CNN CNN

الناتو ينهي حملته بليبيا وأمريكا تواصل المراقبة الجوية

الأربعاء، 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)
 

(شاهد المقابلة)

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية  (CNN) -- أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندريس راسموسن، رسمياً انتهاء العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في ليبيا الاثنين، بعد حملة جوية استمرت زهاء سبعة أشهر ساعدت في الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، في حين قالت واشنطن إنها ستواصل تنفيذ عمليات مراقبة جوية لفترة قصيرة مقبلة.

وقال راسموسن، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل، حلف شمال الأطلسي يشعر بـ"الفخر" لمساعدته ثوار ليبيا، مشيراً إلى أن المحادثات في طرابلس تناولت أيضاً وضع ما وصفها بـ"خريطة طريق" للسير نحو الديمقراطية.

وخلال رحلته بالطائرة إلى طرابلس قال راسموسن لـCNN: "عملنا وفق التفويض من مجلس الأمن على حماية المدنيين، وقد كانت مهمتنا ناجحة بشكل رائع.. لقد منعنا وقوع المذابح وأنقذنا الكثير من الأرواح وطبقنا قرار الأمم المتحدة.. كانت هذه مهمتنا وقد أنجزنا ما وعدنا به.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها ستواصل القيام ببعض مهام المراقبة الجوية في الأجواء الليبية خلال الفترة المقبلة، حتى بعد انتهاء مهمة حلف شمال الأطلسي رسميا منتصف ليل الاثنين.

وقال جون كيربي، الناطق الرسمي باسم الوزارة: "سيكون نوع من أنواع المراقبة الجوية لبعض الوقت.. ونحن نعمل مع الحلفاء في الناتو على هذا الأمر."

بالمقابل، قال الناطق العسكري باسم المجلس الانتقالي الليبي، العقيد أحمد باني، إنه كان يفضل أن يقوم حلف شمال الأطلسي بإعلان "تعليق" مهامه، عوضاً عن إنهائها، مشيراً إلى استمرار وجود بعض العناصر المؤيدة للنظام السابق.

وكان راسموسن، قد أعلن الجمعة الماضية، أن قوات الحلف المشاركة في العمليات بليبيا بدأت في الحد من نشاطها، بعد مقتل القذافي والسيطرة على معاقله الأخيرة، متوقعاً أن تقوم الدول المشاركة في العملية بإعلان انتهائها رسمياً في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقال راسموسن: "لقد قمنا بما تعهدنا بفعله، وحان الوقت لكي يأخذ الشعب الليبي المبادرة بيديه."

ولفت راسموسن إلى أن قوات الحلف ستبقى على أهبة الاستعداد للتدخل من أجل حماية المدنيين حتى إعلان انتهاء العمليات، لكنه أكد الاستعداد لمساعدة ليبيا مستقبلاً في إصلاح مجالات الأمن والدفاع، إذا طلبت طرابلس ذلك.

 من جانبها، قالت سوزان رايس، المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، في تصريح مشوب بالحذر إن مهمة الناتو وضعت ليبيا في مسار الحرية، مضيفة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الخميس: "نحن  قلقون للغاية، وفيما نمضي قدماً، فعلى السلطات بذل أقصى الجهود لتشكيل حكومة شاملة سريعاً تشمل كافة أطياف المجتمع الليبي، وتحترم حقوق الشعب بصرف النظر عن الجنس أو الدين."

 وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى الخميس الماضي قراراً بإلغاء التفويض بالتدخل العسكري في ليبيا، ما ينهي مهمة حلف شمال الأطلسي فيها اعتباراً من 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

يشار إلى أن المجلس خول بقراره 1973  في مارس/آذار الماضي، فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وفوض الدول الأعضاء "اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين المعرضين لخطر الهجمات.. مع استثناء التدخل العسكري الأجنبي المباشر على الأرض الليبية."

وأصبح هذا القرار، الذي أيدته عشر دول وامتنعت خمس عن التصويت دون معارضة، أساساً لعمليات حلف الناتو في ليبيا، وتحديداً عمليات القصف الجوي التي نفذها الحلف.

وبدأت العمليات العسكرية في منتصف مارس/آذار بعملية حملت اسم "فجر أوديسا"، بمشاركة قوات غربية وعربية، حيث شنت السفن الحربية والغواصات الأمريكية والبريطانية عمليات قصف صاروخية على ليبيا.

وفي أواخر مارس/آذار، بدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو" قيادة العمليات العسكرية ضد قوات القذافي، فيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، روبرت غيتس، أن العملية تغير اسمها إلى "الحامي الموحد"، بدلاً من "فجر أوديسا".

وخلال اليوم الأول لتولي قيادة الناتو العمليات الجارية في ليبيا، جدد الحلفاء تعهداتهم بالعمل على تنفيذ القرار 1973، الصادر عن مجلس الأمن الدولي، بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، كما أكدوا عدم اعتزامهم تزويد "الثوار"، المناوئين لنظام القذافي، بالأسلحة.

وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، مصطفى عبدالجليل، قد أعلن الأحد الماضي عن تحرير ليبيا، وبشر بعهد جديد بعد مقتل معمر القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من 42 عاما.