CNN CNN

الإعلامي خيري رمضان: الجيش كان يعرف جرائم نظام مرسي

إعداد: مريم كيوان
الأحد، 01 أيلول/سبتمبر 2013، آخر تحديث 22:00 (GMT+0400)
 

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- أكد الإعلامي المصري خيري رمضان، أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول عن طريق العنف والشغف الضغط على الحكومة لإخراج مرسي، وتجنب محاكمة أعضاء الجماعة المتورطين والخروج الأمن، ووصفهم بأنهم تنظيم دولي لا تهمة مصلحة مصر بل مشروعهم الدولي.

وهاجم رمضان في حديثة مع CNN بالعربية، ما يفعله قادة جماعة المسلمين وتحريضهم لشباب الجماعة والبسطاء للدخول في معارك مع قوات الأمن والجيش قائلاً: "أين القادة مثل البلتاجي وبديع وغيرهم، هم يظهرون فقط على المنصة يحرضون الناس ويختفون، هدفهم إراقة الدماء من أجل المتاجرة بها وإثارة الرأي العام الدولي."

وأشار رمضان أن انتقاده للجماعة وفشلها في إدارة البلاد، لا يعني أن النخبة السياسية قادرة على ذلك، وقال: "لدينا أزمة في طريقة التفكير وبحاجة إلى سنوات حتى تفرز الحركة السياسية وجوه وأسماء جديدة، لكن في الوقت ذاته علينا أن نساند الحكومة الحالية للخروج من الأزمتين الأمنية والاقتصادية."

فيما يلي نص الحوار:

كيف تقرأ المشهد في الشارع المصري الآن؟

 -أولاً: التطورات السياسية في مصر سواء من جهة عزل مرسي أو أحداث العنف التي يقوم بها الإخوان حالياً كان متوقعاً، هم تنظيم عالمي دولي غير وطني له رؤية لهذه المنطقة يتم التخطيط له منذ سنوات، وحين خرج الشعب عن السيناريو الذي وضعوه ارتبكوا، هم ليسوا في حالة فزع فقط بل يفكرون فيما يمكن أن يحدثه ذلك من انعكاس على المنطقة بالكامل. ثانياً: ما يحدث يقول للإخوان المسلمون إن تنظيمهم شاخ وانهار في أول تجربة سياسية حقيقية له بعد عاماً واحداً، وهذا جعلهم يحشدون من خدعوهم بفكرة المشروع الإسلامي ولعبوا على مشاعره ووازعه الديني ويقنعونهم بضياع الإسلام.

بمناسبة الحديث عن المشروع الإسلامي، هل كان للإخوان مشروعاً إسلامياَ؟

- من وجهة نظري لم يكن للإخوان مشروعاً إسلامياً ولم نر ملمحاً له، أريد أن أرى نصاً لهذا المشروع وطريقة تطبيقه! مرسي أتي بمشروع إخواني وليس إسلامي للقضاء على الهوية المصرية وبناء دولة الإخوان. مصر أكبر بكثير من جماعة الإخوان التي أفسدت حتى علاقتها بقوى الإسلام السياسي المختلفة، مثل حزب "النور" لأنها وجدت له قوة على الأرض، بينما استقطبت الجماعة الإسلامية الإرهابية ووضعتها في مقدمة الصفوف في احتفالات أكتوبر، التي استبعد منها الجيش وجلبت الجماعة قتلة الرئيس الأسبق السادات رمز حرب أكتوبر لتكرمهم، كيف إذن لهذا النظام أن ينجح في مصر؟ كان لابد أن يسقط.

ما موقفك من اعتصامات رابعة؟

- الجيش سيتعامل مع الاعتصامات وفقاً للقانون، لكن أنا أشفق على مَن يُهدر دمهم يومياً، قادة جماعة الإخوان المسلمين يحرضون شباب الجماعة والبسطاء ويزجون بهم للدخول في معارك مع قوات الأمن والجيش، وبدا ذلك واضحاً في أحداث المنصة وشارع النصر، حيث قُتل العشرات وأصيب المئات من الشباب، فلماذا لم يكن هؤلاء القادة مثل البلتاجي وبديع وعبد الماجد في مقدمة المسيرات، نراهم فقط يخطبون ويحرضون فوق المنصة. مِن المعتصمين في رابعة مَن هم مغرر بهم ومصور لهم أن الإسلام يواجه هجمة عنيفة من العلمانية، وهناك من أتوا من أجل المال، ويختبأ خلفهم قادة التنظيم الذين ويصدرون الناس للموت، وهدفهم إراقة الدماء لاستقطاب الرأي العام الدولي والمتاجرة بدماء هؤلاء والعودة إلى المناصب.

من وجهة نظرك هل يمكن أن تغير هذه الأعتصامات من المشهد؟

-الإخوان المسلمون على يقين بأن مرسي لن يعود إلى الحكم في ظل وجود جيش وشرطة وقضاء وإعلام وملايين الشعب رافضين له، لكنهم يريدون الضغط للمقايضة والحصول على أكبر قدر من المكاسب، وتحقيق أحد السيناريوهين الأول: تقسيم الدولة وتفتيت الجيش عن طريق خروج مرسي بواسطة أجنبية، وعندها يعلن مرسي رئيساً شرعياً للبلاد من جهتهم، وتشكل حكومة جديدة ويصبح في البلد حكوميتين ورئيسين وبالتالي يتفكك الجيش، وتدخل الدولة في صراعات وذلك بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

 الثاني: خروج مشرف وامن، ودون أن يحاسب المخطأ من الجماعة، هم يحاولون إنهاء الأزمة وكأنهم في نفس قوتهم، لذا يثيرون العنف والشغف حتى تخضع الحكومة والجيش لمطالبهم ويظلون فصيل سياسي مؤثر له قدرة على مفاوضة الدولة والضغط عليها، حتى لا ينتهون من مصر.

كيف كان وضع الإعلاميين في ظل حكم مرسي؟

- الحرب كانت علانية وعلى هواء، كانت هناك تهديدات مباشرة لنا، وبلاغات ضدنا في النيابة والضرائب، وأوامر مباشرة لأجهزة الرقابة بالتشديد علينا، وكانت التحقيقات تجرى معنا في نيابات بها أعضاء من جماعة الإخوان، وتتم معاملتنا بطريقة سيئة. لكننا كنا نتحدى ونتابع عملنا مهما كانت الضغوط لأننا شعرنا أن الوطن يضيع، أدينا واجبنا بكل أمانة ومصداقية ومازلنا نؤديه، وإن أخطأ أي نظام أخر سيكون لنا نفس الموقف منه.

كيف تقيم فترة حكم مرسي وما الذي دفع الشعب للخروج عليه بهذه الدرجة؟

-بداية أرى أن الرئيس المعزول محمد مرسي فقط شرعيته بعد أشهر قليلة من حكمة، واستطاع بجدارة إفساد الدولة بعد محاولات تفتيتها، فلا أعرف كيف يمكن لشخص يجلس على كرسي حكم مصر، وهو في حالة صراع وعداء مع الشرطة والقضاء والإعلام والجيش والثقافة؟ نظام مرسي منذ بدايته يتعامل كتنظيم سري مضطهد وهناك قوة خفية تحاربه رغم أن الحكم في يده. الجماعة لا تعنيها مصر وولائهم الأول للتنظيم الدولي وأستاذية العالم. وإذا نظرنا لأسلوب تعامل نظام مرسي مع الدولة سنجد أنه تعامل بسطحية وسذاجة شديدة، وكل ما كان يشغله هو تمكين الجماعة من كل مفاصل الدولة، والخطوة الأخيرة التي كان ينتظرها هي تمكين الجماعة من الانتخابات البرلمانية، وبعدها كانت مصر ستتغير شكلاً وموضوعاً. جماعة الإخوان المسلمين ليست لديها القدرة على إدارة حي في مصر، هل خطابات مرسي تليق برئيس مصر؟

لكنهم أتوا صندوق الانتخابات؟

- إذا اعتبرنا أنهم أتوا بإرادة الشعب، فالشعب ذاته خرج ليقول لهم لا،  كما أنه في وقت الانتخابات كان هناك مأزق سياسي، فلو كان مرسي مثلاً في جولة الإعادة في  مواجهة حمدين صباحي لاكتسح صباحي الانتخابات، المشكلة أن مرسي كان في مواجهة شفيق، وهو جزء من نظام مبارك، ما جعل القوى الثورية تنحاز لمرسي، لأنهم يستطيعون الثورة ضده إن فسد، لكن شفيق لن يكون من السهل الخروج عليه، مرسي بنفسه وفي حوار سابق معي قال إن خرج ضدي آلاف في الشارع سأتنحى، فماذا حدث؟

من خلال احتكاك الدائم مع القوى الثورية، هل تتوقع أن تستفيد هذه القوى من الأخطاء التي وقعت فيها في الانتخابات الرئاسية السابقة وتتجنبها بعد ذلك؟

- كي أكون صادقاً، لأن أستطيع أن أؤكد أن النخبة السياسية المصرية استفادت من أخطأ الماضي، وليس لدي رهانات كثيرة عليها، لكن أراهن أكثر على الشعب والشباب، أتمنى أن تتوافق القوى الثورية على مرشح واحد، وأن يصلوا إلى الناس ويستطيعون التعبير عن أنفسهم. ليس معني انتقادي لجماعة الأخوان المسلمين وفشلهم في إدارة البلاد، أنني أرى أن النخبة السياسية قادرة على ذلك، لدينا أزمة في طريقة التفكير وبحاجة إلى سنوات حتى تفرز الحركة السياسية وجوه وأسماء جديدة، لكن في الوقت ذاته يجب علينا مساندة النظام الحالي للخروج من الأزمة الاقتصادية، لأن جزءً رئيسي من التحول الصحيح في مصر يكمن في الاستقرار الأمني والاقتصادي.

نرى اهتماما كبيراً من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي بالرئيس المعزول محمد مرسي، كيف تفسر ذلك؟

_ القضية سواء بالنسبة للدول الأجنبية أو لجماعة الإخوان ليست في شخص الدكتور محمد مرسي، بل في المشروع الدولي للإخوان أي المشروع الأمريكي لتقسيم المنطقة بما فيها ليبيا وتونس وسوريا والمثلث التركي المصري الإسرائيلي، سقوط نظام مرسي يربكهم وأفسد مخططهم، ولهذا نجد اهتماماً ذائداً بالمشروع وليس بمرسي.

كيف ترى موقف الجيش الذي يعتبره البعض انقلاباً عن الشرعية؟

-حقيقة لا أعرف ما الذي يزعج المجتمع الدولي من انحياز الجيش لإرادة الشعب، هل كانوا يريدون أن يرفض الجيش حماية الشعب؟ لابد أن نعترف بأن الجيش بحكم موقعه وقربه من رأس النظام كان يعرف حجم الجرائم التي يرتكبها النظام، وبدأ يفُصح عن بعض هذه الأشياء. الحقيقة أن عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة حاول عدة مرات قبل 30 يونيو، الحوار مع  مرسي للخروج من الأزمة، وعرفنا من خلال ياسر برهامي أن السيسي تقدم بمشروع لمرسي لا يحتوي على انتخابات رئاسية مبكرة أو حتى استفتاء على الرئيس، للخروج من الأزمة، إلا أن أهل الثقة بالنسبة لمرسي مثل عبد العلى مرضي استهان بالسيسي، وأن سعد الكتاتني قال لن يخرج في 30 يوليو أكثر من 10 آلاف شخصاً، وسيعودون إلى منازلهم خلال ساعات ورفضوا مبادرة الجيش للخروج من الأزمة. تحاول بعض الفضائيات الدولية تصوير الملايين التي خرجت رفضاً لحكم مرسي بأنها مئات، والقلة الموجودة في إشارة رابعة العدوية المؤيدة لمرسي بأنها ملايين. وإن كانت المسألة تحدي لإرادة الشعب، فلن يستطيع أحداً أن يكتم صوت المصرين، الإخوان دائما يدعون أنهم الأقدر على الحشد، وأعتقد أنهم عرفوا حجمهم الحقيقي في الشارع المصري الآن، ورأوا أن الشعب حين أراد الحشد خرج بالملايين مرتين متتاليتين ضمت كل أطياف وفئات الشعب، والتحمت أجراس المساجد بالكنائس. 

من وجهة نظرك ما الذي كان سيضير مرسي لو غير الحكومة والنائب العام وشكل لجنة لتعديل الدستور، مثلما طالبت القوى المعارضة؟

- مرسي رفض ذلك لأن بداخلة فكرة القوة والحماية الأمريكية له ولجماعته، وأيضاً لأنه كان يطمئن أنه سيلعب بورقة الإسلاميين وأجرى استعدادات مسبقة لذلك، وأفرج عن عدد كبير من الإرهابيين المحكوم عليهم في قضايا قتل، وجلب جماعات جهادية من مختلف أنحاء العالم، وزج بهم في منطقة سيناء ليتولوا المهمة في حال انقلاب الشعب عليه، لذا نجدهم الآن يقومون بأعمال عنف وقتل وشغب خاصة في سناء والعريش حيت يتمركزون، ويهددون بحرق البلاد وتدميرها في حال عدم عودة مرسي للحكم.

ما الذي تحتاجه مصر في المرحلة المقبلة؟

- لابد أن يحكم مصر خليط من الشعب المصري ممثل في برلمان منتخب وحكومة تمثل كل الطيارات، بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، ووضع دستور مُحترم يضع ضوابط، ومنع قيام الأحزاب السياسية على أساس ديني، لأن هذه فكرة أثبتت فشلها، لأنهم يسيئون إلى الإسلام.

نفهم منذ ذلك أنك تريد إقصاء الإسلاميين؟

- لا أريد ذلك بالتأكيد، الإسلاميون جزءً من النسيج المصري، لكن يجب أن يكون ممثلاً بشكل سياسي فقط، وليس دفاعاً عن الإسلام بل دفاعاً عن الهوية المصري مثل باقي الأحزاب، ولا يتجاوز الدولة لمشروع وهمي.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.