CNN CNN

إصابة فتاة انتقدت طالبان علناً في هجوم بباكستان

الثلاثاء، 09 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 23:13 (GMT+0400)

إسلام أباد، باكستان (CNN)-- تعرضت فتاة باكستانية تبلغ من العمر 14 عاماً، والتي كانت أول الفائزين بـ"جائزة السلام الوطني"، بعد تعرضها للحظر الذي تفرضه حركة طالبان على تعليم الفتيات في بلادها على مدونتها الإلكترونية، لهجوم من قبل مسلحين الثلاثاء، بينما كانت في طريق عودتها من مدرستها.

وقالت مصادر الشرطة إن الفتاة مالالا يوسفزاي أُصيبت بجروح خطيرة في الهجوم الذي يبدو أنه كان يستهدف تصفيتها، عندما أطلق مسلحون مجهولون النار عليها، بينما كانت تستقل حافلة مدرسية صغيرة، في منطقة "وادي سوات"، شمال غربي باكستان.

وأكد المسؤول الرفيع في الشرطة المحلية، غول أفضل أفريدي، أن الفتاة "أُصيبت برصاصتين، أحداهما استقرت في منطقة العنق"، واصفاً حالتها بأنها "حرجة للغاية"، وأضاف أن "الأطباء يبذلون قصارى جهدهم في محاولة لإنقاذ حياتها."

ووجهت مالالا انتقادات علنية، عبر عدد من المواقع الإلكترونية، لحركة طالبان باكستان، بسبب القيود التي تفرضها الحركة المتشددة على تعليم الفتيات في منطقة وادي سوات، والتي تُعد واحدة من أكثر المناطق الباكستانية، التي تنشط فيها العناصر المسلحة.

ونجحت الفتاة الباكستانية في تعريف العالم الخارجي بما تعانينه الفتيات في وادي سوات، من قبل مسلحي طالبان، الذين قالت، من خلال مدوناتها اليومية، إنهم يستخدمون العنف تارة، والإرهاب تارة، لإجبار الفتيات على البقاء في منازلهن.

وقالت مالالا، التي حصلت على جائزة السلام الوطني، والتي تُمنح لأول مرة في باكستان، أواخر العام الماضي، في تصريحات لـCNN بعد قليل من إعلان فوزها بالجائزة: "كنت أخشى أن يقوم مسلحو طالبان بقطع رأسي بسبب إصراري على مواصلة التعليم."

وتابعت بقولها: "أثناء وجودهم هنا، كان مسلحو طالبان يقومون، من وقت لآخر، بالدخول إلى منازلنا، لمعرفة ما إذا كنا نتلقى تعليماً أو نشاهد أجهزة التلفزيون"، وأضافت أنها اعتادت إخفاء كتبها الدراسية تحت سريرها، تحسباً لعمليات التفتيش التي كان يقوم بها عناصر الحركة.

وكان رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، قد أعلن فوز مالالا بجائزة السلام الوطني، البالغ مقدارها 500 ألف روبية، أي حوالي 5780 دولار، وهي الجائزة التي أمر مجلس وزرائه بتوجيهها للشبان الأقل من 18 عاماً، الذين يقدمون مساهمات ملموسة في مجالي السلام والتعليم بباكستان.

وسيطر مسلحو طالبان على منطقة وادي سوات لسنوات، حتى عام 2009، عندما قامت القوات الباكستانية، الموالية للحكومة المركزية في إسلام أباد، بشن حملة عسكرية واسعة على المنطقة، أدت إلى نزوح الآلاف من سكان الإقليم، وانتهت بدحر مسلحي الحركة المتشددة من المنطقة.