CNN CNN

فرنسا وأمريكا تحتجان على مظاهرات ضدهما بسوريا

الاثنين، 08 آب/اغسطس 2011، آخر تحديث 15:00 (GMT+0400)
سوريون في واشنطن يحتجون على ممارسات الحكومة السورية ضد المطالبين بالديمقراطية
سوريون في واشنطن يحتجون على ممارسات الحكومة السورية ضد المطالبين بالديمقراطية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- نفت مصادر في الخارجية الأمريكية الأحد أن تكون سوريا قد استدعت سفير واشنطن لديها، روبرت فورد، لإبلاغه احتجاجها على زيارته لحماة، وقالت إن الموعد كان مقرراً مسبقا، وقد تحدث خلاله السفير مبدياً امتعاضه من سماح السلطات السورية لمحتجين بمهاجمة مقر البعثة الدبلوماسية بدمشق، في حين استدعت باريس السفيرة السورية لديها للهدف نفسه.

وقال مصدر في الخارجية الأمريكية طلب من CNN عدم كشف اسمه، إن السفارة كانت قد طلبت موعداً الخميس للسفير لمقابلة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، وأضاف أن فورد قام خلال وجوده في مقر الخارجية السورية بالقول إن زيارته لحماة هدفت إلى جمع معلومات وإظهار الدعم لحرية التعبير.

ولفت المصدر إلى أن فورد اتهم السلطات السورية بأنها قامت بـ"التحريض" ضد الولايات المتحدة، وتنظيم احتجاجات خارج مقر السفارة الأمريكية السبت، وقام المحتجون برمي الطماطم والزجاج والحجارة على مقر السفارة، مطالبين برحيل السفير.

وفي باريس، قامت الخارجية باستدعاء السفيرة السورية لديها، لمياء شكور، لإبلاغها رفض فرنسا للأحداث التي وقعت قرب سفارتها في دمشق وقنصليتها في حلب، وما تخللها من اعتداء على "رموز الدولة" من خلال حرق العلم الفرنسي وإحداث أضرار في الأبنية القنصلية والسيارات التابعة للسفارة.

وأشار بيان للخارجية الفرنسية أن الشرطة السورية لم تحرك ساكناً لمنع ما يجري، وحملت السلطات في دمشق مسؤولية حماية بعثتها والمنشآت التابعة لها.

وتابع البيان أن الخارجية الفرنسية أبلغت شكور "شعورها بالدهشة" نتيجة احتجاج دمشق على قيام سفيرها بزيارة مدينة حماة، وذكرت الجانب الفرنسي بأن معاهدة جنيف تجيز لرؤساء البعثات الدبلوماسية التجول بحرية في الدول التي يعملون بها.

وختمت الخارجية الفرنسية بأنها حرصت خلال اللقاء على تأكيد رفضها لما جرى خلال الأشهر الماضية في سوريا لجهة "قيام الحكومة باستخدام الأسلحة ضد السكان وعدم الاستماع إلى مطالب الإصلاح،" ودعت المجتمع الدولي إلى القيام بواجباته حيال هذا الملف.

وكانت الخارجية الأمريكية قد استدعت السفير السوري، عماد مصطفى، الأربعاء الماضي، لإبداء قلقها حيال تحركات قامت بها  البعثة الدبلوماسية السورية في واشنطن ضد مشاركين في مسيرات سلمية بالولايات المتحدة للاحتجاج على الأحداث الدموية التي تشهدها بلادهم، وفق ما كشفت الوزارة الجمعة.

وتزامن الكشف مع إعلان الخارجية الأمريكية رفضها الانتقادات التي وجهتها السلطات السورية لسفير واشنطن في دمشق، روبرت فورد، بسبب زيارته لمدينة حماة التي تشهد واحدة من أضخم المظاهرات المنادية بسقوط الرئيس بشار الأسد.

وذكرت الخارجية الأمريكية في بيان، الجمعة، أن مساعدة وزيرة الخارجية لأمن البعثات الدبلوماسية، إيريك بوسويل، استدعى مصطفى "للإعراب عن قلقنا حيال تصرفات جرى الإبلاغ عنها، من موظف بعينه بالسفارة السورية."

وجاء البيان بعد قليل من تساؤلات طرحت أثناء الموجز الصحفي اليومي أشير فيها إلى تلقي الخارجية الأمريكية تقارير تفيد بأن أفراد البعثة الدبلوماسية السورية يقومون بالمراقبة، عبر الفيديو، لمشاركين في مظاهرات سلمية في الولايات المتحدة.

وجاء في البيان: "حكومة الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد أنباء أي إجراءات قد تتخذها حكومات أجنبية لترويع أفراد يقيمون بالولايات المتحدة يمارسون حقهم الشرعي في حرية التعبير التي يكفلها الدستور."

وتابع البيان: "كما نحقق كذلك في تقارير تفيد بأن الحكومة السورية سعت الانتقام من عائلات سورية على ممارسة أقاربهم في الولايات المتحدة لحقوقهم المشروعة في هذا البلد وسوف نرد وفقا لذلك."

وكانت الخارجية الأمريكية قد رفضت، الجمعة،  الانتقادات التي وجهتها الحكومة السورية لسفير واشنطن في دمشق، روبرت فورد، بسبب زيارته لمدينة حماة التي تشهد واحدة من أضخم المظاهرات المنادية بسقوط الرئيس بشار الأسد، وأكدت أن سوريا كانت على علم مسبق بالزيارة وقد مر الموكب الدبلوماسي عبر الحواجز العسكرية بعد إخطار وزارة الدفاع، واعتبرت اتهام دمشق للسفير بتشجيع المظاهرات بأنه "هراء."


 وقالت فيكتوريا نولاند، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، إن السفير فورد وصل حماة الخميس، حيث أجرى لقاءات مع "مواطنين عاديين" في الشارع.

وأضافت نولاند: "لقد قام السفير الجمعة بالمرور في الشوارع للقاء السكان، كان الناس ستجمعون في إحدى الساحات وسرعان ما أحاط بسيارته مجموعة من المتظاهرين الودودين الذين قاموا بوضع الزهور وأغصان الزيتون على السيارة، وهتفوا بسقوط النظام."

وأضافت نولاند أن هناك مشاهد فيديو معروضة على موقع يوتيوب تظهر وصول السفير الأمريكي لحماة، وقالت إن المقاطع تظهر بأن الموقف "كان مميزاً،" ولفتت إلى أن فورد قرر المغادرة وعدم الترجل من السيارة كي لا يصار إلى التركيز على هذا الحدث لأن الزيارة تهدف إلى "التأكيد بأن الأمر لا يتعلق بنا، بل بحقوق المواطنين السوريين."

وتابعت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية بأن موكب فورد خرج من حماة "بمواكب ودودة من شبان كانوا على دراجاتهم النارية."

ونددت نولاند بالموافق التي أعربت عنها السلطات السورية حيال الزيارة، وأكدت أن السفير فورد "أعلم السلطات السورية مسبقاً ومر عبر القنوات الحكومية."

وأردفت نولاند بالقول: "لقد قامت السفارة الأمريكية بإعلام وزارة الدفاع السورية بالزيارة قبل حصولها، وقد مرت السيارة (التي كان فيها السفير) عبر الحواجز الأمنية،" وأقرت بأن زيارة فورد كانت "جريئة" ولكنها اعتبرت أن اتهامات السلطات السورية له بإذكاء نار المظاهرات "مجرد هراء."

وكانت السلطات السورية قد اتهمت فورد، بتحريض من وصفتهم بـ"المخربين" على العنف والتظاهر ورفض الحوار مع الحكومة، كما اعتبرت أن زيارته لمدينة "حماة"، التي تشهد احتجاجات حاشدة، تُعد دليل على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سوريا.