CNN CNN

البشير وسلفا كير يتفقان على إبعاد شبح الحرب

الأربعاء، 09 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)

الخرطوم، السودان (CNN)-- في ختام أول زيارة يقوم بها إلى العاصمة السودانية الخرطوم، بعد توليه رئاسة الدولة الوليدة في الجنوب، أعلن سلفا كير ميارديت، توصله إلى اتفاق مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير، على تسوية الخلافات العالقة بين الجانبين سلمياً، وعدم اللجوء إلى أي عمل عسكري، مهما كانت طبيعة الخلافات بين الجانبين.

وقال رئيس دولة جنوب السودان، في تصريحات للصحفيين في الخرطوم الأحد: "حكومتي على استعداد لمناقشة والتوصل إلى تسوية نهائية بشأن كل القضايا الخلافية العالقة، خاصةً الاقتصادية، والأمنية، والحدود، وكذلك الوضع بالنسبة لإقليم أبيي"، المتنازع عليه، والذي شهد معارك طاحنة بين قوات تابعة لكلا الجانبين مؤخراً.

وتابع سلفا كير، والذي كان في السابق يشغل منصب النائب الأول للرئيس السوداني، قبل إعلان جنوب السودان كدولة مستقلة، في يوليو/ تموز الماضي، قائلاً: "يجب أن نعمل على هذه القضايا العالقة، من أجل التأكد من توقيع اتفاق تسوية نهائية بشأنها جميعاً، في أقرب وقت ممكن."

من جانبها، وصفت وكالة الأنباء السودانية "سونا" زيارة رئيس جمهورية جنوب السودان للخرطوم بأنها "تمثل استشرافاً لمرحلة تأسيسية لتعميق العلائق الأزلية بين البلدين الشقيقين، ولمنفعة شعبيهما"، وذكرت أن الجانبين اتفقا على عدد من المبادئ الرئيسية "لبناء علاقات إستراتيجية دائمة."

ومن هذه المبادئ، بحسب الوكالة الرسمية، "الاتفاق علي التعاون الإيجابي والتفضيلي بين البلدين الشقيقين"، و"الاتفاق علي تسوية الخلافات والقضايا الماثلة والمستقبلية بالوسائل السلمية، وعدم اللجوء للوسائل غير السلمية مهما كانت هذه القضايا، ومهما كان مبلغ خطورتها أو حساسيتها، وما إذا كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة."

كما تم الاتفاق على أن تقود وزارتا الخارجية بالبلدين العمل لتحقيق هذه الأهداف، وأن تقوما بالدور التنسيقي اللازم بين الأجهزة المختصة في البلدين.. وفي سبيل تفعيل هذه الأهداف، يتفق الجانبان علي إنشاء لجنة عليا، ولجنة وزارية متخصصة، تعاونها لجنة للتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية.

وفيما يتعلق بمنطقة أبيي، تم الاتفاق علي إنشاء آلية مشتركة للعمل الإنساني، واتفق الطرفان علي استكمال تنفيذ اتفاق "الترتيبات المؤقتة" الموقع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنها.. كما اتفقا على أن الحل النهائي لقضية أبيي، والخلاف حول المناطق الحدودية الخمس، يتم مناقشتها على المستوى الرئاسي.

وبالنسبة للترتيبات الاقتصادية والمالية والانتقالية، بما في ذلك النفط، فقد تم الاتفاق علي تفعيل اللجان المشتركة، التي تتولى الآلية الأفريقية رفيعة المستوى تسيير أعمالها، وفي حالة عدم إحراز تقدم تقوم اللجان المشتركة بالعمل مباشرة دون وسيط، بغية الوصول لاتفاق خلال فترة يتم التوافق عليها.

كما اتفق الجانبان على التعامل مع العائدين من أبناء جنوب السودان باعتبارهم "نازحين" وليس "لاجئين"، حتى نهاية الفترة الانتقالية في مارس/ آذار 2012، وتقديم كافة أشكال الدعم وتيسير انتقالهم بصورة سلسة.

وينتشر أكثر من 1500 جندي إثيوبي في أبيي، منذ يونيو/ حزيران الماضي، بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي بإرسال 4200 جندي كقوة حفظ سلام إلى الإقليم المضطرب، كجزء من اتفاق تم التوصل إليه بين الخرطوم وجوبا، لوقف المعارك التي شهدها الإقليم، وتسببت في نزوح أكثر من 100 ألف شخص.

وشهد إقليم أبيي معارك عنيفة بين القوات الموالية لنظام الخرطوم، وأخرى موالية لحكومة جنوب السودان، انتهت بسيطرة القوات الشمالية على الإقليم في مايو/ أيار الماضي، إلى أن توصلت الخرطوم وجوبا إلى اتفاق في الشهر التالي، يقضي بجعل المنطقة المتنازع عليها منزوعة السلاح.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت الحكومة السودانية عن توصلها إلى اتفاق مع دولة جنوب السودان، يتيح إقامة عشر نقاط أمنية على الحدود بين الدولتين، والتي تمتد بطول 2200 كيلومتر، على أن تتولى فرق "ثلاثية" تضم 18 جندياً على الأقل، حراسة هذه النقاط.