الأقليات وبناء دولة،" كما حذر من أن فشل مجلس الأمن في القيام بالتزاماته سيجعل المجتمع الدولي أمام خيار إلزامي "بقبول حق السوريين بالدفاع عن أنفسهم،" على حد تعبيره.

واتهم أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بأنه امتنع عن تنفيذ أي وعد قطعه للمندوب العربي والدولي، كوفي عنان، مشيراً إلى أن سفك الدماء "ما زال مستمرا" في سوريا.

الشيخ حمد بن جاسم

من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم: "لا بد من التصدي لمآسي الشعب السوري، وضمان وصول مساعدات وتسهيل الانتقال نحو نظام سياسي تعددي يضمن المساواة."

وحض الشيخ حمد على "تحديد وقت واضح لمبادرة عنان فلا يجوز استمرار القتل بينما يتحدث النظام مع المبعوث الدولي عن السلام،" واعتبر أن إعطاء الفرصة وإطالة أمد الوضع في سوريا "ليسا في مصلحة أحد،" وطالب المسؤول القطري بإقامة مناطق آمنة وتقديم المساعدات وزيادة الضغط على النظام السوري وإرسال قوات حفظ سلام.

نبيل العربي

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن على المؤتمر "دعم مبادرة عنان،" وشدد على ضرورة وقف أعمال العنف فوراً.

وقال العربي: "لا يؤمل أن نجتمع بتونس ثم بتركيا ثم بفرنسا وتجتمع القمة العربية وتصدر بيانات عن مجلس الأمن لوقف العنف ويستمر القتل وتنزلق الأمور إلى ما يشبه الحرب الأهلية."

برهان غليون  
من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني السوري، أكبر ممثل للمعارضة، إن الشعب السوري "قدم التضحيات والدماء على طريق الحرية والكرامة وفي سبيل إسقاط نظام فاشي، وانتقد الواقع السياسي الدولي قائلاً: "الوفاء لدماء شعبنا يقتضيان مني مصارحتكم بان المحصلة السياسية العربية والدولية ليست بمستوى تصعيد النظام بل لا أبالغ إن قلت إن تلك المحصلة شجعت النظام على الإمعان بقتل الشعب وتحويل ذلك إلى انتصار مزعوم."

واتهم غليون النظام السوري بالحصول على مساعدات من الخارج من دول تشجعه على مواصلة السير بالخيار العسكري، كما انتقد المواقف الأخيرة، وبعضها صدر عن عواصم غربية، حول التخوف من "الإرهاب" بسوريا قائلاً: "نحن نقول إن بقاء النظام هو الإرهاب بعينه بينما الديمقراطية التي ننادي بها هي عدو الإرهاب."

ورأى غليون أن الثورة السورية "تواجه تحديات خطيرة بعد رفض النظام أي مبادرة تمكن الشعب السوري من حقوقه وحرياته وبعد أن قرر استخدام كل وسائل العنف ضد الحراك الذي سيدفع بالنظام إلى نهايته الحتمية وهو يستفيد من الانقسام الدولي لتدمير المدن."

وقرأ غليون أمام المجتمعين عدة بنود من وثيقة المعارضة الأخيرة، منها ما يشير إلى دعم الحراك السياسي السلمي والسعي لتوحيد الجيش الحر، ليعلن التكفل بتخصيص مرتبات لجميع الضباط والجنود وثالثا العمل على حشد الدعم الدولي.

كما قرأ ما يتعلق بتشكيل حكومة انتقالية ومجلس تأسيسي يقوم بوضع دستور ديمقراطي والاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية.

وختم غليون بالقول: "نريد مساعدات عاجلة ومناطق آمنة ومساعدة الجيش الحر والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري والتزام دولي بإعادة إعمار سوريا بعد سقوط النظام المحتم، النظام السوري سيسقط حتماً فلا تطيلوا زمن المأساة."

هيلاري كلينتون

من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، لحظة انعقاد المؤتمر بأنها "ملحة بالنسبة لسوريا والمنطقة،" مضيفة أنه بعد أسبوع من طرح مبادرة عنان فإن نظام الأسد الذي وعد بتطبيقها لم يقم إلا بإضافة بند جديد على قائمة التعهدات التي وعد بها دون أن ينفذها لجهة وقف إطلاق النار وسحب القوات المسلحة من المدن والسماح بالتظاهر ودخول الصحافة والمساعدات.

وأضافت الوزيرة الأمريكية: "عوض الانسحاب، شنت قوات الأسد عمليات جديدة في مدن وبلدات سوريا، بما في ذلك عمليات في محافظتي حلب وإدلب، وعوض إدخال المساعدات الإنسانية شددت القوات الحكومية من حصارها على أحياء في حمص ومناطق أخرى."

ودعت كلينتون العالم إلى "الحكم على الأسد بموجب الأفعال لا الأقوال،" مضيفة أن المجتمع الدولي "لا يمكنه الاكتفاء بالانتظار لفترة أطول،" طالبة تحديد جدول زمني لمهمة عنان بالتزامن مع قيام الدول المشاركة في المؤتمر بدعم المعارضة السورية "في طريقها لتحقيق انتقال ديمقراطي ومنظم يحفظ سلامة الدول السورية ومؤسساتها."

وكشفت كلينتون عن تشكيل لجنة دولية للإشراف على تطبيق العقوبات المفروضة على سوريا وأضافت: "علينا مواصلة عزل هذا النظام وقطع طريق التمويل عليه وخنق قدرته على شن حرب ضد شبعه."

وتابعت بالقول: "رسالتنا واضحة لأولئك الذين يوجهون الأوامر وللذين يطبقونها.. توقفوا عن قتل شعبكم أو ستواجهون تداعيات جدية. شعبكم لن ينسى، وكذلك المجتمع الدولي."

وأعادت كلينتون التشديد على الموقف الأمريكي لجهة ضرورة تنحي الأسد والسماح للسوريين بتحديد مصيرهم، ووعدت بتقديم أجهزة اتصال للناشطين بهدف مساعدتهم على الاتصال.

وكانت مصادر المعارضة السورية قد أشارت إلى مقتل 65 شخصاً في مختلف أنحاء البلاد السبت، منهم عشرة من عناصر الجيش المنشق، كما أكدته لجان التنسيق المحلية.

واستبقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون مؤتمر اسطنبول لتقول لـ CNN إن الدول الصديقة لسوريا "ستناقش الطرق المتاحة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، وسبل إيجاد تنظيم سياسي للمرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى مناقشة كيفية مساعدة المعارضة السورية."

وأضافت كلينتون التي وصلت لإسطنبول مساء السبت: "نحن بحاجة لتوحيد المعارضة، وهو أمر يصعب الوصول إليه."

وأكدت المعارضة السورية في وقت سابق إنها ستطرح الأطر العريضة لمحاولة توحيد مواقف فصائلها المختلفة، خلال مؤتمر "أصدقاء سوريا،" المتوقع أن يحضره ممثلين عن 60 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

ويذكر أن هذا هو المؤتمر الثاني للدول الصديقة لسوريا، بعد مؤتمر تونس الذي عقد الشهر الماضي.

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 9000 شخص لقوا حتفهم منذ بدء حملة الحكومة السورية على المتظاهرين في مارس/ آذار عام 2011، ووصول عدد من تأثروا بالأزمة الى المليون شخص، وهي أرقام منخفضة بالنسبة للأرقام الصادرة عن فصائل المعارضة.

ويشار إلى أن شبكة CNN لا يمكنها التأكد من الأنباء الواردة من سوريا بشكل مستقل، بسبب القيود الصارمة التي يفرضها النظام السوري على دخول الصحفيين الأجانب.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.