CNN CNN

"المخرج": صراع الدين والحياة في قصة حب مصرية

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:39 (GMT+0400)
طاقم فيلم ''المخرج''
طاقم فيلم ''المخرج''

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) - السائر في شوارع القاهرة القديمة وأحيائها يمكنه أن يلاحظ فقر سكانها، وصعوبة عيشهم، إلا أن فسحة من الأمل تبقى موجودة في حياة هؤلاء، تساعدهم على المضي قدما في هذه الحياة رغم كل مشاقها.

وفيلم "المخرج"، الذي يستوحي أحداثه من حياة أشخاص عاديين يعيشون في زقاق المدينة، يعرض قصة شاب وشابة من دينين مختلفين يحبان بعضهما البعض، ويقرران الهرب خارج مصر، ليتزوجا بعيدا عن أعين المتربصين بخلفيتهما الدينية.

وفي الوقت الذي يتابع فيه المشاهد قصة حب بريئة نشأت بين الشاب والفتاة، يعيش أيضا مع عائلة كل منهما، فعائلة أمل قبطية بالكاد تجد قوت يومها، إذ أن والدتها متزوجة من رجل سيء السمعة، يسرق مجوهراتها ويبيعها من أجل ترفيه نفسه، أما شقيقة أمل فلديها طفل من زواج فاشل، تعمل ممرضة في أحد المستشفيات، ويتبين للمشاهد لاحقا أنها تعمل في دار دعارة.

على الناحية الأخرى، هناك عائلة طارق، المكونة من طارق وشقيقه ووالدته، يعيشون كلهم تحت سقف واحد ضيق. شقيق طارق لا يحب أمل، لأنها قبطية، ويطالب أخاه بالانفصال عنها طوال الوقت، حتى أنه في أحد الأيام التي يجد فيها أمل بانتظار طارق أمام الباب، يرفع صوت القرآن في المذياع، حتى "يطرد الشياطين" على حد قوله.

مشكلة أمل وطارق هي رغبتهما في السفر بعيدا عن هذا الوطن، خصوصا بعد أن تخبر أمل حبيبها أنها حامل، ليعجل في موضوع السفر، مع مطالبتها بالتخلص من الجنين، إلا أنها ترفض.

وهناك أيضا على الجانب الآخر، صديقة أمل، التي تسعى لإجراء عملية "ترقيع" حتى تكون إنسانة كاملة أمام زوجها المستقبلي الغني، حتى لو كان ذلك سيشكل خطرا على حياتها.

الفيلم يقدم بعض التفاصيل الصغيرة لحياة هذه الشخصيات، والتي أضافت جانبا واقعيا ومضيا في الفيلم، كاللحظة التي تعمل فيها أمل في صالون للتجميل، وتقلد زميلتها في قص القصص الوهمية للزبونات عن حياتها وفقرها، من أجل استجداء عطفهن.

غير أن الفيلم وبصورة عامة يفتقر إلى شخصية حيادية تكون متزنة إلى حد ما، فالعمل السينمائي هذا يعتمد على التوجه نحو "الشخصيات ذات الطابع التطرفي"، أي تلك التي تعيش مآس صعبة للغاية، بحيث يعتقد المشاهد أ، هذا هو الطبيعي، من دون أن يكون قادرا على قياس حياة هذه الشخصيات بشخصيات أخرى متوازنة وطبيعية.

كما أن نهاية الفيلم بدت "هوليوودية" بعض الشيء، فأمل تتجه إلى البحر لملاقاة طارق حتى يسافرا مع بعضهما البعض، لتكتشف أنه ترك لها رسالة ووشاحا على عمود الميناء، قبل أن تبدأ رحلته نحو المجهول، فما كان من أمل إلا أن رمت نفسها في المياه محاولة اللحاق بالقارب، وفعلا تنجح في ذلك، لينتبه إليها قبطان السفينة، ويقوم طارق بالمقابل بإلقاء نفسه في الماء، محاولا إنقاذ حبيبته، ولينتهي الفيلم بالحبيبين جالسين على الشاطئ.

لو أن الفيلم انتهى باللقطة التي وجدت فيها أمل الوشاح والرسالة، لكان الأمر أفضل، فهذه النهاية كانت ستضفي على الفيلم جانبا واقعيا، خصوصا وأن هذا هو التصور الذي يحمله المخرج هشام عيسوي.

الفيلم من تأليف هشام عيسوي وأمل عفيفي، ومن بطولة: مريهان، ومحمد رمضان، وأحمد بدير، وسناء موزيان، ومن إنتاج شريف مندور.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.