CNN CNN

سوريا: 20 ألف قتيل ومسودة مشروع عربي للجمعية العمومية

الأحد، 26 آب/اغسطس 2012، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قدرت جهات حقوقية ومنظمات دولية أعداد القتلى في سوريا منذ بداية الأزمة بقرابة 20 ألف قتيل، في حين رفعت المعارضة حصيلة قتلى السبت إلى 120، مع اشتداد المعارك في حلب، بينما قال نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، إن المجموعة العربية أعدت مسودة مشروع لعرضه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن راجمات الصواريخ المتمركزة عند دوار 606 تطلق نيرانها على حي صلاح الدين، كما أشارت إلى أن قوات حكومية اقتحمت مخيم اللاجئين بالدبابات والمدرعات والآليات الثقيلة وتستخدم الأطفال والشباب كدروع بشرية.

وأضافت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم برصد وتنسيق المظاهرات على الأرض، إن مدينة حلب تشهد اشتباكات قوية، كما أشارت إلى وقوع قصف شديد على بلدة "دير حافر" المجاورة، وحصول اشتباكات في مدينة الرستن القريب من حمص، بعد محاولة قوات حكومية اقتحامها.

وبحسب اللجان، فإن قتلى السبت بلغوا 120، توزعوا بواقع 33 في حلب و22 في دمشق وريفها و20 في إدلب و17 في حماه و15 في دير الزور وخمسة في كل من درعا وحمص وثلاثة في جبلة.

وبحسب تقديرات عدة جهات دولية ومنظمات حقوقية، فقد قاربت حصيلة قتلى الثورة السورية منذ انطلاقها قبل أكثر من عام ونصف 20 ألف قتيل.

من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، تأكيده على أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة أعدت المسودة الأولى لمشروع قرار عربي بشأن الوضع السوري لعرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي حاليا بصدد مناقشته مع المجموعات الجغرافية والسياسية المختلفة في الأمم المتحدة وخاصة أعضاء مجلس الأمن لنيل الدعم والمساندة للمشروع العربي.

وأعرب بن حلي عن تفاؤله بوجود استجابة للجهود العربية من قبل الكثير من الدول، موضحاً أن مشروع القرار يستمد عناصره الأساسية من قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الأخير الذي عقد في الدوحة، بما فيه الدعوة إلى إنشاء مناطق آمنة لتوفير الحماية للمدنيين، وتأكيد وصول المساعدات الإنسانية وتطبيق العقوبات السياسية والاقتصادية التي قررتها الجامعة العربية على النظام السوري.

وتشتد المواجهات على أكثر من محور في البلاد، بينما قال المجلس الوطني، الممثل الأكبر للمعارضة، إنه يحاول توفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية بحلب ودمشق، أما روسيا، الحليف الأبرز لسوريا، فلم تستبعد إجلاء عسكرييها من ميناء طرطوس.

من جانبه، أصدر المجلس الوطني، الممثل الأكبر للمعارضة، بياناً قال فيه إن قوات النظام السوري تقوم "بتطويق مدينة حلب بالدبابات والمدفعية وآلاف العناصر تمهيداً لاقتحامها وارتكاب مجازر فيها، ويعمل على استخدام الطيران المروحي والقاذف في ضرب الأحياء السكنية والمناطق المأهولة."

وأضاف المجلس أن إن التقارير الميدانية التي تلقاها تشير إلى أن النظام "عمل على جلب مزيد من القوات والعناصر من مناطق أخرى إلى محيط مدينة حلب، كما وجه معسكراته التي تضم مرابض للمدفعية الثقيلة والدبابات لقصف أحيائها وخاصة حيي صلاح الدين والصاخور، ويحاول استخدام مطارات عسكرية قريبة."

ووجه المجلس الوطني نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي "يحذر فيه من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة."

ودعا مجلس الأمن الدولي إلى "عقد جلسة طارئة لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص،" كما حض الدول الصديقة للشعب السوري على "التحرك الجاد والفاعل من أجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح."

وأكد المجلس أنه يجري اتصالات حثيثة "لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة، ويعمل على تنشيط عمل الإغاثة والدعم الطبي."

وختم بالقول: "إن محاولات النظام اليائسة للقضاء على ثورة الشعب السوري ستبوء بالفشل الذريع، وسيحتفل السوريون قريباً بعون الله بانتصارهم على الطاغية وزمرته، وسترفرف على بلادنا رايات الحرية والكرامة."

من جانبه، قال التلفزيون السوري إن الأجهزة الأمنية المختصة "اشتبكت السبت مع مجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة كانت تقوم بترويع الأهالي وإطلاق النار في حي الفرقان بحلب،" وأسفر الاشتباك عن مقتل شخصين وإلقاء القبض على ثلاثة آخرين ومصادرة أسلحتهم.

كما أشار التلفزيون إلى مواجهات مع مسلحين في حي سليمان الحلبي وحي الأنصاري الشرقي في حلب، بينما وقعت مواجهات في ريف اللاذقية وفي مدينة ديرالزور وفي حمص ومحافظتها.

وبحسب التقارير السورية، فإن قوات حرس الحدود والجهات المختصة "تصدت لهجوم مجموعات إرهابية مسلحة من داخل الأراضي اللبنانية استهدفت مخافر حرس الحدود على الجانب السوري."

على الصعيد الدولي، برزت مجموعة من المواقف الروسية، وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن البلدان الغربية "تشجع المعارضة السورية على محاربة نظام بشار الأسد."

 وأضاف: "إنهم مع بعض الدول المجاورة لسورية يشجعون ويدعمون ويوجهون المعارضة المسلحة ضد النظام، ونتيجة كل هذا هو سفك الدماء أكثر."

واستبعد لافروف أن تدفع الأحداث الأسد للتخلي عن السلطة قائلاً: "كيف يمكن الاعتقاد بأنه في مثل هذه الأوضاع (حيث تحتل المعارضة المدن، كمدينة حلب مثلا) أن تقبل الحكومة بكل بساطة بالأمر الواقع، وتقول: كنت على خطأ، هيا اعملوا على إسقاطي وغيروا النظام. إن هذا بكل بساطة شيء غير واقعي."

وتابع: "نحن نؤكد للحكومة السورية على ضرورة القيام بالخطوة الأولى، ولكن عندما تحتل المعارضة المسلحة المدن كما حصل في حلب، فاعتقد بأنه ستحدث مأساة جديدة هناك،" وذلك وفقاً لما نقلته عنه وكالة نوفوستي الروسية الرسمية للأنباء.

كما نقلت الوكالة عن ألكسندر لوكاشيفيتش، الناطق بلسان وزارة الخارجية الروسية، قوله إن موسكو لن تقبل قيام الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بتفتيش سفنها التي تشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى سوريا، ورأى أن من شأن ذلك "انتهاك سيادة هذا البلد وخرق صلاحيات مجلس الأمن الدولي الخاصة بحفظ السلام الدولي."

من جانبه، قال الأميرال فيكتور تشيركوف، القائد العام للأسطول البحري الحربي الروسي، إنه لا يستبعد احتمال إجلاء العسكريين الروس المتواجدين بالقاعدة الروسية في ميناء طرطوس السوري.

وأضاف تشيركوف في مقابلة أجرتها معه إذاعة "إيخو موسكفي" (صدى موسكو)، أن العسكريين الروس المتواجدين بنقطة الإمداد والتموين الروسية بميناء طرطوس "من الممكن إجلاؤهم في حال تعرض هذه المنشأة لاعتداء مسلح."

وأوضح القائد العام للأسطول البحري الحربي الروسي أن عملية الإجلاء هذه "لن تتم إلا بقرار من القيادة السياسية الروسية وبأمر من وزارة الدفاع الروسية."

وقد سبق أن أكد الأميرال تشيركوف قبل يومين فقط عزم روسيا الاحتفاظ بقاعدة الإمداد والتموين التابعة للأسطول البحري الحربي الروسي في طرطوس.