CNN CNN

بن ويدمان يراقب غرفة ولادة "طفل السلام" بالشرق الأوسط

بقلم الزميل بن ويديمان
الخميس ، 22 آب/اغسطس 2013، آخر تحديث 19:00 (GMT+0400)
 

بينما يقوم زملائي الكرام بتغطية خبر الولادة الاستثنائية لطفل عادي، وهو ابن ثنائي بريطاني متميز، أشعر بأنني أقل حظا منهم، لوجودي حاليا في القدس، بانتظار ولادة طفل السلام في الشرق الأوسط.

فوزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنهى مؤخرا زيارته السادسة إلى المنطقة، حيث أعلن أن عملية ولادة السلام في الشرق الأوسط، قد تبدأ قريبا. 

وعادة، ما تمتد فترة الحمل لعدة أشهر، وقد تصل لثلاثة قرون، وبعد يوم الحساب.. فنحن سبق وعايشنا عدة حالات للمخاض الكاذب، منذ توقيع اتفاقية أوسلو للسلام، في حديقة الورود بالبيت الأبيض في أيلول/سبتمبر العام 1993. 

ويبدو أن فرص ولادة جنين ميت آخذة بالشيوع بشكل خطير، خاصة إن الوالدين لا يحتملان تجربة أخرى من هذا النوع، فهما يتشاجران باستمرار، قد يصل إلى العتف، تماشيا مع العواقب المميتة.

وهذا الأمر قد يفسر، بسبب معاناتهما من حالة طلاق بالغة الصعوبة، استمرت لعقود. ورغم أن جيش من المحامين يقدم إليهما بحرا من النصائح، إلا أنهما ببساطة ليس باستطاعتهما الاتفاق على فصل الممتلكات.

وبينما نحن أهل الصحافة، ننتظر خبر الولادة، ترتفع نسبة الخطر على حياة الجنين، وصحتة العقلية، فيما نقف خارج العيادة لنكتب تقاريرنا عن أحدث الصرخات الغاضبة، والشجارات حول طاولة الولادة الملطخة بالدم.

وفي ظل ذلك، ليس هناك من أحد يقدم المثلجات إلى المراسلين، أو يلتقط الصور معهم، (كما كان عليه الحال في لندن عند ولادة الأمير الصغير) أو يظهر الحد الأدنى من الاهتمام عما يحصل بالدراما التي لا نهاية لها في الخارج.

وتعاني القابلة القانونية، أي الولايات المتحدة، من اضطراب في نقص الانتباه، إذ تصرف النظر بسهولة عن مشاكلها الداخلية.

وعند دخولها إلى غرفة الولادة، ينتابها شعور بالهوس في الوصول إلى هدفها. ويصدر عنها عدة أصوات، وخطابات مشجعة، ثم تختفي بالسرعة ذاتها التي تصل فيها إلى غرفة الولادة، فيما الثنائي التعيس يعض أسنانه.

ورغم أن ألم الولادة يعد مزعجا للغاية، إلا أن الطفل لا يظهر أي ميل لإخراج رأسه. 

أما إذا ولد طفل السلام في الشرق الأوسط، ونأمل ذلك، فإنه من المحتمل أن يعاني من ارتفاع نسبة إصابته بتشوهات خلقية.

وحتى إذا، لم يكن هذا الحال، يوجد احتمال قوي، أن أحد الوالدين أو كلاهما، سيقرران أنهما ببساطة يشعران بالكراهية تجاه طفلهما، وينكران الاعتراف باللقيط الصغير الضعيف.

وثمة أمر آخر، يتمثل بالقدرة على الحفاظ على طفل السلام في الشرق الأوسط، الذي نأمل أن يولد قريبا. فهذا الطفل كلفته باهظة، ولكن أقل من كلفة ما قد يتسبب به الطفل البديل لفشل عملية السلام.

لذا، لا تحبسوا أنفاسكم في انتظار الأخبار من غرفة الولادة.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.