/الشرق الأوسط
 
الجمعة، 05 شباط/فبراير 2010، آخر تحديث 20:23 (GMT+0400)

الأسد: الحرب الأهلية قد تندلع في لبنان خلال أيام

من الزيارة الأخيرة للحريري إلى سوريا.

من الزيارة الأخيرة للحريري إلى سوريا.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رأى الرئيس السوري، بشار الأسد، أن الحرب الأهلية في لبنان قد تبدأ بشكل مفاجئ بحيث "تندلع خلال أيام وليس أسابيع،" الأمر الذي قابلته قوى في الأكثرية النيابية اللبنانية بالاستهجان والاستغراب، خاصة وأن التصريحات تأتي بعد زيارة رئيس الحكومة، سعدالدين الحريري، لدمشق وفتح صفحة جديدة بالعلاقات معها.

من جانبه، رأى رأس الكنيسة المارونية، أكبر الطوائف المسيحية في لبنان أن فرص الحرب "قائمة باستمرار ما دام حزب الله يريد ان يقوم مقام الدولة،" مؤكدا أن "الطرف الذي يملك السلاح يستقوي على الآخرين،" ورفض وجود "جيشين في لبنان" على حد تعبيره، في إشارة إلى القدرات العسكرية للحزب الشيعي.

وبالعودة إلى تصريحات الأسد، فقد جاءت في سياق مقابلة مع الصحفي الأمريكي سايمور هيرش بمجلة "نيويوركر" الأمريكية، قال فيها الرئيس السوري إنه "لا يمكن الشعور بالاطمئنان حيال أي شيء في لبنان، إلا إذا غيروا (الشعب اللبناني) النظام."

وقال الأسد، في حديث تناول الشأن اللبناني: "الحرب الأهلية في لبنان قد تبدأ في أيام، فهي لا تحتاج إلى أسابيع أو أشهر؛ قد تبدأ هكذا فقط. لا يمكن الشعور بالاطمئنان حيال أي شيء في لبنان إلا إذا غيروا النظام بكامله."

وعلق القيادي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، على تصريح الأسد، فأبدى استغرابه لأن يعود الحديث عن الحرب الأهلية في ظل العلاقات المتجددة بين لبنان وسوريا عن هذه الأمور، خصوصاً أن اللبنانيين "قرروا أن الحرب الأهلية أصبحت وراءهم،" على حد تعبيره.

ونقل موقع حزب القوات عن علوش قوله: "ما يؤرق اللبنانيين حالياً هو وجود السلاح غير الشرعي، واستمرار جو عدم الاستقرار في المنطقة الذي قد يؤدي إلى اعتداء إسرائيلي على لبنان."

ورأى علوش، رداً على تعليق الأسد حول تغيير النظام اللبناني أن "لكل بلد حريته الخاصة لاختيار نظامه، وبما أن لبنان لا يتدخل في طبيعة النظام في سوريا، فلا يحق بالمقابل لأي رئيس أو أي مسؤول سوري أن يعلّق على مسألة النظام في لبنان."

وأضاف: "لا أعتقد أن الأنظمة الأخرى في المنطقة تؤمّن الاستقرار مقارنة مع النظام اللبناني، وما ارتضيناه في لبنان هو النظام الديمقراطي الذي يؤمّن أفضل نوع من التمثيل ويتناسب مع توق اللبنانيين إلى الحريّة، ولكن إذا كانت هناك شعوب أخرى لا تتوق إلى الحريّة ولا تسعى إليها فهذا شأنها."

من جانبه، رأى رأس الكنيسة المارونية في لبنان، البطريرك نصرالله صفير، في حديث أجرته معه مجلة "المسيرة" إن خروج السوريين من لبنان "أبقى على نفوذهم نتيجة تقيد البعض بوصايتهم، ولكن النضال يجب أن يستمر من اجل قيام الدولة."

وأشار صفير إلى أن فرص الحرب "قائمة في استمرار ما دام حزب الله يريد ان يقوم مقام الدولة،" ولكنه اعتبر أن ما من شيء يمنع استمرار الهدنة "طالما ثمة مصلحة سورية - سعودية في ذلك. وقال: "نحن أضعف حلقة في سلسلة المنطقة تتأثر بكل ما يحصل فيها."

advertisement

يذكر أن الجيش السوري كان قد انسحب من لبنان عام 2005، بعد حركة احتجاج شعبية جرت إثر توجيه قوى في لبنان أصابع الاتهام لدمشق بجريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري.

وقد شهدت العلاقات بين البلدين الكثير من التجاذب قبل أن تتطور باتجاه تبادل السفارات وحصول زيارة غير مسبوقة لنجل الحريري، رئيس الحكومة الحالي، سعدالدين الحريري، إلى دمشق، وتشديده على فصل العلاقات بين البلدين عن قضية التحقيق في اغتيال والده.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.