دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت السلطات الصحية في المملكة العربية السعودية السبت، عن تسجيل أربع حالات وفاة بين الحجاج القادمين لأداء فريضة الحج، نتيجة إصابتهم بفيروس H1N1 المسبب لمرض "أنفلونزا الخنازير"، فيما سجلت مصر حالة وفاة تاسعة لشاب يبلغ من العمر 32 عاماً.

وقالت وزارة الصحة السعودية إن حالات الوفاة بين الحجاج، تتضمن سودانياً يبلغ من العمر 75 عاماً، ونيجيرية (17 عاماً)، وهندياً (75 عاماً)، ومغربية (75 عاماً)، مشيرة إلى أن جميع تلك الحالات "لم تطبق التوصيات العلمية التي سبق الإعلان عنها، بما في ذلك أخذ التطعيم المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير."

وأوضحت الوزارة، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، أن الحالة الأولى لحاج سوداني في "المدينة المنورة"، ظهرت عليه الأعراض بعد وصوله للمملكة بأربعة أيام، وتم مباشرة حالته عن طريق البعثة الطبية السودانية، وأعطي العلاجات من قبلهم، التي لم تتضمن العقار المضاد لفيروس H1N1.

وأشارت إلى أن البعثة السودانية تولت التعامل مع الحالة بدون استشارة أو مراجعة المرافق الصحية المتوفرة في المدينة، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية، وجرى نقله إلى أحد المستشفيات حيث تم التعامل مع الحالة على أنها حالة التهاب رئوي حاد بسبب الفيروس، وأخذ له عينة للفحص المخبري بعد أن أعطي العلاج الخاص بأنفلونزا الخنازير إلا أنه لم يستجب للعلاج.

وأضافت أن الحالة الثانية لامرأة نيجيرية الجنسية، وصلت إلى المدينة المنورة عن طريق مطار القاهرة، حيث ظهرت عليها الأعراض بعد يومين من وصولها إلى المدينة المنور، وأدخلت إلى قسم الطوارئ بحالة فشل رئوي حاد مع ارتفاع في السكر، مما استدعى التدخل السريع في الطوارئ، حيث عمل لها الإنعاش القلبي والرئوي، ثم نُقلت إلى العناية المركزة وأعطيت العلاج المناسب، ولكن مع تدهور الحالة وتأخر وصولها إلى المستشفى توفيت في نفس اليوم.

أما الحالة الثالثة فهي لحاج هندي في "مكة المكرمة"، أدخل المستشفى وهو يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وسعال ولديه تاريخ مرضي، حيث يعاني من أمراض قلبية وأمراض مزمنة صدرية، وأدخل العناية المركزة وأعطي العقار النوعي للفيروس، إلا أنه لم يستجب للعلاج.

وأفادت بأن الحالة الرابعة لحاجة مغربية أدخلت إحدى مستشفيات المدينة المنورة وشخصت حالتها بوجود ضيق في التنفس، وارتفاع في الحرارة، وسرطان في الرئة متقدم، وأعطيت العلاج اللازم إلا أن حالتها الصحية تدهورت مما أدى إلى وفاتها.

وأعادت الوزارة التأكيد على أهمية الالتزام بالتوصيات العلمية التي سبق إصدارها وتبنتها منظمة الصحة العالمية على أهمية الالتزام بالتوصيات الواجب توفرها للقادمين للحج، ومنها أخذ التطعيمات اللازمة، والنصح بعدم حج المصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والجهاز التنفسي، والأمراض "الاستفلابية"، والحوامل، وذوي السمنة المفرطة، وكذلك من هم أقل من 12 عاماً وأكبر من 65 عاماً، حيث أن مسؤولية حج هذه الفئات تتحملها السلطات الصحية في دولهم.

وبينت وزارة الصحة أنها قامت على الفور باتخاذ الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية للمخالطين لهذه الحالات لمنع تفشي المرض وذلك بحسب الخطة الوطنية للوقاية من أنفلونزا الخنازير.

وفي القاهرة، أعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان السبت، أن شاباً يُدعى شوقي إبراهيم الحسين، من منطقة شبرا الخيمة، شمالي القاهرة، توفي نتيجة إصابته بالمرض، مشيرة إلى أنه كان يعاني من التهاب رئوي حاد، وقصور متقدم في وظائف الكبد، وتم إعطائه عقار "التاميفلو" بكمية مضاعفة، إلا أنه توفي نتيجة إصابته بـ"نوبة قيء دموي شديد."

من ناحية أخرى، أكد رئيس بعثة الحج السياحي المصرية في "المدينة المنورة"، صبح عبد الفتاح، في تصريحات نقلها موقع أخبار التلفزيون المصري، أن "جميع الحجاج المصريين بصحة جيد"، وشدد على أن البعثة لم تتلق أي حالات مرضية حتى الآن، سواء بأنفلونزا الخنازير، أو أي مرض وبائي آخر.

انتشار سريع للفيروس بالضفة الغربية

ومن الضفة الغربية، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مدير عام الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة، أسعد رملاوي، المكلف بمتابعة تفشي "الجائحة"، قوله إن "هناك ارتفاع كبير في أعداد المصابين بمرض أنفلونزا الخنازير في الأراضي الفلسطينية."

وتابع المسؤول الفلسطيني قائلاً: "هناك زيادة ملحوظة في عدد حالات المصابين"، وتابع بقوله: "هناك مصابين في كل مستشفيات الضفة الغربية يتلقون العلاج"، كما توقع ازدياد حالات الوفاة بسبب هذا المرض، مع زيادة عدد المصابين مع اقتراب فصل الشتاء.

وبحسب رملاوي، فإن حالات الإصابة المؤكدة بأنفلونزا الخنازير في الضفة الغربية ارتفع عددها إلى ما يزيد على 1170 حالة، توفيت ست حالات منها، بالإضافة إلى حالة وفاة أخرى يُشتبه أنها ناجمة عن المرض، ما زالت قيد الفحص المعملي.

وفيما أشار المسؤول الطبي إلى وجود مصابين في كل أرجاء الضفة الغربية، فقد ذكر رملاوي أن "أعداد المصابين أكبر من ذلك"، وتابع موضحاً بقوله: "نحن فقط نسجل من نسحب العينات منهم."