CNN CNN

بعد حكم عادل إمام و"وديع" الإبداع بين المنع والإباحة بمصر

الخميس ، 07 حزيران/يونيو 2012، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)

القاهرة، مصر (CNN) -- أثار الحكم القضائي الأخير بمصر بوقف بث إعلان "وديع" لقنوات ميلودي، القلق و المخاوف من ازدياد حجم القضايا التي تطال المبدعين والمحتوى الفني والإعلاني والتلفزيوني، بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وخاصة بعد استحواذ التيارات الإسلامية على الأكثرية البرلمانية، وما تبعه من إثارة قضايا ضد فنانين وشخصيات عامة بتهمة الإساءة للدين.

فقد انتشرت الدعاوى الخاصة بازدراء الأديان وخدش الحياء العام بالإعمال التلفزيونية والفضائية، وكان أبرزها قضايا خاصة بالفنانين عادل إمام وحيد حامد وخالد يوسف وشريف عرفة.

ووصف الناشط الحقوقي وعضو لجنة الحريات بنقابة المحامين، أسعد هيكل لـCNN  بالعربية، ازدياد حجم هذه القضايا، بـ"المقلق" بعد ثورة "25 يناير،" ذلك في الوقت الذي "تتطلع فيه البلاد إلى حرية الرأي والتعبير والفن والفكر."

كانت دائرة الاستثمار بمحكمة القضاء الإداري قد قضت السبت بوقف إعلان "وديع" وعدم ظهور بعض ممثلي الإعلان في أي برامج أخرى، ووقف بث القناتين ''ميلودي" و"ميلودي تريكس'' لمدة أسبوع على ألا يعاد بث القناة إلا بعد التأكد من إزالة تلك المخالفات.

واتهم مقيمو الدعوة القناة بـ"التحريض على الرذيلة والعمل على اختراق الآداب العامة بمخالفة القوانين، وتجاوزها لحدود الفن والإبداع دون خجل أو حياء،" كما استشهدت الدعوى بالإعلانات الخادشة للحياء مثل إعلانات ''أنا بضيع يا وديع''، وإعلانات ''التهامي'' وإعلانات ''ميرنا'' والتي تم وصفها بـ"الخروج عن الحياء والذوق العام والعمل على إثارة الغرائز."

وقال الممثل أمجد عادل، الذي يؤدي شخصية "وديع،" في الإعلان المشهور، إنه لا يعرف أسباب هذا الحكم وتوقيته على الرغم من توقف الحملة الإعلانية منذ عام تقريبا، خاصة بعد إنتاج فيلم "أنا بضيع يا وديع،" لافتاً إلى أن قناة "ميلودى تركس" توقفت عن العمل منذ عامين، وتوقفت أيضا شركة الإنتاج  بعد نشوب خلاف بين الشركاء أشرف مروان وأحمد عبد العاطي.

و أضاف عادل، بحديث لـCNN  بالعربية: "لا أعرف الجهة التي تقف وراء هذا الحكم، وما إذا كانوا من تيارات إسلامية أو من الباحثين عن الشهرة، ولكن الأمر يدخل ربما في إطار القضايا التي يتم رفعها على الفنانين والمبدعين بعد الثورة، مثل قضية عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة."

ولفت إلى أن الإعلان تم بثه منذ 2009 وحصل على العديد من الجوائز العالمية ضمنها مهرجان كان، كما حاز على شهرة كبيرة في مصر.

وقال إن قرار المحكمة بعدم ظهور الفنانين بالإعلان في البرامج التليفزيونية، "لا يعني منعه من التمثيل" مشددا على انه لا يمكن لأحد منع الفنانين من العمل.

من جانبه، قال المحامي إبراهيم السلموني، الذي سبق له أن رفع القضية، إن الحكم بمثابة إنذار لجميع الفضائيات التي تقدم مثل هذا النوع من المواد الإعلانية وغيرها، نافيا أي علاقة للقضية بالتيارات الدينية حيث يعطيه القانون الحق في رفع مثل تلك القضايا.

و أضاف السلموني أن الاستمرار على هذا النحو بالقنوات الفضائية، قد يدفع غيره من المحامين إلى رفع قضايا مماثلة، وقال إنه كان يحضر رسالة ماجستير بأمريكا، وشاهد الإعلان لأول مرة عند رجوعه لمصر منذ 5 أشهر، ووجد أنه "يحتوي على  إسفاف وله تداعيات جنسية على الشباب، كما يمس رموز المجتمع مثل المدرّس وخلافه."

وقالت المحامية سلوى الفارس، إنها تضامنت مع الدعوة كون تلك الإعلانات "خادشة للحياء العام،" حيث أخذ الكثير من الشباب بمعاكسة الفتيات بترديد عبارة "أيوة كده يا وديع،" كما لا تراعي القناة ميثاق الشرف الإعلامي على حد تعبيرها علي الرغم من انتشارها.

من جهته، نشر موقع التلفزيون المصري الثلاثاء حيثيات حكم وقف إعلانات ميلودي، فقال إن المحكمة اتهمت القناة ببث "مجموعة من البرامج والإعلانات، تضمنت عرياً ومناظر وإيحاءات جنسية فاضحة."

اختصمت الدعوى كلا من وزير الإعلام، رؤساء الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية وإدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية (النايل سات)، رئيس مجلس إدارة قنوات ميلودي الفضائية جمال أشرف مروان، وداليا وميرنا مقدمتا برنامج بقناة ميلودي تريكس الفضائية، وشخصيات الإعلان، الشهيرة بـ"بوبي" و"وديع" و"رشا."

وقد ثبت للمحكمة أن الإعلانات "تضمنت سباباً وألفاظاً سوقية تجرح مشاعر المشاهدين، وتثير الشهوات والغرائز، وتنشر البذيء من القول، والفحش في التعبير ولغة الخطاب،" وفق الحكم.