CNN CNN

دفتريوس: علامة القرن.. صعود وهبوط اقتصاد العالم بعامين

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:14 (GMT+0400)

الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" الجديد يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.

وفي هذا الأسبوع، يكتب جون زاويته حول بلوغ البرنامج حلقته المائة، حيث يستعيد أبرز ما جاء فيها من مقابلات ومواقف.

النفط تجاوز خلال مستويات قياسية ثم تراجع بسرعة
النفط تجاوز خلال مستويات قياسية ثم تراجع بسرعة

استمتعت أسواق الأسهم ورؤوس الأموال الغربية في سبتمبر/أيلول من عام 2007 بنسب الفوائد المنخفضة حيث كانت عائدات صناديق الاحتياط قوية على غير عادة، (وتبيّن في عدد كبير من الحالات أنّ ذلك خطأ) حيث كان المستهلكون يقترضون بكثرة بضمان منازلهم بغية شراء سيارات الرانج روفر وما إليه.
 
وفي خلال تلك الفترة، بدأت منطقة الشرق الأوسط توسع خطاها، لكن لم يكن معظم الغرباء عن المنطقة يدركون مدى النمو الكبير والواسع المستجد. كان الفائض يسجل أرقاماً قياسية، ليدعم ثروة الصناديق السيادية.

وفي خلال الأسبوع الماضي، احتفلنا بالنسخة المائة من برنامج أسواق الشرق الأوسط. عامين انقسما بسبب استشراء الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل سريع للغاية. لم تكن الطريق سهلة إنما أشبه بأفعونية بسبب تقلّب أسعار النفط الخام. كما شهدنا وغطيّنا بلوغ النفط حدود 147$ في شهر يوليو 2008 قبل أن ينخفض مجدداً إلى 32$ في ديسمبر من العام ذاته.

وفي هذا الصدد، علّق السيد خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة على تلك الفترة في مقابلة معه بوقت سابق قائلاً: " كانت رحلة شاقة للغاية، شهدت أبو ظبي والمنطقة نمواً هائلاً، وعلى المدراء التنفيذيين كأمثالي التأكد من إتمام الصفقات الجيدة وإبرام الشراكات المناسبة وإعداد استراتيجيات النمو المستدام المناسبة."

وقد ساعد التصاعد في الأسعار إلى ما بعد 100$ خلال الربيع الماضي في تطوير موضوع جديد وشبه مستجدّ وهو أسعار النفط التي تتجاوز مائة دولار، وأي شيء يفوق علامة القرن يقدّم باقة من الاحتمالات. اتبعنا نزعة فطرية تقول بمنافسة جيراننا وبناء هيكليات براقة جديدة. ومن المؤسف أن نرى أنّ الجيل الجديد من القادة يعتبر تلك الإستراتيجية فاشلة في ظل نسبة الولادات العالية المتأصلة في المنطقة.

وقال ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة خلال مقابلة أجريناها معه بعد شهر من ارتفاع سعر النفط بشكل قياسي، إنّ "العقارات والمباني الجيدة والحديثة لن تحلّ شيئاً إلاّ في حال عمل فيها أشخاص كفوئين."
انا في الخيمة (وهي فارغة) التي تقول إنّ الانكماش يلغي التزيد رغم أنّه مؤلم بالنسبة إلى المقاولين الذين ما زالوا في انتظار أموالهم والمصرفيين الذين يزيدون رهاناتهم.

وبحسب الناطق باسم البرلمان الإماراتي ورئيس بنك المشرق السيد عبد العزيز الغرير الذي عبّر عن رأيه خلال شهر نوفمبر عندما بدأت الأزمة بالاستشراء فقال: "لقد تمّ بناء أساسات العمل، ويمكننا الآن أن نعيد التفكير في ما سنفعله تالياً، وإن توجب الأمر تخفيف وتيرة العمل أو النمو أو تأجيل بعض المشاريع فلا بأس بذلك."

باختصار، من بقي واقفاً هو اليوم على أرضٍ ثابتة ويريد أن يجعل من منطقة الشرق الأوسط موطنه أكان مهاجراً أم لم يكن. ولعلّ ردهة فندق أبراج الإمارات أقل زحمة اليوم إلاّ أن المناقشات مبنية على توقعات حذرة وعلى تقليص المشاريع العقارية.

أما الناحية الخطيرة من هذا الانكماش الحديث والسريع فهو أنّ أموال صناديق الثروة السيادية ما زالت قريبة. إننا ننظر إلى سوق استهلاكية تعادل حوالي 500 مليون شخصاً. وإنّ تمّ استثمار الأموال الخليجية في مشاريع أقرب، ستستمر الحواجز على الاستثمارات والبضائع بالانخفاض. كما قد يزداد الدفع نحو اعتماد عملة واحدة مع ارتفاع عدد أعضاء منطقة الخليج.

ولا نقول إن صناديق الثروة السيادية أصبحت خارج الميدان في الغرب. وحصتا قطر في شركة بورشي ومصرف باركليز هما مثلان واضحان عن اقتناص الفرصة عندما تتاح، كما أنّ شركة مبادلة التي تعمل في أبو ظبي قد حصلت على موقع طويل الأمد في جنرال إلكتريك، وإي أي دي إس، وصانع الرقاقات أي إم دي وهي توسّع أفقها و القاعدة الصناعية الإماراتية معاً. ومن الجدير أن نذكر في هذا الصدد أنّ محبي الدوري الممتاز تعرّفوا خلال العمين الفائتين أكثر فأكثر على الخليج وهوية من يتحكم بالمال.

ومن ناحية أخرى، يختار أصحاب الأسهم الإقليميين والعالميين اليوم تونس والأردن ومصر والمغرب كوجهة سفر عوضاً عن لندن وباريس وفرانكفورت. ويعتبر النمو في تلك البلدان الأربعة جيداً بالرغم من الاضطرابات العالمية والانتعاش الفاتر الذي يشهده الغرب.
وبالتالي، ماذا نتوقع مع بداية عملنا على الحلقات المئة التالية؟ ستستمر قطر والسعودية والإمارات في إقامة المشاريع الجديدة بهدف استكمال بناهم التحتية بالإضافة إلى تطوير رأسمالهم البشري، فقد تمّ تخصيص المليارات، إلاّ أنّ الحكومة وقادة عالم الأعمال يريدون أن يروا النتائج التي وعدت بها المشاريع المعنية عند عرضها وشرحها.

وأخيراً، لم تعد دبي غيرها من مدن الشرق الأوسط مجرد نقاط على الخارطة التي تشير إلى موانئ أحد بواخر الشحن ونظم النقل التابعة لها. إلى ذلك، لم نعد نفكر في أن يوم العمل يبدأ من آسيا ويتخطى أوروبا لينتهي في وول ستريت، فقد حفرت المنطقة مكاناً راسخاً لها فهي لا تمر مرور الكرام لتلتقط فرصةً ما وتختفي.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.