القاهرة، مصر (CNN)-- تزامناً مع حلول الذكرى الثالثة لوفاة الشاب المصري خالد سعيد، بعد تعرضه للضرب والتعذيب من قبل عناصر وزارة الداخلية في نظام الرئيس السابق حسني مبارك، بدأ "شبح" جديد يلاحق وزارة الداخلية في نظام الرئيس "المنتخب" محمد مرسي، بعد وفاة شاب آخر أثناء احتجازه بأحد أقسام الشرطة.

وبعدما تناقلت بعض المواقع الإلكترونية نبأ وفاة شاب يُدعى حسام كمال أحمد، نتيجة تعرضه للتعذيب في قسم شرطة حلوان، جنوب القاهرة، سارعت وزارة الداخلية إلى نفي تلك الأنباء، وأكدت أن الشاب، البالغ من العمر 28 عاماً، توفي مساء الثلاثاء الماضي، نتيجة إصابته بحالة إعياء تم نقله على إثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة.

وشددت الداخلية، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، على أن الشاب المتوفى لم يتعرض لأي اعتداء، واستعانت بشهادات عدد من السجناء الذين كانوا معه في غرفة الحجز، أكدوا إصابته بالإعياء، بالإضافة إلى شقيقه الأصغر، خالد (26 عاماً)، الذي نفى هو الآخر وجود شبهة جنائية في وفاة شقيقه.

ولفت البيان إلى أن وحدة من مباحث قسم شرطة حلوان ألقت القبض على كمال في 13 مايو/ أيار الماضي، لاتهامه بإحراز سلاح ناري بدون ترخيص، وبحوزته 12 لفافة من مخدر "الهيروين"، وبعرضه على النيابة قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، ثم جدد قاضي المعارضات حبسه حتى جلسة 13 يونيو/ حزيران الجاري.

وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت نبأ وفاة المواطن حسام كمال في قسم شرطة حلوان، وذكرت صفحة "كلنا خالد سعيد" على فيسبوك، أنها "تعمل الآن على التواصل مع متابعي القضية، وأهل الفقيد، لمعرفة أسباب الوفاة، وموافاتكم بالتفاصيل، بعد صدور التقارير الحقوقية والطبية."

وتُعد الصفحة التي تحمل اسم الشاب السكندري، الذي قُتل في السادس من يونيو/ حزيران 2010، واحدة من الصفحات التي ألهبت مشاعر الآلاف، الذين خرجوا في مسيرات حاشدة في 25 يناير/ كانون الثاني 2011، الذي يوافق "عيد الشرطة"، احتجاجاً على السياسات الأمنية، لتمثل شرارة الثورة التي أطاحت بنظام مبارك.

وبمناسبة ذكرى رحيله، دعت صفحة "كلنا خالد سعيد"، وقوى ثورية أخرى، إلى مسيرات بالشموع والملابس السوداء في القاهرة والإسكندرية، وتشكيل سلاسل بشرية تضامناً مع عشرات القتلى الذين سقطوا خلال مواجهات مع قوات الأمن في مختلف أنحاء مصر.

وتأتي الذكرى الثالثة لرحيل الشاب الذي عُرف باسم "شهيد الطوارئ" وسط أجواء من الحزن تخيم على أسرته وأصدقائه، بسبب إطلاق سراح الشرطيين المتهمين بالاعتداء عليه، بعد إلغاء حكم سابق بالسجن المشدد بحقهما، لمدة سبع سنوات، حيث ينتظران إعادة محاكمتهما أمام دائرة أخرى.