CNN CNN

جنتي: على آل سعود وآل خليفة تسليم السلطة للشعب

الأحد، 25 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

طهران، إيران (CNN)-- وجه خطيب الجمعة في طهران، رئيس مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي، انتقادات حادة إلى السلطات في الرياض والمنامة، في خطبة خصص القسم الأكبر منها للأوضاع الإقليمية، فحذر العائلة المالكة السعودية من ما قال إنه "مصير فرعون مصر،" كما طالبها - مع العائلة المالكة البحرينية إلى "تسليم السلطة للشعب" في تطور يترافق مع عودة التوتر إلى بعض المناطق في البلدين.

وتطرق جنتي، أحد أبرز رجال الدين المتشددين في النظام الإيراني، إلى الأوضاع في مصر واليمن، حيث دعا بصورة غير مباشرة لاستمرار الاحتجاجات بوجه المجلس العسكري بالقاهرة، ونائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إذ اعتبر أن "مساعدي الحكام الديكتاتوريين يعتبرون مثلهم."

وقال خطيب جمعة طهران مخاطبا العائلة المالكة السعودية: "احذروا فان مصير فرعون مصر وليبيا في انتظاركم، واعلموا أن القوى الفرعونية لا استمرار لها، حسب وعود القرآن، وفقاً لوكالة أنباء مهر شبه الرسمية.

أما وكالة الأنباء الرسمية "ايرنا" فنقلت عن جنتي أنه "أشار إلی التطورات التی شهدتها الساحة السعودیة مؤخرا و قیام قوات سعودیه بقمع المحتجین من أبناء الشعب السعودی وقال: علیكم أن تعلموا بان الحكومات الفرعونیة لن تدوم طویلا."

وتابعت الوكالة بالقول إن جنتي: "اعتبر الأوضاع فی البحرین مؤسفة، وقال: إننا نحذر حكام البحرین وكذلك حكام السعودیة الذین یقدمون الدعم للنظام البحریني، وندعوهم إلی تسلیم الحكم إلی الشعب وأن یسمحوا للشعب أن یقرر مصیره بنفسه."

أما بالنسبة للوضع في البحرين فقال جنتي: "آل خليفة (العائلة المالكة البحرينية) ومعهم آل سعود يكررون أخطاء الآخرين،" محذراً من تطبيق بعض أحكام الإعدام التي قال إنها صدرت بحق موقوفين في البحرين.

كما امتدت مواقف جنتي لتشمل الولايات المتحدة التي قال إن 99 في المائة من شعبها يحتج في الشوارع وأن الشرطة تستخدم في مواجهته "غاز الفلفل والخردل" وسأل: "لماذا لا تمنحون الـ 99 بالمائة من شعبكم حقوقهم المشروعة؟"

وأضاف: "أحد أكاذيب أمريكا هي إنها تقول يجب أن تتسلم السلطة حكومات شعبية، وإنني أقول ردا عليهم، إن شعبكم الآن لا يريد الحكومة الرأسمالية، فكيف تتعاملون معهم بعنف؟"

وكانت السعودية قد أعلنت الخميس عن سقوط أربعة قتلى على الأقل، وجرح ما يزيد على 13 آخرين، بينهم امرأة إضافة إلى اثنين من عناصر الأمن، نتيجة "هجمات متصاعدة"، شنها عدد ممن تصفهم السلطات بـ"مثيري الشغب"، في المنطقة الشرقية بالمملكة، منذ نحو أربعة أيام.

وأكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن عدداً من النقاط الأمنية، والمركبات الأمنية في محافظة "القطيف"، تتعرض لإطلاق نار من قبل هؤلاء "المعتدين"، بصفة متصاعدة، اعتبارا من يوم الاثنين، وذلك "وفقًا لما تمليه عليهم المخططات الخارجية المغرضة."

وقالت الوزارة إنها "تدرك أن هدف مثيري الشغب هو تحقيق أهداف مشبوهة، أملاها عليهم أسيادهم في الخارج، في محاولة لجر المواطنين وقوات الأمن إلى مواجهات عبثية، ولذلك فهي تحذر كل من تسول له نفسه بتجاوز الأنظمة، بأنه سوف يلقى الرد الرادع."

ولم يكشف بيان الداخلية السعودية هوية الدولة الخارجية التي اتهمها بالوقوف خلف الأحداث، إلا أن الرياض تخوض منذ سنوات مواجهة سياسية ودبلوماسية مفتوحة مع إيران، التي تتهمها بالسعي لنشر نفوذها في الخليج ودول المشرق.

وشهدت محافظة القطيف، وأرجاء أخرى بالمنطقة الشرقية من المملكة، تجمعات احتجاجية محدودة مطلع العام الجاري، بالتزامن مع التحركات التي كانت تجري في العديد من الدول العربية، وخاصة في البحرين المجاورة، حيث كانت قوى شيعية تخوض مواجهة مع السلطات في الشارع.

وكانت إيران قد أيّدت بحماس منقطع النظير الثورات العربية في بدايتها، عندما طالت دولاً كانت تعتبرها ضمن "محور الاعتدال" المناهض لدورها، واعتبرت أن ما يجري في الدول العربية "يستلهم" تجربتها الإسلامية.

ولكن جذوة هذا الحماس خبتت بسرعة مع تطور المواقف السياسية للقوى "المنتفضة" في الدول العربية، إلى جانب وصول الثورات إلى حليفتها الأساسية بالمنطقة، وهي سوريا، التي اعتبرت طهران أن الحراك الشعبي فيها "مؤامرة أمريكية وإسرائيلية."

يذكر أن إيران نفسها كانت قد شهدت تحركات شعبية واسعة عام 2009، للمطالبة بالمزيد من الديمقراطية وللاعتراض على ما اعتبره التيار الإصلاحي في البلاد "عملية تزوير واسعة النطاق" للانتخابات الرئاسية التي أعادت الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة لولاية جديدة، وتصدت أجهزة الأمن الإيرانية للتحركات بالقوة.

وكان لجنتي مواقف بارزة في مواجهة الحراك الشعبي في بلاده آنذاك، فاعتبر أن الله هو الذي اختار المرشد الأعلى، علي خامنئي، لقيادة إيران، وأن طاعته واجبة على الجميع، واتهم الولايات المتحدة بدفع الأموال لقادة المعارضة الإيرانية الذين وصفهم أنهم "رؤوس الفتنة."