CNN CNN

سوريا: انفجار بمقر "البعث" وإحباط انتحاري بحلب

السبت، 09 حزيران/يونيو 2012، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكدت مصادر في المعارضة السورية أن انفجاراً قوياً وقع قرب مقر لحزب "البعث" الحاكم، في مدينة حلب مساء الجمعة، أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، بعد ساعات على إعلان السلطات الرسمية عن "إحباط" مخطط لتفجير انتحاري في كبرى المدن السورية ازدحاماً بالسكان.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، من مقره في لندن، إنه لم تتضح على الفور أسباب الانفجار، مشيراً إلى أن القتيل يُعتقد أنه أحد عناصر الأمن المكلفين بحراسة مقر الحزب، الذي يتزعمه الرئيس بشار الأسد، كما أشار إلى أنه تم سماع تبادل لإطلاق نار كثيف في أعقاب دوي صوت الانفجار.

وفي وقت سابق الجمعة، قالت الحكومة السورية إن أجهزتها الأمنية أحبطت مخططاً لتفجير انتحاري في مدينة حلب، وقتلت رجلاً، زعمت أنه انتحاري كان على وشك تنفيذ الهجوم، وذلك بعد يوم من موجة تفجيرات دامية بالعاصمة دمشق الخميس، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وقال التلفزيون السوري، الذي تديره الدولة في نبأ عاجل مساء الجمعة، إن "الجهات المختصة تصدت لإرهابي انتحاري، يقود سيارة مسروقة حاول تفجيرها في منطقة الشعار بحلب، وقتلته قبل أن ينفذ جريمته الإرهابية."

وقالت وكالة الأنباء السورية: "حاول إرهابي انتحاري يستقل سرفيسا (سيارة أجرة) مسروقاً، نوع مازدا، تفجير السرفيس في حي الشعار المكتظ بالسكان"، وأضافت أن الجهات المختصة "تصدت للإرهابي بعد أن صدم شرطيين فقام بتفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه بهدف تفجير السرفيس، مما أدى إلى مقتله فقط."

وذكر المصدر إنه "لدى تفتيش السرفيس عثر بداخله على أربعة قاظانات (عبوات) مليئة بكمية كبيرة من المتفجرات، قامت وحدات الهندسة بتفكيكها"، بينما أشارت تقارير تلفزيونية إلى أن القوات الحكومية قتلت "المهاجم"، قبل أن يقوم بتفجير السيارة التي كانت محملة بنحو 1200 كيلوغرام، أي حوالي 2645 باونداً، من المتفجرات.

يأتي إعلان الحكومة السورية عن إحباط الهجوم الانتحاري المزعوم في حلب، بعد يوم من تفجيرين وقعا في دمشق، وأسفرا عن مقتل 55 شخصاً على الأقل، وجرح مئات آخرين، وفقا لما أعلنته وزارة الداخلية السورية، التي قالت إن التفجيرين نجما عن هجومين انتحاريين.

واتهم المجلس الوطني السوري، المعارض لنظام بشار الأسد، بتنفيذ التفجيرات الانتحارية القاتلة في دمشق، من أجل "تشجيع الفوضى، وعرقلة عمل المراقبين الدوليين، وتحويل الانتباه بعيداً عن الجرائم التي ترتكبها قواته في مكان آخر."

وقال المجلس، الذي يضم عدداً من قادة المعارضة السورية في الخارج، إن النظام من خلال تدبير مثل هذه الأفعال، "يسعى لإثبات مزاعمه عن وجود عصابات إرهابية مسلحة في البلاد، التي تعيق ما يسمى بجهود الإصلاح السياسي."

إلى ذلك، خلفت موجة جديدة من أعمال عنف، شهدتها بعض المناطق في سوريا الجمعة، ما لا يقل عن 20 قتيلاً، وفق ما ذكرت لجان التنسيق المحلية، وهي جماعة معارضة تتولى تنسيق وتوثيق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، في داخل سوريا.

غير أن موجة التفجيرات والقتل لم تردع السوريين عن الخروج إلى الشوارع للاحتجاج، في مختلف أنحاء البلاد، الجمعة، عندما نظمت جماعات المعارضة احتجاجات حاشدة، مناوئة لنظام الأسد.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الشهر الماضي، بموجب خطة "النقاط الست"، التي قدمها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، إلا أن أعمال العنف مازالت تتواصل في الدولة العربية، وقالت لجان التنسيق المحلية إنها أحصت أكثر من 1000 حالة وفاة منذ 12 أبريل/ نيسان الماضي.