CNN CNN

شبكة "شام" السورية: قوة الفيديو بمواجهة الرصاص

الأربعاء، 04 تموز/يوليو 2012، آخر تحديث 19:01 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعتبر شبكة شام الإخبارية SNN، إحدى الشبكات الرائدة على مواقع التواصل الاجتماعي بين المجموعات التي تجمع الصور والفيديو التي يلتقطها ويسجلها المواطنون في سوريا، ويتم نشرها ليراها العالم أجمع، وقد خسرت الشبكة عدداً من العاملين بصفوفها، سقط بعضهم قبل أيام فقط، في حادث وجه ناشطون أصابع الاتهام فيه نحو القوات الموالية للحكومة.

وظهرت الشبكة مؤخراً على شاشات الأخبار بعد أن لعبت دوراً محورياً في توزيع ونشر صور المجزرة التي ارتكبت في قرية "الحولة"، بمحافظة حمص، والتي راح ضحيتها 108 أشخاص، معظمهم من الأطفال.

وبرزت بين جميع الصور التي نشرت، صورة لغرفة فيها أجساد لقتلى يلفهم وشاح أبيض.. وأصبحت هذه الصورة رمزاً بين وسائل الإعلام لمجزرة الحولة، حيث تم بثها على العديد من المواقع الإخبارية العالمية .

أمست شبكة SNN والمجموعات المشابهة لها، كالبوابة التي تعبر خلالها تسجيلات الفيديو التي يلتقطها ويحمّلها المواطنون، أما ما بات يعرف بـ"المواطن الصحفي."

ويقوم سوريون مجهولون عادةً بتحميل فيديوهات على موقع "يوتيوب" بدون أي معلومات عن المضمون، وفقاً لدايفد كلينتش، مدير شركة Storyful المسؤولة على توزيع الفيديوهات التي يلتقطها المواطنون على وكالات الأنباء.

ويقول كلينتش إنه "أمر في غاية الأهمية، فعلى حد علمي لم يكن هناك أي صحفي عالمي بالقرب من قرية الحولة عند الحادثة، لذلك فإن الفيديو الأصلي الوحيد لما حصل فور انتهاء المجزرة هو تسجيلات لما يمكنك أن تسميهم مواطنين صحفيين."

ووفقاً لموقعها الإلكتروني وصفحتها على موقع "فيسبوك"، فقد أُسّست شبكة SNN في فبراير/ شباط 2011 من موقعها في العاصمة السورية دمشق.

ويقول أنس قطيش، الناشط السوري من مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، إن SNN أصبحت المصدر الرئيسي للفيديوهات والمعلومات القادمة من سوريا.. وأضاف أن الشبكة أصبحت معروفة لدرجة أن شبكات مقلّدة بدأت بالظهور على "فيسبوك" بأسماء مشابهة.

ويقول جيليان يورك، مدير حرية التعبير العالمية في مؤسسة الجبهة الإلكترونية، إن موقعي "فيسبوك" و"يوتيوب" يقومان بعمل جيد، بالتأكد من أن الفيديوهات القادمة من ناشطين سوريين، تعرض على مواقعهم.

ويؤكد كلينتش أن العديد من النشطاء السوريين يعملون على تحميل الفيديوهات من دول مجاورة حتى يصعب على الحكومة السورية تتبعهم. كما يقومون بتهريب بطاقات ذاكرة رقمية صغيرة عبر الحدود حتى يكون باستطاعتهم تحميلها من الدول المجاورة.

يشار إلى أن ناشطين سوريين كانوا قد أعلنوا في 27 مايو/ أيار الماضي مقتل ثلاثة من العاملين في الشبكة، وهم مديرها في مدينة حمص، عمار محمد سهيل زاده، ومراسل الشبكة، أحمد الأشلق، ومدير قسم البث المباشر فيها لورانس فهمي، في حي الخالدية في مدينة حمص.

وقال مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" إن الثلاثة قتلوا في كمين مسلّح "نصبته قوات حفظ الأمن السورية، استهدف عملهم التوثيقي في نقل أشرطة الفيديو والبث المباشر والصور الثابتة لما كان يحصل في مدينة حمص"، على حد تعبير المركز.