CNN CNN

إطلاق بريطانيين بليبيا وكشف اتصال بين المعارضة ولندن

الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:38 (GMT+0400)
أكدت بريطانيا أنها لا تعتزم التدخل بقوات برية في ليبيا
أكدت بريطانيا أنها لا تعتزم التدخل بقوات برية في ليبيا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عرض التلفزيون الليبي الأحد تسجيلاً صوتياً قال إنه يرصد اتصالاً هاتفياً بين مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته القوى المناهضة لنظام العقيد معمر القذافي في بنغازي، وبين السفير البريطاني السابق في طرابلس، ريتشارد نورثرون، الذي طلب منه إطلاق سراح فريق بريطاني أوقفه الثوار في بنغازي، بدعوى أنهم مرسلون من لندن لملاقاته، لتعلن الخارجية البريطانية بعد ذلك بساعات الإفراج عنهم.

وفي الاتصال الذي لم يشر التلفزيون الليبي إلى كيفية وصوله إليه يظهر أولاً حوار بين عبدالجليل وأحمد بن مصطفى بن حليم، الذي كان والده رئيساً للوزراء خلال المرحلة الملكية في ليبيا، قبل وصول القذافي إلى السلطة في انقلاب عسكري في عام 1970.

ويتحدث عبدالجليل إلى بن حليم عن تقدم المقاتلين إلى البريقة وعن توجه المعارك وما جرى في المواجهات، ومن ثم يقول له بن حليم إن البريطانيين الأربعة الذين أوقفهم مسلحون تابعون للمعارضة وصلوا إلى البلاد لرؤية عبدالجليل، ويضيف: "هؤلاء أتوا لرؤيتك.. أرسلتهم بريطانيا ويجب أن تراهم أرجوك."

ويسعى عبدالجليل للتأكد من هوية الموقوفين الأربعة، فيسأل بن حليم عما إذا كان بينهم من يدعى فوكس، فيطلب بن حليم منه التمهل ريثما يتصل بالجانب البريطاني للتأكد.

ومن ثم يعود بن حليم ليتصل بعبدالجليل مؤكداً وجود فوكس بين الموقوفين ويضيف: "فوكس بينهم، أطلقوا سراحهم لو سمحتم سيتصل بكم السفير البريطاني،" فيرد عبدالجليل: أنصحه أن يتحدث إلى جمعة (أحد المساعدين) لأنني لا أتحدث الإنجليزية" فيطمئنه بن حليم إلى أن السفير يجيد العربية.

وفي الاتصال الثالث، يتحدث رجل يعرّف عن نفسه بأنه نورثرون، ويقيم عبدالجليل بتحويله إلى جمعة، فيقول له السفير إن لندن تريد إرسال مجموعة من المسؤولين للاتصال بقيادات الثوار والإطلاع على الاحتياجات الإنسانية، ومن ثم يؤكد له أن الموقوفين الأربعة مرسلون من الحكومة البريطانية، وقد جرى اعتقالهم نتيجة "سوء تفاهم."

ويطلب نورثرون من جمعة إبلاغ عبدالجليل أن السلطات البريطانية تتمنى تدخله للمساعدة في توضيح الصورة، ويرد جمعة بالقول إن العناصر ارتكبوا خطأ كبيراً بالوصول إلى ليبيا عبر طائرة مروحية غطت في منطقة مفتوحة، ما أدى إلى تقاطر الناس إلى المنطقة لرؤيتهم.

ويعد ذلك يعرض جمعة على نورثرون أن يتم التواصل معه في العاصمة المصرية القاهرة، التي يشير إلى أنها سيقصدها في اليوم النالي، ومن ثم وعد جمعة السفير البريطاني بمعالجة موضوع الموقوفين الأربعة خلال ساعات.

وشدد السفير البريطاني خلال الاتصال على أن مهمة الفريق كانت التحضير لزيارة وفد بريطاني رفيع المستوى إلى مناطق المعارضة بعد أيام، ومن ثم يعتذر على سوء الفهم الجاري.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ أن "الفريق الصغير من الدبلوماسيين البريطانيين الذي كانوا في بنغازي،" ذهبوا بنية الاتصال مع المعارضة، وقد تعرضوا لبعض "المصاعب" التي جرى حلها، وهم الآن قد تمكنوا من مغادرة ليبيا.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة لـCNN أن العناصر الأربعة، وهم من القوات الخاصة البريطانية، باتوا على متن سفينة "كمبرلاند" الحربية البريطانية في البحر الأبيض المتوسط.

ويذكر أن بريطانيا كشفت الأسبوع الفائت عن تنفيذ عمليات عسكرية سرية لاسترداد مواطنيها العالقين داخل ليبيا.

ويأتي الكشف عن المساعي البريطانية بعد أربعة وعشرين ساعة من إعلان المعارضة الليبية تشكيل ما أسمته بـ"مجلس وطني انتقالي"، لإدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرة "الثوار"، وتمثيل ليبيا أمام المجتمع الدولي، على أن يتخذ من مدينة بنغازي مقراً مؤقتاً له، لحين "تحرير" العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها القوات الموالية للزعيم الليبي.

وقرر المجلس، الذي يضم 31 عضواً يمثلون مختلف المناطق الليبية، في أول اجتماع له السبت، إعادة السفراء السابقين، الذين أعلنوا استقالاتهم وانشقاقهم عن نظام القذافي، حيث تم الاتصال بهم ومطالبتهم بالسعي للحصول على الاعتراف بالمجلس، ممثلاً شرعياً للشعب الليبي.

وكان محتجون مطالبون بتغييرات سياسية ورحيل القذافي بعد أربعة عقود من الحكم، قد استولوا على عدد من المدن الليبية ورد نظام طرابلس بحملة قمع لإخمادها عازياً العنف في بلاده إلى تنظيم القاعدة و"مدمني المخدرات."

واستنكر المجتمع الدولي حملة القمع الدموية وتبنى عقوبات ضد القذافي وأسرته وأعوانه، كما درس عدداً من الخيارات منها فرض منطقة "حظر جوي" وفتح ممرات إنسانية نحو ليبيا للسماح بخروج المدنيين الفارين من وجه العنف، وبلغت تقديراتهم 200 الف شخص.  



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.